فوزية شلابي: أسرارُ العاشقةِ الطرابلسية(*)

فوزية شلابي: أسرارُ العاشقةِ الطرابلسية(*)

استهلاللن نكون هذه المرة بحاجة إلى قاموس تفسير المفردات السياسية والأيديولوجية الثورية التي انصبغت بها الكتابات والإصدارات السابقة للأديبة الشاعرة فوزية شلابي، ولا نتوقع سيطرة التعبيرات المتمردة، أو الألفاظ العنيفة القاسية، أو المفردات الجرئية، التي كانت تظهر في بعض نصوصها الشعرية ومقالاتها السياسية المتمردة على التقليدي السائد بجميع الأوجه، والمنحازة غالباً إلى تيار اليسار الاشتراكي، والتوجه القومي العربي المناصر للقضية الفلسطينية، والكفاح المسلح، والحراك الشعبي الثوري في الوطن العربي كافة. بل على العكس سيكون الكتاب استراحة للامتاع، وواحة للانبساط والتجلي والبوح الوجداني، ومعانقة اللغة المطرزة بألوان بهيجة تتشكل مثل خطوط القمجة الطرابلسية الجميلة، أو رسومات الحناء في أكف الصبايا الحسناوات ورائحتها الآخاذة الآسرة، أو تنساب كأنغام وأغاني طربية تشدو بالحياة في المدينة التي تنتمي إليها هذه الأديبة الليبية المبدعة.

(1)عنوان الإصدار الأخير للأديبة فوزية شلابي (مِنْ أَسْرَارِ عَاشِقَةٍ إِطْرَابِلْسِيِّة)(1) الصادر في طبعته الثانية سنة 2009م يثير الكثير من الأسئلة، لعل أبرزها ما هي أسرار العاشقة الطرابلسية التي يتحدث عنها؟ وهل يفصح الكتابُ فعلاً عن بعضها، أم أن عتبته الأولى أختيرت ووضعت ربما لشد انتباه وجذب القاريء فقط دون تقديم ما يتعلق بها، وأن العنوان يندرج ضمن ما أورده الدكتور علي عبدالمطلب الهوني في مؤلفه النقدي (دبابيس في قفا الأديم) المتضمن مقالته (قصيدة النثر في ليبيا: بين الإنطلاق والدخول في القمقم. فوزية شلابي نموذجاً) حين تساءل مستفهماً عن هذه الأديبة الشاعرة (هل نستطيع أن نطبق على هذه الشاعرة نظرية “قلتُ ما لم أقله” بمعنى أنها شاعرة مبدعة تغيب عن ذاتها في ذاتها، بمعنى أن اللاشعور عندها يطفو بكل ما فيه من تجارب سابقة وعقد استقتها في طفولتها من الخرافات والأساطير التي تحكى لها في فترة طفولتها فانطبعت في لاشعورها وما فيه أيضاً من آلام الحرمان وأمراض نفسية إن وجدت.)

(2)(2)إن قراءة (مِنْ أَسْرَارِ عَاشِقَةٍ إِطْرَابِلْسِيِّة) تكشف لنا أن صناعة الشعر عند هذه الأديبة الشاعرة ليست عملية عسيرة أو معقدة، بل عكس ذلك تماماً حيث نجدها سهلة وبسيطة، ولا تحتاج إلى كثير عناء أو مشقة، وأن لحظات التجلي ومعايشة طقوس ومظاهر الحياة اليومية هي كلها عبارة عن قصائد شعرية ونصوص متتالية، تتنفسها الذات المبدعة مثل الهواء وذرات الأكسجين الضرورية في جميع أوقاتها. فالحياة بالنسبة لهذه الأديبة كما نلاحظها من خلال هذا الكتاب وغيرها من الإصدارات السابقة، هي نهر شعر يومي متدفق على مدار الوقت، سواء في روتينها العادي الدائم وتأملاتها وتجلياتها الخاصة، أو طرح أفكارها الجدلية وحواراتها الفكرية الجرئية، أو أيديولوجيتها ومواقفها الثورية، أو انتماءاتها الوطنية والقومية، أو أحداث أسرتها وعائلتها الخاصة، ولذلك فإننا نجدها أصدرت ديوانا كاملاً (والسكاكينُ أنتَ لِحَدِّها يَا خَليل)

(3) كتبت نصوصه التسعة والعشرين خلال شهر واحد فقط هو فبراير 1986م أي بمعدل نصٍّ شعري واحد يومياً على مدار الشهر. كما أن ديوانها (بالبنفسجِ أنتَ مُتهم)

