فزان و المواطنة الفخرية

فزان و المواطنة الفخرية

  • عمر الطاهر

ماذا لو تنادى أبناء الجنوب كافة إلى وحدة الكلمة باتخاذ موقف مشرف و بدء النضال الحقيقي لنيل الحقوق، بكل الوسائل المتاحة و المشروعة ، بدءا بالمطالبة بإسقاط الشرعية عن كافة المسؤولين الجنوبيين الممثلين للمنطقة الجنوبية و الذين فشلوا فشلا ذريعا باستعادة حقوق فزان المنهوبة ، فزان التي أفقر أهلها و أهملوا حتى أصبحوا مادة سخرية و فكاهة في الإعلام و الشارع الليبي العريض و الطويل ، فيكفي مثلا أن تقول إنك من الجنوب حتى ترى بوضوح علامات الاستهزاء و السخرية و اللامبالاة من جراء ترديد كلمة ( فزان مهمشة ) و خاصة في دوائر الدولة الرسمية و إدارتها.

فزان اليوم خارج نطاق الدولة في الأمن و الغذاء و المحروقات و مصفاة الجنوب الحلم المستحيل ومشروعات إنشاء و تعبيد و صيانة الطرق و إزالة المطبات المادية و البشرية و التمثيل الدبلوماسي السياسي و العسكري و البعثات الخارجية و قيادة إدارات الدولة العسكرية و الأمنية، فكأن أهل فزان منحوا الجنسية الليبية بصفة فخرية.

و الويل و الثبور من أصغر المسؤولين في الشمال بشقيه الشرقي و الغربي إلى أعلاهم في حال ذكرت وضع فزان وطالبت بحقوقها. سرعان ما يكون الرد زجرًا و نهرًا أن أهل فزان هم مشكلتها ، و أنتم الفاسدون، تبيعون الوقود و تهربون السلع و لا تصلحون لقيادة البلد . و كأن أعينهم عور عن باقي الوطن و ما يحدث فيه من تهريب الوقود و البشر.

فزان لا مستشفيات لا أطباء، لا مدارس و لا مدرسين ، فزان حتى المساجد تؤمر باتباع توقيتات الشمال في مواقيت الصلاة و اختلاف التوقيت مع الشمال. فزان تكاد تكون لعنة على ناطقها و قاطنها و حتى الزائرين من البشر و الحيوانات و الطيور المهاجرة.

وجوه ترهقها قترة من ذل الفقر ، عليها غبرة من الغبن و التسول بين إدارات و وزارات الدولة في الشمال شرقها و غربها و كأن أهل فزان لا يصلحون سوى عسسا و قصصا تروى عن نكبة الإنسان في العصور الغابرة و الحاضرة .

يموتون في طرقات مزدة و القريات من سوء الطريق و السيارات المهترئة كأسمالنا التي نرتديها كوجوه المسؤولين الفزانيين عن بكرة أبيهم الذين انتفخت أوداجهم بالمرتبات الصاروخية و صاروا اليوم يطوفون بالقرى يقسمون الفتات على دراويش فزان حسب ( اللقاقة) حشاكم و الوعود الانتخابية.

ولاية فزان التي تعج بالخيرات ، من نفطها و حقولها الزراعية و دوائر الحبوب، و حديد وادي الشاطئ و مناجم الذهب ، لقد ذاق أهلها جميع ألوان الصبر و الفقر و الحرمان و منع السؤال و المطالبة بالحقوق و الانقسام الجهوي الليبي الليبي البغيض ما بين الشرق و الغرب.

لن يكون لفزان شأن إلا بإسقاط المسؤولين الفزانيين الحاليين و فرض احترام حقوق فزان بالقوة التي لا سبيل لنا إليها . لكن ( لو ) تفتح عمل الشيطان.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :