ملخص عن كتاب صدام الحضارات (إعادة صنع النظام العالمي)

ملخص عن كتاب صدام الحضارات (إعادة صنع النظام العالمي)

تأليف: صامويل هنتنجتون / ترجمة: طلعت الشايب / إعداد: محمد الطرابلسي

تمهيد:

صدام الحضارات أو صراع الحضارات (بالإنجليزية The Clash of Civilizations) أو بعنوان “صدام الحضارات وإعادة تشكيل النظام العالمي”، هو مؤلف لكاتبه صامويل هنتنجتون بنظرية صراع الحضارات، يرى هنتنجتون في عالم ما بعد الحرب الباردة أنَّ الشعوب تبحث عن هويَّتها وتتعلَّق بها، كذلك رموز الهويَّة؛ مثل: الصليب والهلال وغطاء الرأس؛ إذ إنَّ الهويَّة الثقافيَّة هي الأهم بالنسبَّة إلى معظم الناس؛ ذلك أنَّها تُعَرِّفهم بأنفسهم وبأعدائهم وتُحَدِّد لهم رسالتهم ومعاركهم وأعداءهم في الحياة، وإذًا فعالم ما بعد الحرب الباردة هو عالمٌ منقسمٌ إلى “حضارات”، عامل التقسيم فيه هو “الهويَّة الثقافيَّة”.

ويرفض هنتنجتون الوهم القائل بإمكانيَّة الوصول إلى عالمٍ واحدٍ تحكمه ثقافةٌ واحدة، فهو يرفض مقولة فوكو ياما عن “نهاية التاريخ” وسيادة الليبراليَّة كأسلوب عالمي في الحكم، كما يُؤَكِّد على فشل نمط التحديث الغربي في جعل المجتمعات غربيَّة.

صدام الحضارات المصطلح الأكثر جدلا في العالم منذ أربعينيات القرن الماضي، لقد ظهرت ردود ومقالات من مختلف قارات العالم وعشرات الدول على هذا المصطلح (المقال) الذي نرشه هنتنجتون وقتذاك. فقد كانت بداية مصطلح وكتاب صدام الحضارات مقالا في مجلة.

وبعد هذا الاهتمام وكذلك التحريف والجدل والخوف الذي دار حول المقال ظهرت قضايا أثارها المقال بدرجة عميقة.

*سنحاول في هذا الملخص تقديم نبذة مختصرة عن الكتاب وعن المصطلح (صدام الحضارات)

2. الحضارات في تاريخ اليوم.

طبيعة الحضارات:

إن التاريخ الإنساني هو تاريخ الحضارات ومن المستحيل ان نفكر بتاريخ الإنسانة بأي معنى آخر، والقصة ممتدة عبر أجيال من الحاضرة منذ السومرية القديمة إلى المصرية إلى الكلاسيكية والأمريكية الوسطى، وعبر تجليات متتالية للحضارات الهندية والصينية.

وأبرز ما جاء في هذه الجزئية الفرق بين الحضارة بمعناها المفرد وبصيغة الجمع، اكتشف المفكرون الفرنسيين فكرة الحضارة وطوروها في القرن التاسع عشر كنقيض لمفهوم البربرية، فالمجتمع المتحضر يختلف عن المجتمع البدائي لأنه كان مستقرا ومدينيا وليس أميا، كان من الحسن ان تكون متحضرا ومن السيء الا تكون.

كذلك تصف هذه الجزئية كيف كانت المجتمعات الأوروبية تحكم على المجتمعات الغير أوربية إن كانت متحضرة بما يكفي حتى يمكن قبول عضويتها في النظام العالمي الذي تسيطر عليه أوروبا.

اقتباسات مهمة من دخل الفصل الذي يتحدث عن الحضارات في تاريخ اليوم:

“الحضارة مساحة ثقافية”

“الحضارة هي المصير الحتمي للثقافة”

“الحضارة عملية أصيلة خاصة من الإبداع الثقافي والتي هي من صنع شعب ما”

“الحضارة تشمل ولا يشملها غيرها”

وهكذا نرى أن الحضارة هي أكبر تجمع ثقافي من البشر وأعرض مستوى من الهوية الثقافية يمكن أن يميز الإنسان عن الأنواع الأخرى.

كما تناول هذا الجزء من الكتاب شرح مختصر لأهم الحضارات على الكوكب، منها: الحضارة اللاتينية، الأمريكية، الصينية، الاسلامية والأفريقية، والغربية.

وفي نهاية هذه الجزئية نكتشف التباعد الزمني بين الحضارات قبل 1500 عام. ق.م.

3.حضارة عالمية؟ التحديث والتغريب.

معنى الحضارة العالمية: هي التقارب الثقافي والإنساني والقبول المتزايد بقيم وتوجهات وممارسات ومؤسسات مشتركة، من قبل شعوب العالم.

ومثلا على ذلك كما جاء في كتاب صدام الحاضرات.

أولا: البشر في كل المجتمعات يشتركون في قيم أساسية معينة مثل اعتبار الجريمة شرا.

ثانيا: مصلح الحضارة يستخدم لما هو مشترك بين المجتمعات المتحضرة مثل القراءة والكتابة ومعرفة المدن، ما يميزها عن المجتمعات البربرية البدائية.

ثالثاً: ثقافة دافوس (هو مؤتمر ينعقد في سويرا كل عام ويلتقي فيه ألف شخص بينهم مثقفون ومهتمون بالسياسات الخارجية ومديري بنوك دولية وغيرهم من القانونين والمهتمين بالعلوم الطبيعية والاجتماعية والعلمية).

رابعا: التبادل الصناعي والمتمثل في استهلاك سعل متعددة والناتج عن نمط حضارة معينة، بين الحضارات المختلفة. ملاحظة في هذه النقطة نود ان نشير ان الغرب يعتقد انه يصدر حضارته من خلال المشروبات الغازية او الالبسة الباهتة او بعض السلع الأخرى التي تفتقد لها المجتمعات المستهلكة.

وفي هذه الجزئية ننتقل إلى تلخيص نقطتين مهمتين في هذا الفصل من الكتاب:

*المؤسسات والممارسات والمعتقدات الرئيسة التي يمكن أن تعرف بحق أنها جوهر الحضارة الغربية وتتضمن ما يلي:

1.التراث الكلاسيكي: ورث الغرب الكثير عن الحضارات السابقة بما في ذلك الحضارة الكلاسيكية على نحو خاص وميراثه منها كثير ويتضمن الفلسفة اليونانية والعقلانية والقانون الروماني والمسيحية اللاتينية وورث أيضا الحضارة الإسلامية.

2.الكاثوليكية: هي تاريخيا اهم سيما في الحضارة الغربية.

3.اللغات الأوربية: اللغة هي التي تلى الدين كعامل مميز لشعب ثقافة ما عن شعب ثقافة أخرى، والغرب يختلف عن معظم الثقافات الأخرى في تعدد لغاته، اليابانية الهندية الروسية اللاتينية والمندارين وحتى العربية.

*الفصل بين السلطة الدنيوية والسطلة الروحية:

عبر التاريخ الغربي وجدت أولا الكنيسة بمعنى السطلة الدينية، وبعد ذلك وجدت عدة كنائس بعيدا عن الدولة. الله والقيصر، الكنيسة والدولة، السلطة الروحية والسلطة الدنيوية، كانت دائما ثنائية سائدة في الثقافة الغربية، ولم يكن الدين والسياسة منفصلين على هذا النحو الواضح إلا في الحضارة الهندية.

وفي الاسلام الله هو القصير. في الصين واليابان القصير هو الله، في الأرثودوكسية الله هو الشريك الأصغر للقصير. الفصل والصدمات المتكررة بين الكنيسة والدولة التي تطبع الحضارة الغربية لم تحدث في اي حضارة أخرى. هذا الفصل بين السلطتين أسهم إلى حد كبير في تطوير الحرية في الغرب.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :