على ناصية القدر

على ناصية القدر

  • سليمة محمد بن حمادي / درنة

بعد طول غياب التقيا دون سابق موعد..الصدفة كانت سيدة الحدث…الموقف حتّم عليهما تجاهل كلّ منهما للآخر..فرحة كليهما بالحدث جاوزت مشاعرهما الجياشه التي اعتقدا يومآ أن الزمان طواها…..وزخم الحياة ومجرياتها عندما عصفت بهما الظروف وعاند القدر مشاعرهما الجميله العذراء….كانت لكل منهما طريق لم يخترْها بل فرضت عليهما..لم تمتلك هي الشجاعة الكافيه التي تمكنها من مجابهة الموقف لتقول كلمتها ،مكبلة هي بعادات وتقاليد وخجل اجتماعي فرض عليها التنازل عن رغبات قلبها البكر من حب يسكن بين جنباته..( كابرت )و عانت من جرح فراقه الكثير حتى أنها لزمت الفراش ألمًا، فالحمّى لم تغادرها واعتقد الجميع الكثير من الأمراض وتوهم أسباب ملازمتها الفراش..ولكنها وحدها تدرك مكمن وجعها وكان عليها التزام الصمت ولا شيء غير الصمت (فما أصعب وداع و فراق حب يسكن وجدانك على حين غِرّة)… اللقاء…رحل بها هنااااااااااااك فهناك صبية مقبلة على الحياة…أجمل لحظاتها عندما يقابلها صباحآ وهي في طريقها للمدرسة و هي تتوسط صويحباتها يرجف قلبها طربآ وترقص نبضاته ويسرقان لبعضهما ابتسامة من القلب تسكن العيون على مخبأ عن الجميع وكذلك حين عودتها من المدرسة يتكرر الحدث. مشهد لم يغادرها كلما لاحت في البال ذكراه ذلك الفارس الذي لاذ بحصانه عائدآ حينما هزم القدر حلمه المنشود أخذ الزمن منهما مأخذه.. فلا العتاب يفيد زمانا فاليوم كلاهما يرتجي من القدر تحقيق أحلامهما في أبنائهما وعدم القسوة عليهما وكأن لسان حالهما يقول ( يكفي أيها القدر فأنت من سرق فرحتنا ذات يوم فرأفة بنا في فلذات أكبادنا )…فأعينهم تحمل ذات الأماني والذي يتمنيان أن تقدم لأبنائهما على طبق من فضة إنصافآ لهما. فابنه وابنتها اليوم حفل تخرجهما وهما مقبلان على الحياة كما كانا ذات يوم في عمريهما.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :