أ- عيسي رمضان
الأشهر الحرم التي ذكرها الله في كتابه فقال:{ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ } سورة التوبة.
روى البخاري في صحيحه بسنده عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاَثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو القَعْدَةِ، وَذُو الحِجَّةِ، وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ، مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى، وَشَعْبَانَ)).
لأن (مضر)كانت تعظم شهر رجب تعظيما شديدا.
وسُمِّيَ الأَصَمَّ لأَنَّ الْعَرَبَ كَانَتْ لا يُغِيرُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ فِيهِ وَلا تَحْمِلُ فِيهِ السِّلاحَ، وَكَانُوا لا يَسْمَعُونَ قَعْقَعَةَ السِّلاحِ فَسُمِّيَ أَصَمَّ بِهِ. ومن اسمائه أيضا :رجب من الترجيب، أي: التعظيم؛ لأنه كان يعظم.
وقد عرف العرب في جاهليتهم فضل شهر رجب الحرام فعظموه ومنعوا فيه الحروب والخلافات العصبية والقبلية، وخلدوا فيه إلى السلم والسلام، ثم جاء الإسلام ليؤكد ويبين مكانة شهر رجب بين الأشهر الحرم؛. {فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ }، فاحذَروا أشدَّ الحذَرِ أنْ تَظلِموا أنفسَكم في هذا الشهرِ الحرامِ وباقِي الأشهُرِ الحُرُمِ بالسيئاتِ والخطايا، والظلمِ والعُدوانِ، والفسادِ والإفسادِ، والقتلِ والاقتتالِ، والغِشِ والكذِبِ، والغِيبةِ والنَّميمةِ والحَسدِ والغِلِّ والحِقدِ، فإنَّ اللهَ ــ جلَّ شأنُهُ ــ قد زجرَكُم عن ذلكَ فقالَ تعالى: { فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ }، وإنَّ السيئاتِ تَعظُمُ وتَشتدُّ، وتَكبُرُ وتتغلَّظُ في كلِّ زمانٍ أو مكانٍ فاضل، وأكبر الظلم أنك تظلم ولاتعلم من الذي ظلمته …وهذا موجود وكلكم يعلم هذا الامر …تقول كيف؟ حينما تطلق الرصاص في أفراحكم وفي تخرج ابنائكم هل تعلم اين وقعت تلك الرصاصة وتسمعون مات إبن فلان ..ماتت بنت فلان ..وكل ذلك من أثر الرصاص العشوائي … واعلموا أن دار الإفتاء قالت أن إطلاق الرصاص في المناسبات الاجتماعية محرمٌ تحريما جازما وهذا التحريم من المصالح المرسلة في هذا الزمان بناءا على ماتخلفه من مآسي للناس وإضاعة المال فقد قال النبي إن الله كرّه لكم القيل والقال وإضاعة المال..ثم فيه ترويعا للأمنين والنائمين وفيهم المرضى والأطفال ..وفي ارتداد المقذوف فيصيب الناس وممتلكاتهم واعلموا أن كلمة التحريم الجازم تعني أن ذلك الفعل يجلب غضب الله وسخطه سبحانه وتعالى .
إذا من يطلق الرصاص العشوائي فقد ظلم نفسه وأنه ارتكب إثما يعاقب عليه إما عاجلا أو أجلا..
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً…فالظلم ترجع عقباه إلى الندمِ
تنام عيناك والمظلوم منتبهٌ…يدعو عليك وعين الله لم تنمِ
وقد ثبتَ عن قتادةَ التابعيِّ ــ رحمهُ اللهُ ــ أنَّهُ قالَ: (( إِنَّ الظُّلْمَ فِي الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ أَعْظَمُ خَطِيئَةً وَوِزْرًا مِنَ الظُّلْمِ فِيمَا سِوَاهَا )).والظلم محرمٌ في كل حياتك أيها الانسان.