عن ماذا نكتب ؟

عن ماذا نكتب ؟

محمود السوكني

يخجل المرء أن يتناول بالحديث شأن أخر غير مايحدث في أرض فلسطين في هذه الأيام حتى أننا نكاد ننسى النكبة الموجعة في درنة وماحولها ، ولقد خبرنا في هذه المهنة أن حدثاً يطرأ قد يلغي غيره أو يحجبه عن الأنظار مهما كانت أهميته وتلك سنة الحياة نعاينها حتى في شئوننا الشخصية .

على هذا السياق تطفو على السطح تحركات المبعوث الأممي “عبدالله باتيلي” ومحاولاته اليائسة في جمع الأطراف المتصدرة للمشهد السياسي في ليبيا لإجتماع خماسي (من أجل التوصل إلى تسوية سياسية بشأن العملية الإنتخابية) .

عندما كلف هذا السياسي السنغالي مبعوثاً للأمين العام للمنظمة الدولية في ليبيا خلفاً للسلوفاكي بأن كوبيتس اعتقدت أنه سيستقيل قبل أن يبدأ فتجربة زملائه السابقين لا تشجع أحداً على خوض هذه المهمة الموعودة بالفشل ، وهو ما عاينه بنفسه منذ بداية تحركه في الداخل الليبي ، غير أن السياسي المخضرم الذي خاض انتخابات الرئاسة لأكثر من مرة في بلاده ومني بالفشل حتى تنازل في المرة الأخيرة لصديقه زعيم المعارضة الذي اكرمه بوزارة في بلاط الرئاسة ، يعلم جيداً من واقع تجاربه الشخصية صعوبة الأمر وما يكتنفه من تحركات مريبة لا تصب في صالح الإنتخابات التي يسعى للفوز بعقدها رغم أنه يعلم جيداً كما وصل لعلم من سبقوه بأن لا أحد ممن دعاهم للإجتماع حريص على العملية الإنتخابية التي تهدد وجوده في الصدارة !

في تصوري أن “باتيلي” إن لم يستخدم تهديده بتشكيل لجنة منتقاة لحسم الموقف الذي سبق أن اعلن أنه لن يتجاوز هذا العام ، فأنه سينتهي كما سابقيه دون أن يحقق نتيجة تذكر سوى خيبة المسعى .

نعود إلى غزة وما يسطره أبطالها من مواقف نضالية تتسم بالحنكة وتتحلى بالشهامة والنبل الذي أظهره رجالها في إدارتهم للمعركة عسكرياً وإعلامياً ، لقد كانوا نداً عنيداً وضارياً أمام جيش الإحتلال إذ كثيراً ماتفوقوا عليهم تكتيكياً وأصابوهم في مقتل في كثير المرات وهو ما كان مفاجأة لنا قبل أن تكون للعدو الذي توعد في البداية بحرب لن تتوقف حتى يفنى شعب غزة عن بكرة أبيه ، حرب لا هدنة فيها ولا حوار حتى النهاية ، فإذ بهم من يطلبون الهدنة ويتوسط لهم لتمديدها ليوافق الرجال بعد تدخل الأشقاء والأصدقاء ويفرجون عن من كانوا في ضيافتهم ولا نقول سجونهم وهو ما وضح جلياً في النقل المرئي المباشر الذي يظهر من يدعوهم بالمختطفين وهم يودعون مضيقيهم بالتحايا القلبية والإبتسامات المشعة بهجة وسرور مما يعكس كرم الضيافة التي لقوها بعكس ما يشيع إعلام المستعمر والأبواق التي تتبعه .

لم تعد حرب غزة وبالاً  على حكومة المحتل كما يترأى لنا ولكنها تؤشر وبقوة إلى قرب نهاية هذا الكيان المصطنع وإنها لثورة حتى النصر بإذن الله تعالى .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :