عودة ترامب !

عودة ترامب !

محمود السوكني

لا تعني إعادة إنتخاب “دونالد ترامب” أمريكا وحدها ولكنها ستلقي بظلالها على المنظومة العالمية بأسرها ، فالرجل سيرأس القطب الأوحد في العالم أي أنه المؤثر الأساسي في مجرياته وقد يكون المحرك لأحداثه ، وبالتالي فإن عودته إلى البيت الأبيض حيث تطبخ السياسات، وتوضع  الخطط ، لا شك تثير إهتمام العالم وتشغل إنتباهه .

لم يكن فوز ترامب مفاجئاً ، بل كان متوقعاً ، الذي لم يكن متوقعاً أن يكتسح المرشح الجمهوري منافسته الديمقراطية بشكل “مذهل” كما وصفه الرئيس الأوكراني الذي كان أول المهنئين . لقد أظهرت النتائج الأولية تفوقاً ملحوظاً شجع ترامب على التهور -كعهدنا به- وإعلان فوزه مبكراً ، وكأنه على علم بالنتيجة النهائية مسبقاً !

لعلها المرة الأولى التي يفوز فيها مرشح للرئاسة وهو مدان قضائياً ، ولا يفوز بالرئاسة فقط ، بل يؤكد  حزبه إستمرار سيطرته على مجلس النواب حيث السلطة التشريعية ، وتتحقق له الهيمنة على مجلس الشيوخ وبذا يضمن أن قراراته وكل ما يصدره يتم تشريعه دون إبطأ في مجلس النواب ، وتتم المصادقة عليه دون تردد في مجلس الشيوخ ؛ إنه زمن ترامب بلا شك ، الرئيس السابع والأربعين الولايات المتحدة الأمريكية الذي بدأت الجهات القضائية تدرس تسوية القضايا المتورط فيها وتأجيل البث فيها أو إلغائها إستناداً إلى المادة الثانية من الدستور الأمريكي التي تجيز ذلك حتى لا تعيق الرئيس عن أداء مهامه .

من مفاجآت هذه الإنتخابات حصول ترامب على أصوات الناخبين في ولاية ميتشيغان حيث يتمركز العرب والمسلمين الأمريكيين وأصواتهم مؤثرة على نتائج الإنتخابات، فجميعنا يعلم العلاقة الحميمة التي تربط الرئيس ترامب بالعدو الصهيوني وهو ما كان جلياً أثناء فترة ولايته الأولى التي كان فيها وفق وصف زعماء الكيان المحتل (أكثر رئيس أمريكي خدم إسرائيل ودعمها ووقف إلى جانبها) وقد اتضح ذلك في مجموعة من المواقف التي خدمت العدو وشجعته على التمادي ، من بينها إعترافه بالقدس عاصمة موحدة لما يسمى (إسرائيل) وإعتراف بلاده بضم الجولان المحتل إلى سلطة الكيان الصهيوني وغير ذلك من المواقف التي كان فيها مبادراً دون أن يطلب منه ، وهو لا يخفي إنحيازه لدولة العدو ، بل يتبجح بذلك في خطبه وتصريحاته وهو ما حدا بالنتن إلى الإسراع بمهاتفته والإعراب عن سعادته البالغة بخبر فوزه الباهر كما وصفه ، لكل ذلك ، كان مستغرباً أن يحظى ترامب بأصوات العرب والمسلمين هناك .

عشرة أسابيع تفصلنا عن تربع المرشح الجمهوري على كرسي المكتب البيضاوي ، في الأثناء ، ستبدأ المشاورات لإختيار نجوم الإدارة (الترامبية) المقبلة ، لن يكون هناك أحداً من وجوه الإدارة السابقة التي عملت معه في الولاية الأولى فأغلبهم قد إنقلب عليه ، وبعضهم إشتكاه ، والبعض الأخر إتهمه بأنه يشبه الزعيم النازي هتلر في تصرفاته . ستكون إدارة جديدة في وجوهها لكنها قطعاً لن تحيد عن النظرة (الترامبية) للعالم والتي شاهدنا بعض ملامحها في ولايته الأولى وتابع العالم فصولها بدهشة وإستغراب .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :