فسانيا تنفرد بحوار مع بطل مسلسل السرايا محمد بن ناصر

فسانيا تنفرد بحوار مع بطل مسلسل السرايا محمد بن ناصر

حاوره : عبدالمنعم الجهيمي

كان ظهور الفنان الشاب محمد بن ناصر ضمن شخصيات العمل التاريخي السرايا مميزا بكل المقاييس بالنسبة لعديد المتابعين للعمل، خاصة أنه يقدم شخصية يعرفها الكثير من الليبيين، وتدرس في المناهج التعليمية لحقبة مهمة من التاريخ الحديث في ليبيا، وهي شخصية يوسف باشا القره مانلي، والتي حكمت ليبيا في الفترة من 1795 وحتى العام 1832.

من الحلقة الأولى كانت شخصية يوسف باشا محط الاهتمام، رغم أنها ليست المرة الأولى التي عرضت فيها هذه الشخصية في عالم الدراما، فقبل ثلاثين عاما جسّد الفنان السوري أسعد فضة شخصية يوسف باشا في مسلسل حرب السنوات الأربعة، ضمن كوكبة من أهم الممثلين العرب والليبيين، في رائعة تحدثت عن أول حرب خاضتها الولايات المتحدة خارج أراضيها بعد إعلان استقلالها.

لذلك لاحقت المقارنة بين الشخصيتين الفنان محمد بن ناصر، ولكنها مقارنة مجحفة بحق الاثنين بحسب اعتقادي، فحرب السنوات الأربعة كان موضوعها الحرب وليس شخص يوسف باشا تحديدا، فلم تتطرق للكثير من تفاصيل بداياته وشبابه وعلاقاته بأسرته وإخوته وتاريخ تطلعه للحكم، في حين كان عمل السرايا مركزا للحديث عن خبايا وخفايا القلعة وما كان يحاك فيها من مؤامرات ودسائس، وأيضا كيف تشكلت شخصيات من يعيش في هذا القصر ومن بينهم ولعل من أهمهم يوسف باشا.

نجاح الفنان الشاب في تجسيد هذه الشخصية، وقف وراءه حبه للعمل وشغفه بالتاريخ، وحماسه لتقديم أفضل ما لديه، فضلا عن همته واجتهاده في الإلمام بكل تفاصيلها وخباياها، وهو ما دفعنا للحوار معه حول العمل وكيف تمكن من تجسيده بهذه الدرجة من الإتقان والحرفية.

محمد بن ناصر من مواليد عام 1995، طالب جامعي ينجز هذه الأيام رسالة تخرجه من كلية الفنون والإعلام، بدأ مشواره الفني في عمل الزعيمان عام2020، والذي جسّد فيه دور طارق الباروني، ثم كانت له مشاركة في مسلسل غسق في العام التالي، لتتوج مسيرته بدوره المميز في مسلسل السرايا. – هل كنت تعرف يوسف باشا قبل أن يعرض عليك تجسيد شخصيته في المسلسل؟ – لا، لم أكن أعرفه بالشكل المفترض رغم أنه شخصية تاريخية، ولكن بعد أن عُرِض عليَّ العمل وجدت نفسي محتاجا للقراءة عنه بشكل مكثف، فإن أهم مرجع اعتمدت عليه في التعرف على الشخصية من منظور تاريخي كان كتاب عشر سنوات في بلاط طرابلس للمس توللي شقيقة القنصل الإنحليزي في طرابلس تلك الفترة.

منها عرفت الكثير عن شخصية يوسف باشا في مراهقته وشبابه، عن ملابسه وطريقة حركته وطباعه وكيف يتعامل مع المحيطين به، فقد كان طموحا و متعلما ومثقفا ويجيد اللغات الإيطالية والإنجليزية والتركية فضلا عن العربية، إضافة لدمويته مع معارضيه الممزوجة في ذات الوقت بحبه لمدينته وبلده التي ولد وعاش فيها جل سنوات عمره. –

هل فيك أشياء من شخصية يوسف باشا؟

يوسف باشا لم يضف لي شيئا، بل أنا من أضفت له، لم أشاهد مسلسل حرب السنوات الأربعة أبدا حتى لا أقع في فخ التقليد مع الفنان أسعد فضة، ووجدت نفسي ملزما بتعلم اللغة الإيطالية بطلاقة بشكل يسمح لي بأداء المشاهد التي تتحدث بهذه اللغة، كما اضطررت لزيادة وزني من سبعين كيلو إلى ثلاثة وثمانين كيلوجراما في فترة شهرين، وتدربت على السلاح مع مدرب جزائري، وتدربت على ركوب الخيل الذي كنت أخاف منه بشكل كبير، لذلك أعتقد أني تعلمت الكثير مما أردت تقديمه لشخصية يوسف دراميا. في العادة أنا لست مع مبدأ أن الشخصية قد تضيف للممثل أعتبر ذلك ضعفا في شخصية الممثل، فالشخصية التاريخية معروفة ذاتا وصفاتًا، وتناولناها من جانب درامي أكثر منه جانب تاريخي يعتمد على السرديات المباشرة، لو كان سردنا تاريخيا بحتا لاختلف الأمر بطبيعة الحال، في عرضنا لمسلسل الزعيمان كان العرض باللغة العربية الفصحى وبسرد تاريخي، وملَّ منه شريحة من الناس، وهو ما حاولنا معالجته برؤية درامية أكثر في عمل السرايا. –

يبدو أنك فعلا لم تشاهد عمل حرب السنوات الأربعة حتى بعد بدء عرض مسلسل السرايا؟

 نعم، لم أشاهد حتى الآن ولا أنوي مشاهدته حتى انتهاء جميع حلقات مسلسل السرايا، فحرب السنوات الأربعة أنجز في حقبة لها سياقاتها وتكنيكاتها المختلفة عن الحقبة الحالية، وأسمع عن الكثير من المغالطات التاريخية في معالجة عمل حرب السنوات الأربعة، خاصة أنني عرفت زملاء في عمل السرايا كانوا مشاركين في حرب السنوات الأربعة على رأسهم الفنان حسن قرفال. – كيف حددتم الملابس وأنواعها وتشكيلاتها وألوانها وشكل الشخصية؟ – الجزء الأول من السرايا هو مرحلة التكوين، فأحببنا أن نضع المشاهد في صورة كل التفاصيل، والتي كانت ترد في كتابات توللي، التي ذكرت أدق التفاصيل، فكنت أرتدي ملابس الشخصية رغم أني لم أحبذ بعضها من ناحية الألوان أو التركيبة، كان ارتداء الملابس متعبا بكل معنى الكلمة، كان يجب أن أرتديها بأريحية أتحرك فيها وكأنها عادية دون أن يظهر علي الامتعاض، كما تطورت الملابس عبر السنوات التي يجسدها العمل، قد لا يلاحظ المشاهد هذا التطور في نمط الألبسة ولكن مع الوقت سينتبهون لتغيير النمط أكثر من مرة

كيف شاهدت أو لمست رد فعل المحيطين بك والمتابعين والنقاد للعمل وتحديدا شخصية يوسف باشا؟ – بأمانة كنت خائفا بشكل كبير من ردة فعل المحيطين بي، خاصة أن الشخصية تاريخية ويعرفها الكثير من الليبيين، ولكن كانت الردود رائعة وغير متوقعة لي تحديدا، خاصة بعد الحلقة الرابعة التي ظهر فيها يوسف بشكل مختلف كشر فيها عن أنيابه وتخطيطه وتفكيره في الحكم، وخاصة أن يوسف كان في الثامنة عشرة من عمره. –

هل استشفيت من ردود الفعل أن الناس لم تكن تعرف محمد بن ناصر إلا بعد هذا الدور؟

لا، ولكن الناس تفاجأت بما قدمته في العمل، وهو ما ينقله لي الكثير ممن تواصلوا معي لتهنئتي بالعمل، كان هناك نقاد وزملاء تواصلوا بشكل مكثف وجميعهم كان يشجع على العمل ويثني على الأداء، كان هذا رسالة قوية لايزال أثرها كبيرا في نفسي. –

هل هناك جزء ثانٍ للعمل أم ليس بعد؟

هذه ستكون مفاجأة، لا أريد استباق الأحداث، ما نعرضه الآن هو تمهيد لشخصية يوسف باشا،

ولعلنا نواصل تأريخ هذه الشخصية عبر مراحلها المتقدمة، ولكن لا أفضل الحديث الآن وأترك هذا الأمر مفاجأة للمتابعين والمهتمين بهذا العمل وبحقب تاريخ بلادنا

أعتقد أن السرايا عمل ليس لليبيين فحسب، بل هو عمل للعالم العربي، فلقب المحروسة كان لطرابلس من مئات السنين، وكانت بلدنا ساحة لحروب قارعت فيها دول كبرى كالولايات المتحدة، الدراما الليبية ظلمت بشكل واسع، رغم أننا نملك إمكانيات وخامات فنية عظيمة، نحتاج فقط للمزيد من المساحة وللمزيد من الفرص والعمل والجد والاجتهاد للخروج بصور فنية تحمل قيما كبيرة نحتاجها في الفترة التاريخية المهمة التي نعيشها.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :