عثمان البوسيفي
الحكومة التى جاءت من أجل تحقيق حلم طال انتظاره وهو وجود رئيس يحكم هذا البلد المهزوم من الداخل والخارج ومن أجل انتخاب برلمان جديد بدلا من برلمان العازة الذي تمترس خلف مرتباته ومزاياه وترك الشعب المسكين في العراء يحلم بوطن يوفر لهم حياة كريمة وليست حياة الذل التي يعيشها.
24 ديسمبر ضاع وخلفه تاريخ آخر قادم للضياع وهو 24 يناير لتنطلق الحكايا عن أن هذه السنة لن تكون فيها أي انتخابات ويبدو هذا من المتابعة الدقيقة لحال العصابات التي تحكم ليبيا ولا تريد لها الاستقرار . الحكومة التي وقع بعض وزرائها في مطب الفساد أرادت أن تدغدغ النفوس المسكينة عن أنها بصدد العمل على عودة الحياة إلى بلد لا حياة فيه من خلال مشاريع يشوبها الفساد الذي لا يحتاج إلى مختص لكشفه.
المؤلم أن دولة مجاورة لنا وفقيرة استطاعت بناء مدينة جديدة وعشرات الطرق المتسعة والطويلة فيما حكومتنا البائسة والفاسدة فقط تتحدث عن إنجاز قطعة صغيرة من طريق قصيرة وكأنها وصلت المريخ وهنا يتبادر السؤال خلف السؤال هل تعتقد هذه الحكومة أن الجموع ساذجة إلى درجة أن تضحك عليها بطريق صغيرة وتوهمها أنها عودة للحياة؟. العودة للحياة تعني جيشا واحدا وشرطة واحدة وحكومة قوية وليست فاسدة ورئيسا وبرلمانا جديدا همه وطنه وليس بطنه.
أعلم أن الكتابة عما يعانيه هذا الوطن يعلمها الكل في الداخل والخارج ولكن تبقى الأسئلة حقا مشروعا لنا في ظل هذا العبث في مقدرات الوطن وساكنيه. نصيحة للحكومة الغارقة في الظلام أن تعيد التيار الكهربائي لنا وهو إنجاز مارست فيه الكذب منذ أشهر حين قالت إن الكهرباء لن تنقطع بعد شهر نوفمبر وها نحن في يناير من العام 2022 ولا زلنا نعيش عصر الظلام .
الحديث عن وجود دولة في ليبيا وحياة حقيقية بعيد المنال في ظل حكومات لا هم لها غير جيوبها فقط وجيب المواطن يعاني الثقوب. مرة أخرى نواصل النوم في الحنظل ويواصل المسؤول الليبي النوم في العسل على حساب مواطن يأكل البصل ويحلم بالعسل. أيها السادة الأماني وحدها لا تصنع وطنا.