(4) المتضمن خمسة وثلاثين نصاً قد نشرت نصوصه كاملة خلال سنة 1982م بجريدة الجماهيرية الأسبوعية كما ذيلت ذلك في أسفل نصوص الديوان، أي بمعدل ثلاثة نصوص شهرياً تقريباً.أما هذا الإصدار الأخير (مِنْ أَسْرَارِ عَاشِقَةٍ إِطْرَابِلْسِيِّة) فقد تضمن واحداً وأربعين نصاً، كتبتها الأديبة فوزية شلابي كلها خلال شهرين ونصف، وتحديداً من تاريخ 15/9/1986م الذي نُشر فيه أول نص به (أه يا وردة قلبي المرهق) وحتى 29/11/1986م وهو تاريخ نشر آخر نصوصه (قادمٌ إلى إطرابلس).وليس هذا فحسب بل من خلال تتبع تواريخ كتابة نصوصها المنشورة بالإصدار الأخير (مِنْ أَسْرَارِ عَاشِقَةٍ إِطْرَابِلْسِيِّة) نكتشف أن الأديبة فوزية شلابي كانت فعلاً تعيش حياة شعرية يومية متواصلة طوال تلك الفترة، حتى أنها كتبت أربعة نصوص دفعة واحدة خلال يوم واحد وهي (تعالى. حيث يتلاقى الجبلان) و(زوربا ذاك اللص اللعين “!”) و(إطرابلس) و(أبجدية جمالنا .. أنا وأنت) بتاريخ 30/10/1986م، كما أنها كتبت نصين معاً يومياً في أكثر من مرة كما يتبين من الجدول.أليس هذا دليل على أن كتابة الشعر ليست بالعملية المعقدة أو العسيرة عند الأديبة الشاعرة فوزية شلابي؟ وهذه الخاصية والغزارة الإبداعية يمكن أن نحسبها من ضمن الأسرار التي تقصدها ويصرح بها عنوان مطبوعها (مِنْ أَسْرَارِ عَاشِقَةٍ إِطْرَابِلْسِيِّة)!

(3)من الناحية الفنية لا يمكن تصنيف مؤلفها (مِنْ أَسْرَارِ عَاشِقَةٍ إِطْرَابِلْسِيِّة) ديواناً شعرياً ولا عملاً سردياً أو جنساً أدبياً محدداً وفق المصطلحات الأدبية الإبداعية المتعارف عليها، ليس لأنه لا يحمل عنواناً فرعياً ثانوياً يحدد جنسه، أو تعريفاً مميزاً لهويته ونوعه، أو مقدمة تهيء القاريء لولوجه، ولكن لأن أغلب متون نصوصه تنوعت في أساليبها وحملت الكثير من المشترك والجامع بينها، وحتى تلك الإبداعات السردية النثرية تضمنت في ثناياها بعض الأنفاس الشعرية والدفقات والنفحات التي امتزجت فيها وسكنتها داعمة بكل أريحية سياقات مضامينها المختلفة.وهنا نتفق مع ما لاحظه الدكتور فوزي الحداد في دراسته لأعمالها الشعرية والقصصية النثرية مؤكداً (سيطرة اللغة الشعرية على مجمل السرد لديها، فهي عندما تكتب القصة يظلُ الشعرُ حاضراً … كما تختلط لديها الكتابة القصصية بالشعرية الموغلة في الإيهام والغموض…)

(5)، ولذلك فإنه لا يمكن التعامل مع الكتاب الصادر (مِنْ أَسْرَارِ عَاشِقَةٍ إِطْرَابِلْسِيِّة) كله كوحدة واحدة متكاملة، مجنسة في إطار إبداعي واحد، بل لابد من قراءة وتفكيك كل نصٍّ بشكل منفرد وفقاً لجنسه النثري أو الشعري، ويمكن حصر بعض نماذج النصوص النثرية بالكتاب كالتالي:

أ – بعضٌ من سؤالي الصغير.

ب – تعالى. حيث يتلاقى الجبلان.

ج – شكراً لأنكِ قررتِ أن تكوني أمي.

د – وللياسمينة بالسِّر أعترفُ، وغيرها.وهي بهذا النهج ربما تحاول التمرد على قوالب التقنيات الاصطلاحية النمطية المعروفة، ومحاولة ابتكار أسلوب متفرد يحمل هويتها وبصمتها الإبداعية الخاصة، يختلط فيه النثر بالشعر تحت موضوع واحد، وهيكل متماسك البناء الفني المتميز. ومن اللافت أن (خبرة الكاتبة قد حالت دون الوقوع في غواية “الغنائية” من خلال اصطناع عدد من الأساليب المحايثة لها: ومن هذه الأساليب ما يمكن أن نسميه بآلية “التضمين” المعرفي والنصي حيث نجد أراء في طبيعة “النفس” الإنسانية وإنسان العالم الثالث مثلما نجد أراء في الموسيقى والفن …. ولا يقتصر الأمر على التضمين المعرفي، إن صح الاصطلاح، بل يتعداه إلى التضمين “النصي” حيث تقوم الكاتبة بدمج بعض الأغاني الليبية داخل النسيج ]الإبداعي[…)

(6)، وهذا الأسلوب يجعل من الصعب إخضاع جميع نصوصها لأية مفاضلة من حيث القيمة الإبداعية ودرجة السمو بالذائقة الفنية، لأنَّ كلَّ نصٍّ يحمل ذاتيته، وخصوصيته، ودفقته العاطفية وشحنات مشاعره الفياضة والتي تتفاوت بطبيعتها من نصٍّ لآخر.

(4)وطّنت الأديبة فوزية شلابي إصدارها (مِنْ أَسْرَارِ عَاشِقَةٍ إِطْرَابِلْسِيِّة) حديقةً غناء عامرة بالتنوع والثراء المعرفي والبلاغي حين أسكنت العديد من العناصر الفنية المتنوعة نصوصها المختلفة فظهرت بحلة جميلة زاخرة بالبهاء والعذوبة والإمتاع، وارتكزت في ذلك على تقنية التناص بالإحالة المعرفية واستدعاء الشخصيات والأعلام والأمكنة، وتوظيفها بلغة شعرية آسرة، مع نفحات وجدانية، وأفكار فلسفية متناغمة، جعلت كل تلك العناصر تتبلور وتتمازج لتشكل بانوراما قادرة على توطين الدهشة في المتلقي، وتشويقه وجذبه بكل وثوق وأريحية للاستحواذ على إعجابه ونيل استحسانه وقبوله ورضاه.

إنّ هذا البنيان الإبداعي جعل نصوص (مِنْ أَسْرَارِ عَاشِقَةٍ إِطْرَابِلْسِيِّة) وروداً تعبق برياحين فوّاحة، وتعج بالعديد من أسماء المبدعين والأعلام والشخصيات المستدعاة من سير التاريخ، بصرف النظر عن فتراتهم الزمنية، أو معتقداتهم الدينية، أو تخصصاتهم واهتماماتهم الأدبية والفكرية مثل (الحسن عبدالله، نيرودا وماتيلدا، أراجون وأليزا، سلفادور دالي، السياب، الحلاج، بيكاسو، زوربا، أمرؤ القيس، المتنبي، الفراهيدي، القشيري، تشايكوفيسكي، سعدي يوسف، دون كيشوت، تحية كاريوكا، الخليل بن أحمد، حاتم، المرتضى، مسز تونللي، بيتهوفن، أمين المنزلاوي، فاطمة المنزلاوي، فرويد، جبرا إبراهيم جبرا، الشيخ إمام، سلام قدري، أحمد الحريري، لوركا، نوال السعداوي، واصل بن عطاء، سيزيف … وغيرهم).وكذلك تشكيلة الألوان البهيجة المتعددة بدلالاتها ورمزياتها المختلفة مثل (الأبيض، الأزرق، سماء رمادية، سوداء، أرجواني، الكحلي، الخضراء، البنفسجية) والنباتات والزهور وعطورها (القرنفل، الياسمين، الزنبق، الفلة، الوردة، اللوتس، الحناء، الزهر، النرجس، العرضاوي) وعناوين الكتب مثل (من يعرف الوردة، رهبنة الأديرة، التصوف في المسيحية، السفينة، عشر سنوات في بلاد طرابلس) وباقة مفردات مطرزة بروح تفيض حباً وولهاً وعشقاً للحياة (العسل، المطر، الشهوة، الحريق، المسافة، البحر، الريح، اللعنة، الصمت، الحليب، اللوعة، الرعشة، الدهشة، السكر، الكريستال، القسطل، الشمعة، الفتيل، الفانوس، النار، الرماد، الولد، المطر، البنت البرازيلية، الفراشة …وغيرها).ولم يغب عن العاشقة الطرابلسية أن تضمن نصوصها بعض عناوين ومفردات مقاطع الأغاني لإيمانها بدور وأهمية هذا الموروث الفني والطربي في حياتنا الاجتماعية، واعتبارها (أداة للتعبير عن العواطف والانفعالات الجماعية داخل المجتمع ودليلاً على المشاركة الوجدانية بين الأفراد)

(7)، وبلا شك فقد وجدت فيها الشاعرة ضالتها المنشودة لمشاركة مضامينها وسياقات نصوصها فازدانت نصوصها بأجزاء من أغنية (عرجون فل منين فاح خذاني) للمطرب سلام قدري من تأليف أحمد الحريري رحمهما الله، جاءت على التوالي:

وفي السر يجمع بين يا عيني بين قولي وقولك

ورموش قيّل تحتهم يا عيني تحتهم وجداني

وبيني وبين كان يا عيني كان ليه معاني

وكذلك أغاني شعبية أخرى مثل :

خلي يقولوا كان غير يشفيهم

والحسد طالق نار في جواجيهم

خلي يقولوا ما عليّ فيهم

قلبي حليب ونيّتي تصفّيهم

وهي كذلك لم تنسى عشقها للفن الشعبي المصري ممثلاً في أغاني الشيخ إمام فضمنت نصها (والله زمان يا مصر) مقطعاً من أغنيته (يا اسكندرية بحرك عجايب) باللهجة المصرية يقول:

كأني غنوة من قلب سيد

كأني كلمة من عقل بيرم

ولا يمكن أن يغيب حضور الفنانة العربية “فيروز” عن نصوص الأديبة فوزية شلابي، حيث نجدها اقتبست أغنيتين من مسرحيتها (لولو) وهما:

(كانوا يا حبيبي

ثلج وصهيل

وخيل مارق

عاباب الليل) وكذلك (لما بتسمع هالغنيّي فكّر فيّ يا حبيبي)وليس هذا فحسب بل عشقها للفن والطرب بشكل عام والأغنية الطرابلسية خاصة جعلها تقتبس عنوان نصها (طقطق عالباب فتحناله) من إحدى الأغاني باللهجة العامية الطرابلسية وهي بعنوان (طير أخضر) للفنان الراحل سلام قدري ومن كلمات أحمد الحريري.

كما لم تغب عنها كذلك مفردات هذه اللهجة مثل (يا ودّه) التي تعني يا عزيزتي بالعامية الطرابلسية، و(نوّارة الحَلَبَة) أي سيدة السباق، وزفرات التأوه أو التأفف والتذمر مثل (أوف، آه) أو النداء بالاشادة والدلال (يا سمحة) والتي تعني (يا جميلة).لم يتوقف كتاب (من أسرار عاشقة طرابلسية) عند هذا الحد من التضمين والإثراء في عوالم الطرب والفن والموسيقى، بل تواصل ليشمل مسرحيات عربية وأعمالاً سيمفونية عالمية ولوحات فنية تشكيلية ومسلسلات تلفزيونية: (بحيرة البجع لتشايكوفسكي) و(السيمفونية الخامسة لبيتهوفن)، ومسرحية الفنانة المصرية تحية كاريوكا (ويعيش البغل في الإبريق)، ولوحة (المرأة العارية) للفنان والرسام التشكيلي العالمي بيكاسو، ومسلسل (ليلة القبض على فاطمة) التلفزيوني العربي الشهير، وما تحمله كل هذه التضمينات من رمزية ودلالة تعاضد النص الإبداعي.

أما الأمكنة والتي هي أحد أبرز عناصر التأثير في المنجز الإبداعي شعراً أو نثراً، لأنها الوعاء الذي يحضن الأحداث والزمن معاً، وتختزنه الذاكرة الإنسانية لتبعثه وتستحضره في شتى الأجناس الأدبية والنصوص الشعرية، ونظراً لهذه الأهمية فقد ظل مفهوم المكان حاضراً في دراسات النقد الأدبي الحديث والتحليلات الفلسفية لهيمنته على الذات المبدعة وظهوره في ثنايا النص بشكل صريح أو رمزي أو تلميحي بسيط، فتبدو سطوة وهيمنة المكان الطرابلسي في نصوص الأديبة فوزية شلابي واضحة وعميقة حيث تتجلى في استذكارها للعديد من الأزقة والشوارع والأحياء والأمكنة داخل فضاءها الإبداعي الذي حددته ضمنياً العتبة الأولى للإصدار ونطقت به صفة (إطرابلسية) معلنة بكل اعتزاز إنتمائها إليه وجذورها الضاربة فيه، ولذلك نجدها تضمن نصوصها أسماء أزقة المدينة القديمة وشوراع إطرابلس والتي من بينها:

(الأبراج: أبراج المدينة القديمة، بانوراما القلعة، السراي الحمراء، جنان النوّار، السور الغربي بالمدينة القديمة، جناين سكرة، غوط الرمان، برج الدالية، حوش الكرمة، باب إبحرة).

لقد اتسمت هذه الأمكنة بارتباطها بعتبة العنوان وصفته الطرابلسية، لذلك انتفضت في النصوص بكل ما للمحبة من عنفوان وعشق ووفاء، متأسسة على تاريخ عريق يعبق بالذكريات والعديد من الشخصيات والأحداث. بالإضافة إلى أمكنة أخرى غير إطرابلسية أو ليبية لها حضور مميز في كيانها الإبداعي وذاكرتها الإنسانية مثل (جزيرة كريت، غرناطة، باريس، مصر، اسكندرية)، وتمت الإشارة إليها بشكل عابر دون أية تفاصيل دقيقة.إنني على يقين بأنَّ كلَّ عنصرٍ من هذه العناصر الفنية التي طرّزت الكتاب تستحق أن يفرد ويخصص لها مقال مستقل بها، يغوص فيها، ويفكك دلالاتها، ويستنطق معاني رسالاتها القصيرة والبعيدة المدى، وهو ما يزيدها ثراءً وتنوعاً يمنحها القدرة على خلق حوار ممتع مع المتلقي، الذي لابد أن يرتقي إلى مستواها، ويكون على قدرٍ من الثقافة والمعرفة الواسعة بعناصر النصوص لكي يتفاعل وجدانياً وفكرياً معها، ويشارك الأديبة الشاعرة زهوها وبهجتها واحتفاءها بها، وبالتالي يتحقق الإنتماء الجماعي للنص والمكان .. والوطن.وعند تأمل هذه الوفرة والغزارة للعناصر الفنية واللغوية المتنوعة في الكتاب قد يتبادر إلى ذهن القاريء للوهلة الأولى أنها تثقل كاهل النص، وتمثل حشواً زائداً على مضمونه، وهو ما سيولد خشية على تشتته وإغراقه بتضمينات غايتها الاستعراض والزخرفة الظاهرية في هيكل النص، ولكن أزعم أنَّ ذاك يطفح للوهلة الأولى فقط، وما أن تنطلق القراءة ويبدأ الاسترسال، ويمسك القاريء مفاتيح أسلوب الكاتبة الشيق ولغتها الرشيقة، حتى يكتشف أن تجليات النصوص بجميع أشكال تناصها وتعالقاتها المستنطقة قد سيطرت على كيانه الفكري وأوقعته طواعية في غرامها والهيام بها.

(5)عند الحديث عن اللغة لدى الأديبة والشاعرة فوزية شلابي في (مِنْ أَسْرَارِ عَاشِقَةٍ إِطْرَابِلْسِيِّة) سواء من حيث وفرة قاموس مفرداتها أو تقنية التراكيب الفنية لجملها، وعباراتها، وأساليبها، ومضامينها، فإننا نجدها ترتبط عضوياً بالذات المبدعة، وإنسانيتها المفعمة بروح المحبة لقيم وأشكال الجمال، وعشق عراقة المكان الطرابلسي وربوع الوطن عامة. ويمتد الارتباط كذلك ليشمل علاقتها بالعناصر الخارجة عن ذاك الإطار، ومن ثم إنصهار كل تلك المكونات في لغة لفظية تنعكس على الذات وتمثلها أحسن تمثيل.

وحول هذا الجانب يقول الناقد رامز النويصيري إنَّ (النقطة التي تلفت الانتباه في نصوص الشاعرة، هي حضور اللفظة أو ما يمكن أن أسميه “بُعد اللفظة التأثيري”، وهو بُعدٌ داخلي في اتجاه العمق “غير ظاهر/الأثر”، وبُعدٌ في اتجاه الخارج على السطح “ظاهر”…)

(8) أي أن المفردة اللغوية لدى الأديبة والشاعرة فوزية شلابي ترتدي حلة جمال تتألق على جوانب ثنائية وأكثر، وهذا يضفي جماليات وتشويقاً لا يمكن مقاومته أو التخلي عنه.لقد جاءت لغة الأديبة الشاعرة في (مِنْ أَسْرَارِ عَاشِقَةٍ إِطْرَابِلْسِيِّة) بسيطة في ألفاظها ومفرداتها، ثرية في قاموسها، وسلسة في أسلوبها، مكتنزة بالأمكنة والشخصيات والأحداث والمعارف وكل ما يتعلق بالحياة والأدب والفن والتاريخ، وهذا كله يمثل شحنة تعبيرية تبعث روحاً وجاذبية تأسر المتلقي وتحفظ للإنسان والأعلام والأمكنة والوطن الحق التاريخي والتوثيق والسكن في النص بكل أريحية وبلا تكلف أو تصنع.وإن كانت حروف وكل مفردات وألفاظ اللغة وعباراتها غير غائبة عن قواميس الأدباء والكتاب والشعراء إلاّ أن شاعرتنا أسبغت عليها من روحها وفكرها وثقافتها وذاتها وبيئتها ما يجعلها تتميز بها عنهم وتتفرد ببصمة هويتها الخاصة وهو ما نراه يتوافق مع الأديبة الأمريكية “إليزابيت درو” التي تقول (ليست الألفاظ في بساطتها أو جلالها هي المحك، ولكن الطاقة أو العاطفة أو الحركة التي يسبغها الشاعر عليها هي التي تحدد قيمتها.)(9)

(6)من أبرز ما يظهر في كتابات الأديبة الشاعرة فوزية شلابي هو عفوية اختيارها عناوين العتبات الأولى في كل مقالاتها السياسية والفكرية وكذلك نصوصها الشعرية والنثرية. وعناوينها كافةً تغلب عليها البساطة والجاذبية والإغراق في الدهشة والانبهار سواء من حيث جرأة اللفظ أو بناء العبارة الاستهلالية الافتتاحية منذ أول مواجهة تجبر فيها القاريء على إعادة التمعن في عناوين نصوصها أكثر من مرة قبل الدخول إلى متونها، ومن بعد ذلك التعلق بها وإعادة قراءتها مرات عديدة لا تتوقف عملية التأمل فيها، والتفكيك والتفاعل الفكري والعاطفي معها.

وخاصية اختيار العناوين عند هذه الأديبة تستحق أن تنال دراسة تتبعية وصفية وتحليلية منفردة، وذلك لما اتسمت به من زخرفة لغوية وإثارة فكرية ومسؤولية خطيرة في الكثير منها خاصة مواضيع مقالاتها ذات الطابع السياسي.

أما في هذا الكتاب (مِنْ أَسْرَارِ عَاشِقَةٍ إِطْرَابِلْسِيِّة) فإن عنواناً مثل (أيا هذا الولد الديناميكي “!”) لابد أن يشد القاريء للتوقف عنده طويلاً، فهو غارق في الابهار والجاذبية ورفع درجة التشويق لفك رمزيته وتأمل امتزاج مفرداته بين الأجنبية والعربية بشكل متجانس لغوياً ودلالياً، والتفكر فيه قبل الشروع بقراءة نصه الذي يعرضه، وذلك بطرح عدد من الأسئلة مثلاً: كيف يكون الولد ديناميكياً؟ أو من هو الولد الديناميكي؟ وما هي صفات الولد الديناميكي؟ وغيرها كثير، وبذلك يكون هذا العنوان قد أدى وظيفته كاملة وحقق غايته المرجوة في شدنا إليه، وإثارتنا وجذبنا نحوه، وتحفيزنا على التدبر فيه لفظاً ومعنى، ومحاولة خوض مغامرة كشف معانيه وفهم رمزيته وطلاسمه.كما أن عنواناً آخر هو (شكراً لأنكِ قررتِ أن تكوني أمي) يعد أطول عناوين الكتاب، وقد ظهر متضمناً جميع أشكال الكلمات من حرف وفعل واسم وضمير، تشكلت تركيبته بشكل متجانس وانسيابي زاخر بالدهشة البلاغية الجميلة لا يماثله إلاّ (مِنْ دون كيشوت إلى القمرة القمحية!!) كعنوان سداسي يقودك اصطفاف كلماته إلى براحات شاسعة خارج إطار العتبة والنص معاً. أمَّا أقصر العناوين فهما (رقصة) و(إطرابلس) واللذان تكوَّنا من مفردةٍ واحدة فقط. وجاءت الصورة الشعرية في (إطرابلس) حركية متسارعة وثرية خلابة تستهلها الشاعرة برغبة الذات العاشقة للمدينة فتقول:

(أريدُ بنتاً

تجذع أنف الوقت السائد:

تخرجُ إلى المطر.

تركبُ البحر.

ترقص.

ترسم.

تجري.

تبكي.

تحبُّ بعنف وتكره بشراسة)

وتختتم دفقة نصها الشعري بنهاية تبدو كصرخة مدوية تمثل إعلاناً وهتافاً بعشق المدينة التي تسميها صراحة بنهاية صرختها حد التوحد فيها ومعها في تسمية مشتركة للرغبة الحلم والأمل:(أريدُ بنتاً من صُلبك، من رحمي. تكتب اسمها هكذا:

إطرابلس)(7)يقول الشاعر العربي الكبير نزار قباني (شرحُ الشعرِ حماقة) ولذلك فنحن في بعض مختاراتنا لنصوص الأديبة فوزية شلابي الشعرية لن نعاكس هذا الرأي أو نعارضه، وإنما نزعم أن الشغف بهذه المختارات النصية جعلنا نستعرضها كمقتطعات أو اقتباسات لنماذج نخوض معها محاولة حوار واستقراء، وتفسير لبعض جوانبها. والفرق بين الشرح والتفسير هنا يكمن في كون الشرح أشمل وأعمق من التفسير الذي غالباً يلامس أركان النص، دون التوغل في كيان متنه ومضمونه أو هيكل بناءه الفني.

وهنا عند معاينة ومطالعة مختارات نصوص الأديبة فوزية شلابي الشعرية فإنها لا تبدو موصدة الأبواب والأبيات والمعاني بمغاليق محكمة تماماً، كما أننا لا نفتقد مقدرة الدخول إلى رحابها البهي الخلاب، ولكننا اخترنا طواعية أن نتوقف أمامها بكل إجلال وصمت وخشوع وتأمل دون تحليلها أو تفسيرها أو شرحها، غارقين في استقبالها واحتضانها بحالة من الذهول والافتنان والتجلي والاستمتاع بعبق أنفاسها الرائعة، مثلما نتشربه في (شكراً. لأنك قررتِ أن تكوني أمي) الذي يحتضن الأمومة بكل زهو وافتخار واعتزاز:

(سيدتي:

أيتها الطاهرة.

العنيفة.

أيتها الأنثىيا

سمحة: شكراً.

لأنكِ قررتِ –

منذ واحدٍ وثلاثين عاماً –

أن تكوني أمي!)

وكذلك في (الكابوس يعزقُ رأسي “!”)

تنادي طيف حبيبها في حوارية دافئة تنعث فيها نفسها على لسانه بالطائشة وهي تنسج سرداً مليئاً بالتفاصيل وتختتمه بنهاية تعترف فيها بصريح الكلمة بالحُبِّ:

(أناديكَ.

تصهلُ في المسافة

خيولك السريعةُ.

تجلسُ على حاشية السرير.

تمسدُ بكفك الثابتة

رأسي المهشم،

وتعاتبني بحنان دافق:-

أيتها الطائشة:

أهكذا تشيعين قلبي

في هذا الجنون المدمر!

أطبقُ على وجهكِ جفني.

يتسع صدري.

أتنفسُ بهدوء عميق.

ويكون الكلامُ قاب قوسين أو أدنى:-

أًحِبُّــكَ!)

كما نجد في (نعم أيها الصديق العقلاني”!”)

ثنائيات متضادة، تتراقص بلغة واثقة تكتب نهايتها مفعمة بالأمل، وتكتسي حركية متتالية تدير محركات العقل للتفكر، من خلال اكتظاظ النص بيقين متداخل بين القيم الإنسانية والظواهر الطبيعية المتعددة:

(الليلُ يعقبه النهارُ

الحزنُ يبدده الفرحُ

السكونُ تقتله الحركةُ

الجهلُ يفضحه العلمُ

الباطلُ ينهيه الحقُ

الشرُ يدحره الخيرُ

الظلمُ تمحقه العدالةُ

الإنكسارُ يجرفه النهوضُ

الموتُ تهزمه الحياةُ

وفي النهايةِ – دائماً –

تتخلقُ بدايةٌ.)

ويتواصل هذا النص تدفقه ليجسد لغةً وفناً أسلوبها الحواري المتأسس على منطق جدلي وفلسفي متماسك ومحصن بالحجة والثقة الفكرية، والمزدان بروح إيمانية ونفحات صوفية، تجلت في تلميح وإشارة إلى قصيدة (المنفرجة) لإبن النحوي التي لحنها وأداها الفنان الموسيقار الراحل حسن عريبي ويستهلها بقوله

(اشتدي أزمة تنفرجي):

(- ألا تقولين “وفي الأزمة افتكاكها”.-

بلى. وأرفعُ شعار:

ضيقي تنفرجي.-

وهذا ما قصدته بالتحديدِ.

ولا أعتقدُ أن هناك اختلافاً جوهرياً بالخصوص.

فالمحصلة واحدة وهي: يبقى هنالك دائماً أمل.-

هذا صحيح في نطاق العموميات. إنما الخوف دائماً من أن يكون هذا الانحياز لكل ما هو جميل – كما تقول-، وسيلة -إن لم نقل مبرراً- لتغيب الدعى بكل ما هو بشع وقبيح. وبذلك يكون السقوط في منطقة انعدام الوزن التي هي المعادل الطبيعي لحالة الاستسلام الشامل والارتهان للممكن المحدود (!).-

قد لا أختلفُ معكِ كثيراً. ولكن يهمني توضيح أن ما دعوته بإهمال التفاصيل البشعة ليس معناه التعامي عنها، بما يشكله هذا التعامي من وقوعٍ في مستنقع خداع الذات قبل خداع الآخرين. فالإنسان ليس بهلواناً يجيد لعبة القفز فوق الجبال الرفيعة، وبالتالي فإن إهمال التفاصيل البشعة – هكذا في تجريدية مطلقة – لا يمكن أن يضيء طريقه نحو الخلاص منها…)أما في (قادمٌ إلى إطرابلس) فإننا نتلقف قصة سردية لا يغيب عنها التشويق والإمتاع، والتعلق بالمكان الملهم، وتجلي كل عناصر الحكي والسرد المتسارعة نحو المدينة المعشوقة “إطرابلس” وبهجة لقاء الحبيب في حوار قصير ممتع:

(يرنُ جرسُ الهاتف.

أقفزُ إليه حافيةً،

ولا أكادُ أحسُّ

ببرودةِ البلاط تحت قدمي “!”

يصيرُ الليلُ حِليةً

في معصمِ الدُنيا:

خلاَّباً ساحراًمُذْهِلاً

آسِراًوطرباً.

ويدعوني حِسُّكَ المتاهفتُ

في رنةِ الشوق العظيم

إلى رقصته الحامية.

الراعدة. المتلاطمة. المطلقة.

الحرة. الجذابة.

السابحة في النور:-

افتقدتكِ.

اشتاقكِ.

أحبكِ.

وإليكِ.

إلى قمرِ اطرابلس،

قادمٌ. قادمٌ. قادمٌ.)

(8)يظل كتابُ (مِنْ أَسْرَارِ عَاشِقَةٍ إِطْرَابِلْسِيِّة) مميزاً في موضوعه وتقنيات كتابته الجامعة لجنسي النثر والشعر معاً، وأسلوبه التعبيري السلس عن مشاعر الأديبة فوزية شلابي الشفافة، كعربون محبة وعشق للمكان والمدينة/ طرابلس، نقشته وأثتته بعدة عناصر متنوعة تستوطن أعماقها وتحرك وجدانها الإنساني. كما يعد الكتاب من الناحية الموضوعية مختلفاً عن جميع إصداراتها الإبداعية السابقة في جنس الرواية والشعر والمقالة، التي أبانت عن مواهبها المبكرة في كتابتها وحظيت بالعديد من القراءات النقدية ليبياً وعربياً.

والكاتبة في هذا الإصدار (مِنْ أَسْرَارِ عَاشِقَةٍ إِطْرَابِلْسِيِّة) تؤكد مفهومها الشخصي للشعر كما تعرّفه (الشعرُ الذي لا تفوحُ منه رائحةُ الوطن، جثّة ميتة / جيفة كلامية مكانها الطبيعي أقرب محرقة للقمامة اليومية)

(10) وبتوضيح أكثر تقول (فلا يكون الشعرُ حيث لا أرتمي في ظل زيتونة خضراء أو نخلة باسقة، وحيث لا أتوزع ما بين ندى موجة ودفء رملة، ولا تسامرني مناجاة نجمة مسائية وتتسلل عبر نافذتي أشعة تنبيء عن الصباح، ولا تطوقني ذراعا أمي ورائحة حبيبي، ولا أعثر هنالك على أقلامي وفرشاتي وكتبي وألوان ملابسي. وحيث لا تتقاسم القصيدة شظف العيش معي، ولا تجلس إلى مائدتي الفقيرة، ولا تراقب نفسها أمام مرآتي المكسورة، ولا تتعرض لأسئلة المحقق ورطوبة حجرات التوقيف وأحكام المصادرة والحبس …!)

(11) حيث تطابق هذا المفهوم الواسع مع مضمون نصوصها في هذا الكتاب الذي أسبغت فيه على المدينة/ الوطن فيوض عشقها، وسيول محبتها وأغدقتها في حُلل وصور إبداعية نسجتها نشيداً للإنتماء والزهو والافتخار، وهوية قلبها النابض بكل المشاعر والأحاسيس الإنسانية المنقوشة بكل عذوبة مرهفة.وفي الختام لا شك أنه لا وجود لنص أدبي سواء كان نثرياً أو شعرياً قبل أن يكون هناك قاريء يتعمق ثناياه وجوانب إبداعه ويستوعب جمالياته، فيعمل على تفكيك جمله، وتفسير دلالاته، وكشف ما يلفه من بعض الخفايا والأسرار والغموض، ويمكن اعتبار هذا الكتاب رسالة شخصية، وهدية خاصة من الكاتبة الأديبة فوزية شلابي للمدينة التي عشقتها وأهلها الذين عاشرتهم وأحبتهم، وبالإمكان أيضاً تعميم ذلك على ربوع الوطن بأسره، وذلك لما يمثله المكان من أهمية خاصة، وسطوةَ تعلقٍ وحنينٍ وذكرياتٍ لا ينطفيء بريقُها، ولا يخبو توهجُها، مع الزمن ومرور الأيام في وجدان الكاتبة الأصيلة التي أجادت توطيد علائقها مع فضاءها الجغرافي بكل ما يحتويه من تنوع عناصره المكانية والموضوعية والفنية التي استنطقتها بلغة بسيطة وأسلوب لا ينقصه بعث الجاذبية والتشويق الدائم.

(9)الشكر كل الشكر للدكتور عبدالله مليطان الذي أعارني كتاب (مِنْ أَسْرَارِ عَاشِقَةٍ إِطْرَابِلْسِيَّة) لمدة طويلة، واتسع صدره لتقبل اعتذاراتي المتكررة عن التأخير في إرجاعه إليه، حتى انتهيتُ مؤخراً من كتابة هذا المنجز .. فله وافر الامتنان وكل الاعتذار.

(*) يونس شعبان الفنادي، كاتب وأديب ليبي وإعلامي مستقل، يمكن التواصل معه على البريد الالكتروني: fenadi@yahoo.com

هوامش(1) من أسرار عاشقة إطرابلسية، فوزية شلابي، منشورة المؤسسة العامة للثقافة، طرابلس، ليبيا، الطبعة الثانية، 2009م(2) دبابيس في قفا الأديم، دار النخلة للنشر، طرابلس، ليبيا الطبعة الأولى، 2008م، ص 127(3) والسكاكين أنت لحدها يا خليل، فوزية شلابي، الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان، طرابلس، ليبيا، الطبعة الأولى، 1986م(4) بالبنفسج أن متهم، فوزية شلابي، المنشأة العامة للنشر والتوزيع والإعلان، طرابلس، ليبيا، الطبعة الأولى، 1985م(5) القصة القصيرة النسائية في ليبيا، فوزي عمر الحداد، دار الرواد للنشر، طرابلس، ليبيا، الطبعة الأولى، 2019م، ص 118.

(6) غواية السرد، قراءاتٌ تطبيقية في الرواية والقصة القصيرة، د. محمد السيد إسماعيل، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2012م، ص 102-103(7) نراث الغناء التقليدي والشعبي وسيلة للتعليم الموسيقي في ليبيا، عبدالله مختار السباعي، منشورات اللجنة الشعبية العامة للثقافة والإعلام، طرابلس، ط 1، 2007م، ص 25(8) قراءات في النص الليبي، رامز رمضان النويصيري، ج1، مجلس الثقافة العام، سرت/ليبيا، 2006م، ص 80(9) الشعر كيف نفهمه ونتذوقه، إليزابيت درو، تر. محمد إبراهيم الشوش، منشورات مكتبة منيمنة، بيروت، 1961م.(10) قراءاتٌ عاقلةٌ جداً، فوزية شلابي، المنشأة العامة للنشر والتوزيع والإعلان، طرابلس، الطبعة الأولى، 1985م، ص 68-69(11) المصدر السابق نفسه، ص 69


شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :