في الصميم ..

في الصميم ..

من الارشيف

 

نيران المليشيات ..

تحرق أطراف الحــوار !!

وسط إنشغال المجتمع الدولي بالتحالف لمحاربة ما يعرف بـ”داعش” يتراجع الإهتمام بالملف الليبي لمرتبة متدنية في ترتيب أولويات السياسة الدولية في الشرق الأوسط ويكتفي اللاعبون الرئيسيين بلعب دور المتفرج على مأساة الليبيين ولسان الحال يقول:

لا يسهر الليل إلا َّمن به ألمٌ  * *  ولا تحرق النارُ إلا رجلَ واطيها

هذا إذا لم نعتبر المحاولات الخجولة لملء الفراغ السياسي التي تقوم بها الأمم المتحدة عبر مندوبها المقيم “برنارديو ليون” والتي نجم عنها عقد جلسة حوار غـدامس وحضرها مجموعة من النواب المقاطعين لجلسات مجلس النواب لمقابلة مجموعة من النواب المنتدبين من مجلس النواب (المعترف به دولياً)، والسؤال الحقيقي هل يملك المتحاورين السلطة/النفوذ للتأثير على من يحملون السلاح ويحاولون حثيثاً فرض سلطة الأمر الواقع على الليبيين والمجتمع الدولي “المتراخي” رغم التحذيرات الصريحة التي نقلها رئيس مجلس النواب والممثل الشرعي الوحيد.

على الرغم من إنخفاض سقف التوقعات لنتائج الحوار إلا أن غياب أي دعم دولي قوي وعدم توفير المناخ الملائم عبر الضغط السياسي على الأطراف الداعمة “محلياً وإقليمياً” للمليشيات المسلحة وخروج تصريحات للمليشيات المسلحة المسيطرة على العاصمة وعدة مدن رئيسية أخرى برفضها القاطع لفكرة الحوار وإصرارها على الحسم العسكري ويدعمهم في ذلك بعض السياسيين الذين إحترفوا التنافس السياسي على ظهر الدبابات ولا يفقهون إلا لغة المدافع في التحاور مع معارضيهم… كل هذا أدى بالكثيرين لفقدان أي أمل في أي حوار مع هذه المليشيات أو من يمثلها.

الوطن ليس أنا أو أنت إنما الوطن أنا و أنت معاً

يمتلك الليبيين تقاليد عريقة في عقد المصالحات والتحالفات في أحلك المواقف والظروف وعليهم الآن أن يظهروا معدنهم الحقيقي ويتوقفوا عن تبادل التهم والشتائم وإنتظار الحل من الخارج وهم من يدفعون الضريبة من دماء أبنائهم وأمن وسلامة وإستقرار حياتهم ودمار لمقدراتهم ومدنهم فالمجتمع الدولي لن يحل محل الليبيين في حل مشاكلهم فلا أحد بإمكانه مساعدتك ما لم تساعد نفسك..

على الشيوخ والحكماء والقادة السياسيين والمثقفين والإعلاميين إلتزام خطاب التهدئة ولم الشمل والتوعية بخطورة اللحظة التاريخية الفاصلة التي نعيشها وقيادة المجتمع “سلمياً” لفرض إرادته على القلة الذين يحملون السلاح .. على العائلات والقبائل والمدن ومؤسسات المجتمع المدني لعب دور إيجابي وعدم الجمود واليأس فالشعب لديه طاقة إذا أكتشفها وأُحسِنت إدارتها فبإمكانه صنع المعجزات.. على الليبيين أن يبهروا أنفسهم والعالم بطريقة حضارية هذه المرة ويقولوا:  لا للسلاح، لا لعملية الكرامة ، لا لفجر ليبيا ..نعم لليبيا .. نعم للنضال السلمي والتداول الديمقراطي على السلطة، على الليبيين أن يحققوا النصر الحقيقي في هذه المعركة وهو نصرهم على أنفسهم وأطماعهم وقبليتهم ..

عن – رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم – قَالَ:

«لَيْسَ الشَّدِيدُ بالصُّرَعَةِ، إنَّمَا الشَدِيدُ الَّذِي يَملكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ» .

الكاتب/ حسن الوافي

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :