إجتمع عدد من عمداء البلديات بالمنطقة الجنوبية لبلديات كل من ( الشويرف – أوباري – القطرون – بنت بية – الغريفة ) رئيس ديوان المحاسبة إلى جانب الإدارات المختصة بديوان المحاسبة. وجاء هذا الإجتماع استكمالاً للاجتماع المنعقد يوم الأحد المنصرم بخصوص توزيع المبلغ المخصص لمشروعات الجنوب. و أعرب السادة عمداء البلديات عن تقديرهم العميق لدور ديوان المحاسبة في إعطاء الأهمية وتسليط الضوء على مشاكل المنطقة الجنوبية والدفع نحو حلحلة تلك المشاكل بما يضمن استقرار المنطقة ورفع عب المعاناة عن المواطن بالمنطقة الجنوبية.
وفي هذا الإطار شدد عمداء البلديات على أهمية تنفيذ الإتفاق المتعلق بتخصيص مبلغ المليار دينار لصالح تنفيذ الطرق وتوافقهم مع رأي ديوان المحاسبة حول إسناد المشروعات لشركات قادرة ومنحها الحوافز اللازمة لإنجاز تلك المشروعات بالصورة المرغوبة، ومن ناحية أخرى أشار السادة عمداء البلديات إلى بعض الإشكاليات الملحة التي تؤثر على معيشة المواطن اليومية ومن أهمها: استمرار مشكلة نقص الوقود ، وعدم العدالة في توزيع مخصصات شركات النظافة وإعطاء الأولوية لعامل الكثافة السكانية دون مراعاة للعامل الجغرافي وبعد المسافات، وسوء إدارة المستشفيات وعدم قدرتها على تقديم الخدمة المطلوبة للمواطن، وتأخر صرف المبالغ المالية المستحقة للعاملين في مجال مكافحة جائحة كورونا، إضافة الى أهمية تخصيص نقطة إسعاف مركزية ببلدية الشويرف لأهميتها الاستراتيجية والدور الذي يمكن أن تقوم به في إنقاذ الأرواح.
وعقب النقاش مع رئيس الديوان والإدارات المختصة به ، أجمل السيد رئيس الديوان محاور هذا اللقاء في كلمة أشار فيها إلى أن دور الديوان وتدخله في مثل هذه الأعمال يأتي من منطلق حرص الديوان على إحداث الفارق الإيجابي وأنه لا معنى للملاحظة أو التوصية ما لم ترَ النور على أرض الواقع. وأضاف ان في ذات الوقت أن تدخل الديوان ضمن الإطار التشريعي لا يمس باختصاص الجهة التنفيذية وهي المسؤولة عن التنفيذ بطبيعة الحال. وعليه فإن الديوان ومن منطلق عملي يضع نصب أعينه ثلاثة أهداف يسعى إلى الدفع نحو تحقيقها خلال الفترة القريبة القادمة وهي تخصيص مبلغ المليار دينار لمشروعات الطرق بالجنوب حيث عقد اجتماع الأمس بخصوصه، ويعقد اجتماع يوم الغد مع الجهاز المختص والذي أوضح أن لديه رؤية متكاملة حول الموضوع سيتم مناقشتها وعرضها . اما الهدف الثاني هو التغلب على مشكلة نقص الوقود من خلال مكافحة التهريب عبر تبني منظومة التتبع حيث سيتبنى الديوان تنظيم ورشة عمل بعد الغد بحضور عمداء البلديات وشركة البريقة والشركة المختصة بالمنظومة
بحيث يتم الاتفاق على آلية تنفيذية لتبنى المنظومة والشروع في تنفيذها. وتابع الهدف الثالث فيما يخص سوء الخدمات الصحية، فإن أحد أهم الحلول تكمن في خصخصة إدارة المستشفيات، وهو مفهوم يحظى بقناعة تامة لدى السيدين وزير ووكيل وزارة الصحة، وعليه وباعتبار مستشفى أوباري جاهز من حيث الإمكانيات المادية فإنه يمكن الشروع في إسناد إدارته إلى شركة خاصة ومختصة في هذا المجال بحيث يعتبر كمشروع تجريبي يعمم على بقية المستشفيات لاحقا، وسيتم ترتيب عقد اجتماع مع وزير الصحة لتناول الإجراءات التنفيذية للموضوع.
وختاما فيما يخص موضوع المكافآت المالية للعاملين في مجال كورونا أشار السيد رئيس الديوان إلى أن الديوان قد شكل لجنة للفحص المصاحب لكافة الأموال المخصصة لهذا البند وأن الحقوق محفوظة لمستحقيها وسيتم تباعا دفعها حسب أولوية الاستحقاق. وفيما يتعلق بنقطة الإسعاف والطوارئ ببلدية الشويرف أكد السيد رئيس الديوان على أهميتها وفي ذات الوقت فإن السيد وزير الصحة لن يتأخر في اعتماد مثل هذا الإجراء والذي سيطرح عليه خلال الاجتماع المخصص لموضوع مستشفى أوباري العام. واختتم اللقاء بالتأكيد على دور البلديات والمواطنين في المساءلة المجتمعية وعلى الأخص دعوة أهل الجنوب للتعاضد وتوفير البيئة الملاءمة لعودة الشركات لتنفيذ المشروعات والدفع بعجلة التنمية نحو الأمام.
