فقيد

فقيد

  • أ :: عمر رمضان

(ياشايب .. اختار روايتين أوثلاثة من رواياتك ودزهن لنا .. حصلنا راجل أعمال طيب ومهبول كيفنا يحب الثقافة قال نطبع لكم بعض إنتاجكم ) هذه الكلمات هي آخر مكالمة بيني وبين المرحوم فقيد الوطن وفقيد الثقافة وفقيد كل القيم النبيلة في الوفاء والمحبة والأخلاق العالية الأستاذ الكاتب الصحفي الكبير / (سالم الزيادي ) الذي وافاه الأجل المحتوم اليوم وهو يعالج في تونس يرحمه الله رحمة واسعة في الفترة الماضية بلغني أنه أصيب بــ “الكورونا” وهو في الحجز الصحي تحت الملاحظة فــ تابعت أخباره عن طريق الأستاذ (عبد السلام سلامة) رفيق وهو رفيق وصديق وحبيب لنا جميعا فـــ كان يطمئنني شيئا عنه وأخيرا بلغني أنه تعافى من “الكورونا” ولكني حين تواصلت مع الأستاذ عبد السلام أبلغني أن “سالم” تجاوز الكورونا ” ولكنه لم يتجاوز خطرها وحين سألته في شيء من الفزع ــــــــ كيف تجاوزها ولم يتجاوز خطرها قال لي في حزن وأسف ـــــــ الكورونا قبل لاتطلع .. ضربت له جهاز التنفس وبالفعل خرج به أهله إلى تونس للعلاج ولكن الأمر كان قد قضي وكان الموت ينتظره لتخرج روحه في تونس رحمه الله وسالم الزيادي ركن بارز في الثقافة وفي الصحافة وله قلم سيال وأسلوب متميز في معالجة كثير من القضايا والظواهر التي يتردد الكثيرون ـــــ وربما أنا منهم ــــ في طرقها والحديث عنها ولكنه هو كان لايتردد في طرق أخطر المواضيع دفاعا عن الوطن وتعبيرا عن وجدان المواطن البكوش بحكم الخوف أو بحكم الجهل أو بحكم الحكمة السلبية الجاهلة ” دير راسك بين الروس وقول ياقطاع الروس تعال ” ولكن “سالم” لم يكن يتردد أو يتراجع في طرح المواضيع كماهي من وجهة نظر “راقد الريح” من متعهدي طوابير الحياة اليومية من المصرف إلى البنزين إلى الغاز إلى طوابير العلاج في العيادات العامة ولا علاج في الحقيقة وكان صوته عاليا وقلمه لاذعا ولكن في الحق وامتاز بالأسلوب الأدبي الأنيق والتعبير الرشيق مستعينا بــ “التعابير الشعبية ” يضعها في مكانها وكما ينبغي لها وكان القاريء لما يكتبه سالم الزيادي يخرج مستمتعا استمتاعا أدبيا وموجوعا وجعا حارقا من الحالات والظواهر التي يطرحها واليوم هاهو يغادرنا فيرحل برحيله قلم صادق شجاع وقلب خافق بحب ليبيا بلا جدال ولامصالح وأدب رفيع في التناول والطرح وروح شفاف في التعامل مع مايكتب ومع مايرى ومع من يخالط ويعاشر يغادرنا فـــ تغادرنا ابتسامة عريضة حتى في مواجهة الوجيعة المرة وتغادرنا عزيمة صلبة كانت لاتلين في مواجهة ومصادمة الخطر وتغادرنا “الفزعة” للرفيق والسؤال عن الصديق والاهتمام بالرحم والعشرة وتغادرنا حكمة لاتغيب ولاتخيب .. في التفكير والتدبير والتأمل رحم الله سالم الزيادي لقدكان علما و قلما طالما خفف عنا ألما والعزاء الحار لرفاقه وعائلته ولبلاده التي أحبها ودافع عنها .. ليبيا ///// إنا لله لله وإنا إليه راجعون ////

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :