- عمر علي أبوسعدة
المتأمل للأزمة الليبية المستعصية بتناقضاتها المتباينة بين اطراف الصراع الداخلي وتقاطع المصالح الخارجية ، يدرك كل عاقل أن الحل الغالب للأزمة سياسي سلمي ، طال الوقت أو قصر ، ويفهم ايضاً أن مسار جنيف السياسي الممهد لمؤتمر ( غدامس ) للحوار الليبي الليبي ، المتزامن مع الحوار الامني – هما طوق النجاة الوحيد المتاح الآن للخروج من مستنقع الأزمة العميق ، مهما تحاربنا وعلينا الذات والأنا ، وعلى خلفية اختيار البعثة الأممية لأربعين شخصية سياسية وعامة ، ودعوتهم إلى ( جنيف ) لتنقيح مشروع وطني يحل أزمة الحاضر ويحدد رؤيا مستقبل هذا البلد ، وهذا ليس بالأمر الهين اليسير ، وسط هذا الخضم الهائل من الازمات ، وعلى ضوء جزئية اختيار نفر من الشخصيات تمثل فزان للحوار بهذا المنعطف الوطني التاريخي مع احترامي الوافر لهم ، لكن لم أفهم معنا لصمتهم واحجامهم من تقديم رؤيا أو مشروع وطني مقروء أو مسموع يطمئن الناس ، يعبر عن شكل الدولة القادمة ونظام الحكم او على أقل تقدير مشروع عن التنمية المكانية لفزان التي تواجه أسوء مرحلة في تاريخها المعاصر لقضاياها الوجودية ، في الأمن ونسيجها الاجتماعي ، لذا لم اتفهم المعايير والأسس التي تم اعتمادها من البعثة الأممية ، في اختيار الشخصيات العامة التي سوف تمثل فزان ( بجنيف ) ولم استوعب مبررات البعثة بأن الشخصيات العامة المختارة تتبع إلى مؤسسات ومنظمات مجتمع مدني لم نسمع نحن عنها من قبل وليست لديها أي أثر أ و اسهامات فعلية على الارض بفزان ؟! لكن لا نملك في هذا الأمر ألا الدعوة لله بالنجاح والتوفيق لإخراج هذا البلد من وهدته وكبوته التي تؤرق العقول والقلوب .
حفظ الله ليبيا
26يونيو 2020م