أحكامٌ تخونها الحكمة

أحكامٌ تخونها الحكمة

خليفة الأسود.

الإنسان كائنٌ معياري، ولا يحتمل أن يطبق فمه دون أن يحكم على الناس هذا طويل، شوف هالقزم، بشكلها زي عود الوقيد، فلان بلعوط، علان خاين وعميل، فلتان فاسق، وهلم جرّا… في بداية سبعينيات القرن المنصرم انتبه قاضٍ أمريكي إلى تباين مريع في أحكام السجن على المدانين وفي نفس القضايا، وبعد التدقيق (Audit) تبيّن له وجود تحيّز ضد الأقليات العرقية. وحيث أن الأفراد الاعتباريين (الطبيب، والقاضي، والمدرس، والمدير، والضابط وغيرهم) يصدرون أحكاما وبشكل يومي، اهتمّ الباحثون بموضوع التحيّز المهني. الأحكام المتحيّزة تدمّر حياة الملايين، وتؤثر بشكل مباشر على نتائج الامتحانات والتعيينات وأحكام القضاة وقرارات الحكّام إلخ، وبشكل يومي! وبرغم وجود دلائل استرشادية ومعايير مهنية ضابطة، يوجد هامشٌ تقديري للمناورة تُرك لصاحب القرار تحدده خبرته التراكمية وقدرته على القياس (الحكمة) ومن هناك تسلل التحيّز والتشويش. من أسباب التحيّز والتشويش الذهني. -خلل بنيوي، مثال ذلك، حكم جزائي لنفس القضية بالسجن من 5-20 عاما…

وجود هذا الفارق الكبير، لوحظ أن قاضٍ عنصري لجأ إلى إصدار مدد أطول على المدانين من أعراق ليست من جلدته. -مزاح الحاكم…المزاج المتعكّر والغضب من أسباب القرارات المجحفة. -المناخ…ثبت أن الأحكام الصادرة في الأيام الأكثر سخونة كانت أكثرُ قسوة. -التأثير الاجتماعي…عندما يكون القرار جماعيا ضمن لجنة اختيار أو في برلمان مثلاً، هناك أشخاص مؤثرون بحججهم ومنطقهم أو نفوذهم يساهم في التأثير على خيارات أقرانهم. -المحاباة (صلة القرابة)…سواء قرابة دم أو فكر ومنهج أو في المعتقد…فيطغى الجانب العاطفي على الحكمة والدلائل الاسترشادية. -الرشوة…أمله البطينة تستحى لعوينة زي ما يقولوا… -الحدس الإحصائي…مثلاً، موظف مسؤول عن قبول لاجئين أو إصدار تراخيص، وجدوا أنه إذا تم قبول الملف الأول والثاني فإن فرص قبول الملف الثالث تتضاءل بنسبة 20% حتى ولو كان ملف المتقدم مستوفيا الشروط. ولا يخلو مجتمع من تشويش ذهني وقرارت متحيّزة. وللتخفيف من وطأة هذا الوباء وآثاره السلبية، عبر الحوكمة (الإدارة) الرشيدة واستخدام التدقيق والمراجعة لسلوك المؤسسة وقراراتها بشكل مستمر، وبالاستفادة من الأخطاء والتجاوزات.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :