كتبت ::سليمة محمد بن حمادي.
اسْـتَـيْـقَـظتُ فِي فِرَاشِي عَـلَى صَـوْت أحْـفَـادِي (سَلِيمَة و مُـحَـمّـد) ..لاعبين تارة ويتنازعون أخرى ، يتخللهم هديل صوت أمهم خافتآ مؤنبة حينا و موبخة و محايلة حينا آخر معلنة عن وجودي نائمة في غرفتي ولا تريد إزعاجي من بعد عودة ليلة البارحه 6/10/2018 من عناء سفر. تبسمت حامدة ربي شاكرة على هذه النعمة التي أصبغها عليّ (نعمة الأحفاد ) و معي تبسمن (بنات أفكاري) حين لاحت لهن ذكريات رحلة طويلة استغرقت قرابة الشهر إلى أقصى الجنوب الليبي…حيث السكينة والهدوء .. تركت في الوجدان طيب الأثر… هواؤه النقي وحره الحاني و طبيعته الصحراوية الخلابة ..من رمال وصحراء..تعكس انطباعاً وجوابا شافيا لضمإ سؤال طالما تردد في وجداني..لماذا الصحراء؟ كانت دائمآ مهبط الديانات ومخلد العبادة للأنبياء و الناسكين والعباد.. انعكست تلك المعطيات على أهل الجنوب في طباعهم الرائعة وتحليهم بأخلاق لا زال فيها عبق أهلنا الأوائل..من إكرام الضيف والبشاشة والمصداقية في التعامل وصفة الإيثار العالية والتي ألتمسهأ حين التعامل معهم لدى الصغير قبل الكبير . . استغرقت رحلتي حين انطلاقي من مدينة درنة مدينة صحابة رسول الله مدينة الثقافه والمسرح والجمال ومسقط رأسي إلى مطار (بنينا)بنغازي حوالي 350 كم إلى تمنهنت الغالية الجميلة بطباع أهلها الطيبين والتي سبق لي من مدة عامين شرف زيارتها للمشاركة وفريق مصاحب(/ بجناح خاص بجمعية النهضة المركز الرئيسي درنة تأسست عام 1963/) في معرض ليبيا الزراعي الأول.)كما تم افتتاح الفرع الخامس للجمعيه بها ومنها إلى قبر عون حيث (بحيرة قبر عون) التي يضرب بها المثل للشفاء من عديد الأمراض كما أني أسجل هنا اعترافي بأنها دواء للنفس العليلة بمشاهدة روعة المكان حين تحط عليها العين فجأة من بعد تحيّن للقاء بها في رحلة قرابة نصف الساعة من دخول الرملة والإطلالة عليها من بين سيوف الرمال الصفراء كلون الذهب، بديعة الملمس حيث لوحة أبدع في رسمها سيد الكون رب العرش العظيم تجلت قدرته… كما تم زيارة (المدينة القديمة في جرمة)حيث بوح التاريخ بأسراره الدفينة، وفي جوف الصحراء كانت زيارتنا إلى منتجع (قمر الصحراء) ذلك المشروع الخلاب والذي أصبح قبلة السياح كإقامه جميلة هادئه يخيم عليها السكون والجمال . .إلى ( بنت بيه )والاحتفال مع أهلها الرائعين بطقوس (عاشوراء ) /الطقطاقة/ في أيدي الأطفال والملابس الجميله والحلوى في أيديهم والأكل الطيب من وجبات شعبية منها(عصبان الشمس)و(السواد) والقديد لحم رأس الخروف و (الميدوم والفتات) وصلة الرحم وزيارات الجيران وطواف الأطفال على الجيران و أكياس ملونة بأيديهم لتعبئتها بما جاد به أهل المنازل من حلوى و بسكويت كلها مظاهر للاحتفال بهذه المناسبة في الجنوب الليبي حيث كانت رسالتنا فتح الفرع السادس( بمنطقة بنت بيه) لجمعية النهضه والتي كانت رسالتها السامية تدعو إلى خدمة المجتمع (خيريا واجتماعياً و ثقافياً )عملا تطوعيا الغرض منه بذر بذور الخير لله والوطن. وبدعوة كريمة من منطقة سمنو بوادي البوانيس كانت زيارة لها تركت في نفسي عذب المشاعر من حفاوة وكرم أهلها الطيبين. ومنها العوده إلى (تمنهنت) تلك الرائعة وزيارة منتجع النخيل والاستمتاع بروعة المكان وهدوئه وكذلك منتجع الكاف الخلاب بتفاصيله الجميلة . في تمنهنت كانت المشاركة باسم النهضة في معرض ليبيا الزراعي الدورة الثالثه حيث المشاركات على مستوى ليبيا. كانت لها صدى طيبا لدى جميع المشاركين ..فالمعرض أصبح فرصة للتلاقي والتعارف والاكتشاف والإثبات للعامه أن ليبيا نسيج اجتماعي ولحمة واحدة،واليوم الثاني من ختام المعرض كانت انطلاقة زيارتي لسبها الغالية..حيث( فسانيا )تلك الغاليه التي تتعزز و تمنعني ظروفها الخاصة من التلاقي المستمر بها إلا كما أرادت لي الصدفة فيكون اللقاء حميميا بيننا من عناق مواضيعها المتجددة و المختارة ..حيث كان شرف استقبال إدارتها الموقره لي من أسرة تحرير على رأسها رئيس التحرير الغالية والعزيزة أ. سليمه بن نزهه و فنجان قهوه لن أنسى مذاقه ابدآ في مكتبها ، و فرصة التعارف على بعض الشخصيات النسائية من الناشطات الاجتماعيات وبعض الأدباء والكتاب بمدينة سبها ومن ذلك اللقاء إلى زيارة المدينة القديمة ومكتبة اليونسكو العتيقة والأنيقة كروعة أمينتها الذواقة ومقابلة بعض الكتاب بها والتجوال في بعض شوارعها و محالها التجارية ..والعودة إلى تمنهنت وربط الأحزمة وتوديع أهلها الطيبين الذين كانوا مثلآ طيبآ للكرم والجود مما ترك في ذاتي الكثير من المشاعر الطيبة تجاههم والعودة إلى درنة الغالية محملة بالأشواق إلى أسرتي الصغيرة و نوع من الرضا عن نفسي من شعور كان يلازمني من زمن بعيد للتجوال في جنوب وطن عشقه يجري في عروقي مجرى الدم..ولن أرضى بغيره بديلاً مدى الحياة موطنا .