رجل بسيط.

أنيس البرعصي

. أنا مجرد رجل بسيط ، كان ينام و ينسى غسل شعره من الجيل ، يحب النكات البذيئة، المطاعم الشعبية ، صفحة أكلة عدنان ، عروض سحرة السيرك القدامى ، المهرجين القدامى، الأبطال القدامى بروسلي، مستر بن ، دايسكي ،أفلام العصابات التي يشاهدها بعد قلي البيض مع جبن الشرائح. و لم يتغير بعد مازال يحب عازفي الشوارع الواقفين بآلاتهم خلف قبعات مقلوبة مليئة بالقطع النقدية -رغم أنه لم يرهم قط- و مازال يحب أغاني شطرنج الراي و محتوى قناة نسمة فترة البث التجريبي ..

رغم أنه لم يعد يستمع إليها .. أنا رجل بسيط يكره جلد الدجاج و برشلونة و الأيام التي لايرى فيها وجه حبيبته. أنا رجل بسيط ، يبدأ يومه باستقبال مكالمات لارغبة له بها و ضيوف يأتون بلا موعد و أصوات فرامل مفزعة على حيواناته الأليفة و أبناء حرام يعترضون طريقه أينما اتجه في هذه البلاد المسعورة . أنا رجل بسيط، مضطر للتعامل مع أبناء الموبقات الذين يفتتحون مزادا على هدم سلامي الداخلي كل صباح إما بإقحامي في مشاكلهم أو بحشر أنوفهم في حياتي و في النهاية أخبرهم أنها ستفرج . أنا رجل بسيط لا أعيش حياة بسيطة و أود أن أخبر أصدقائي و أشقائي و سائقي الأجرة أني لست راهبا و أن صدري ليس غرفة اعتراف و أني لا أعرف مكان مغارة علي بابا ولا أملك رقم هاتف بابانويل ..

و أن رقم هاتفي ليس مخصصا لمكالمات الطوارئ و تلقي الشكاوى و الاستعلامات. أود أن أخبر شقيقي أيضا بأن يذهب إلى الجحيم مع قراراته و تناقضاته و أن يصطحب معه جمهور الإنتر في طريقه. أود أيضا أن يفهم السيد (عاشور) أني لست ديلفري ، و أود أن يفهم أبناؤه أن شقتنا ليست فندقا أو خيمة سيرك ليخربوها و يقضوا ليلتهم فيها كلما مروا من مدينتنا. بإمكانهم إكمال رحلتهم و أتمنى لهم حادثا مأساويا سعيدا يتسبب في إقالة رئيس المرور.

أنا رجل بسيط .. أعيش حياة صعبة تجعل من قلبي كقطعة قماش بين أسنان جندي ينزعون رصاصة من كتفه بواسطة شمعة و سكين و هذا الرجل البسيط متعب جدا ..و حانق جدا .. و يود أن يقضي يومه بسلام اتركوه و شأنه من فضلكم ابتعدوا عن رقم هاتفه و صندوق رسائله و مربوعته المحتلة ابتعدوا قبل أن يجعلكم تسألون بعضكم هل كان ممسوسا أو ثملا حين فعل بكم هذا ؟!

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :