افتتاحية فسانيا
كان من المفترض أن تبدأ الدراسة الأحد الماضي ، حسب قرار وزارة التعليم بحكومة الوفاق في شقّي البلد الغربي والجنوبي ، لكنها تأجلت إلى هذا اليوم ، هذا التأجيل لم يكن رسمياً ولم يكن اختياريا ، إنما كان إجباريا للأغلبية العظمى من الطلاب وأولياء الأمور ، جملة قضايا تقف حائلا بين العديد من الطلبة المتفوقين ومدارسهم ، وحتى أولئك الذين يحاولون أن يكونوا متميزين ، لعل أولها أزمة السيولة النقدية التي يعاني أغلب الليبيين من انعدام توفرها بين أيديهم .
عام دراسي جديد يعني ملبسا جديدا ، كتبا وأدوات مدرسية ، يعني وقودا ومواصلات ووجبة إفطار جيدة ، يعني طفلاً جديداً يطرق أبواب المدرسة لأول مرة بعد أن داعبت خياله الناصع هذه اللحظة منذ صار يفقه الفرق بين الصاد والضاد ، لكن كل ما سبق ذكره لا يتوفر عند الكثير من الأسر .
ربما لم يمر عليكم أن يأتي طالب للمدرسة بلا حذاء وأن يترك آخر المدرسة لأنه لا يملك شجاعة أن يأتي حافي القديمين إليها نعم حافي القدمين تماما حدث ذلك في إحدى مدارس سبها .
والوزارة ترصد المبالغ الضخمة لامتحانات الشهادة الثانوية والتي لم تكن في مجملها جيدة ولا يمكننا أن نقول إنها سيئة هل فكرت في رصد مبالغ أخرى للرفع من مستوى العملية التعليمية؟
وهل سنصل لمستوى تكون فيه مدارسنا قادرة على توفير الزي المدرسي لطلابها أسوة بدولة مجاورة لا تمتلك نصف مواردنا الاقتصادية؟
في دولة كالسودان تقدم وجبة الإفطار الصحية تماماً كما تقدم المعلومة النموذجية ، وتصدر للعالم العلماء والمفكرين والمثقفين ، فماذا نصدر نحن للعالم ؟
نحن بحاجة ماسة للاهتمام ببقية مستلزمات العملية التعليمية وبحاجة لخطوات اصطلاحية أخرى وعديدة فهل ستكون وزارتنا قادرة على تحقيق ذلك أسوة بما فعلته مع الطلاب والمعلمين .
أم أنها ستكتفي بطباعة الكتاب المدرسي خارج الوطن لتدفع ثمن استيراده ككل شيء في هذا الوطن ، و لتبقى أبواب مطابعنا مقفلة يعلوها الصدأ والغبار .