قانونية تشجيع الشباب على المشاركة السياسية والترشح للمناصب القيادية

قانونية تشجيع الشباب على المشاركة السياسية والترشح للمناصب القيادية

ألمحامي :: أحمد ضيف الله

أولا _ مفهوم المشاركة السياسية للشباب. هي موضوع حيوي ومهم وهو يعني مدى انشغال الفرد بالأمور السياسية داخل مجتمعة ،وإلمامه بالقضايا السياسية سواء على الصعيد المحلي أو العربي أو الدولي .

ثانيا_ مراحل المشاركة السياسية للشباب. تعتبر العملية السياسية من أهم العمليات التي لها تأثير مباشر على فئة الشباب ، وتكمن في الاهتمام السياسي للشباب بمتابعة القضايا العامة وعلى فترات مختلفة قد تطول أو تقصر. وخطوة جباره في صنع القرار في حين تعد مرحلة الشباب هي أخصب مراحل العمر، وهي مرحلة العطاء وهم الثروة الثمينة التي لا تعوض ، وهم تاج وعز الأوطان بصلاحهم تنهض البلدان ، والشباب في أي مجتمع من المجتمعات عنصر حيوي في جميع ميادين العمل الإنساني والاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي ، وهم المحرك الرئيسي لأي إصلاح أو تغيير في المجتمعات ودوما يشكلون الرقم الأصعب في ثورة إصلاحية وأداة فعالة مهمة من أدوات التطور الحضاري للمجتمع ، وهم همزة الوصل بين الماضي والمستقبل وهم الحاضر الذي يصنع المستقبل. ثالثا_ المعرفة السياسية للشباب.

معرفة الشخصيات ذات الدور السياسي في المجتمع وعلى المستوى المحلي والقومي . وتعتبر العملية الفعلية للمشاركة السياسية للشباب بالنظر إلى كون هؤلاء الشباب يمثلون جماعة متميزة يفترض أن لهم تصوراتهم ومعتقداتهم السياسية المغايرة لأسلافهم وهذا يضع كل ما يطمحون إليه من خطط من أجل التغير وفق خطط معدة مسبقا من تجارب فعلية تهدف إلى التعريف بالدور الحقيقي للشباب من أجل حصر كافة حقوقهم في مجال سياسي أو انتخابي. رابعا_ صور وأشكال المشاركة السياسية للشباب. التصويت في الانتخابات والمشاركة في الحملات الانتخابية ،الاهتمام بمتابعة الأمور السياسية ،وكذلك تثقيف الشباب ومعرفة دورهم في عصور متعددة وأن أمثالهم قادوا دولا وقادوا جيوشا، وحققوا انتصارات باهرة في ميادين مختلفة في واقع الحياة مع تعميم مفاهيم الثقافة الديمقراطية وحقوق الإنسان ومن ضمنها الحقوق السياسية. مع طرح ووضع خطط استراتيجية طويلة الأمد لتفعيل دور الشباب في كل المجالات السياسية والانتخابية (ناخبين / مرشحين /موظفين/ مراقبين /مراكز صنع القرار).

مع طرح كل العوائق التي تقف أمام مساهمة الشباب في المشاركة الفعلية مع وضع الحلول التي يتم من خلالها تذليل كل الصعاب التي تقف أمام مشاركتهم في الصعود إلى العملية السياسية. مع استغلال كل قدراتهم ودورهم السابق والمغيب اليوم وبالتعاون مع المنظمات الدولية والمحلية ووضع خطة لهذا الأمر. حيث يعد مجتمعنا الليبي مجتمعا شابا يمثل الشباب النسبة الأكبر فيه وهذا في حد ذاته يعيد السؤال، لماذا تبقى هذه الفئة الأجدر والأقدر على التعاطي وصنع القرار مع العصر ومكوناته بعيدة عن مسرح الأحداث وبعيدة عن هياكل وأروقة الساحات السياسية والأحزاب؟

لماذا يتم استهلاك قدراتهم في الجسدية وتشويش فكرهم بتضييق واقع الحياة عليهم وغلق كل الميادين العملية لهم لاستثمار قدراتهم وتم توظيفهم في ميادين وساحات القتال بدل أن يقرروا مصيرهم بفكرهم وبناء مستقبلهم ببصيرة عقولهم بعيدا عن الصراعات التي أخدت منهم كل شيء في سبيل العيش الكريم؟. وهذا يبرهن لنا بأن شريحة الشباب هي أكبر شريحة لم تأخذ دورها وحجمها الحقيقي في المشاركة السياسية الفاعلة ولا في غرف صنع القرارات المصيرية التي تتخذ ويكون الشباب مع عامة الشعب هم المقصودون بها في وطننا ليبيا ،وهذا يجعلنا نعزز دور الشباب في المشاركة السياسية وكذلك التنمية والسلم الاجتماعي مع التركيز على الشباب بوصفهم فئة كبيرة تضم فئات فرعية متعددة وليس بوصفهم كيانا اجتماعيا ديمغرافيا واحدا يملك قدرات وحلول ومقترحات لاتخاذ تدابير محددة لتلبية احتياجات فئات فاعلة من الشباب وفئات فرعية مثل الشباب بوصفهم فئة كبيرة من المعوقين وشباب الريف والحضر والشابات. وهذا دفع الحكومات والمنظمات الدولية إلى دعم الشباب وأنشطتهم ولذلك أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها 54/120 ،حيث اعتبر يوم 8/ أغسطس يوما دوليا للشباب وذلك عملا بالتوصية التي قدمها المؤتمر العالمي للوزراء المسؤولين عن الشباب (8/12/أغسطس عام 1996م).

وذلك من أجل زيادة الوعي بين شرائح الشباب والاحتفاء بدورهم الفاعل باعتبارهم العنصر الفعال في المجتمع ودورهم أساسي ومحوري في كل بقعة من بقاع الكون ، وهذا يلفت الدور الذي يتمتع به كل الشباب في المشاركة في صنع القرارات وزيادة التنمية من أجل رفع سقف موارد الدولة وزيادة حجم المشاركة السياسية والريادية في كافة الجوانب في المجتمعات التي ينتمون إليها . لذلك في عام 1985م الجمعية العامة للأمم المتحدة حددت أربع أبعاد محورية في مشاركة الشباب وهي :

1/المشاركة الفعلية في خلق فرص العمل بين فئات الشباب وهذه المشاركة تعد مشاركة اقتصادية تنمي الجانب العملي وخلق توازن بين الدخل ومقتضيات الحياة .

2/ المشاركة الانتخابية من أجل مشاركة الشباب في العملية السياسية لصنع القرارات المتعلقة بالسلطة وهذه تعرف بالمشاركة السياسية التي من خلالها تتم مشاركة شريحة في العملية الانتخابية لإبراز آراء الشباب.

3/ المشاركة التطوعية والتي تعرف بالمشاركة الخدمية المجتمعية بهدف خدمة المجتمع وتنمية المحيط البيئي لبلدانهم.

4/ المشاركة الواسعة والتي تعرف بالمشاركة الثقافية والتي بها يتشارك الشباب مع العامة كل الأنشطة الثقافية والتي لها دور كبير في الرقي بالتراث الثقافي والدي يعد الأصالة لكل مجتمع. يجب زيادة الاهتمام بالشباب لأنهم أهم الثروات التي تحظى بها الأمم والدول في أي مجتمع على سطح الحياة فانخفاض تمثيلهم السياسي يعني انتهاء بلورة أفكارهم في الحكومات وفي ليبيا فإن تقليص دورهم يؤدي إلى خلق اختلال توازن العملية السياسية ويجب الاهتمام ومتابعة قضايا الشباب العامة والخاصة وعلى فترات متباعدة وإن طالت أو قصرت ، مع متابعة الأحداث السياسية مع غلق تلك الفجوة التي تتسم بها العلاقة بين الأحزاب السياسية في العديدمن البلدان بالتوتر لأن جل الشباب لا يثقون بالأحزاب السياسية في الوقت الذي يقع فيه لوم قادة الأحزاب على عدم مشاركة الشباب في تنصيبهم للمناصب القيادية . حيث أوضحت النسب للريادة إلى مجابهة ويلات الحرب وتناول التقرير عددا من المؤشرات بحسب أحدث إحصائية خاصة بالاقتصاد الليبي من بينها نسبة البطالة بين الشباب إذ بلغت 45.2% بينما بلغ مستوى البطالة العام 18.7%وذلك نتيجة لانغماس الشباب في الحروب وتركوا المشاركة الاقتصادية وإنعاش الاقتصاد الليبي بالمشاريع . لذلك زادت الفجوة بين الشباب والأحزاب السياسية فزاد عزوف الشباب عن الساحات السياسية وانخراطهم في أعمال أخرى لا تمث بالصلة للواقع السياسي المعاش في بعض البلدان ، لعدم وضوح برامج حزبية المعالم تميز الكتل السياسية في إقليم الدولة الواحدة لذلك يجب وضع خطط وبرامج تنموية وثقافية لأجل ذلك يتطلب وضع دراسات ميدانية يشارك فيها الشباب بأنفسهم ويتحدثون عن كل العوامل التي وقفت أمام مشاركتهم السياسية لذلك يمكن بلورة هذه الدراسات على النحو التالي. خامسا_ أسباب عزوف الشباب عن المشاركة السياسية والانخراط في تكوين الأحزاب السياسية في ليبيا.

1/ غياب الديمقراطية والمشاركة الفعلية للشباب داخل الأحزاب التمثيلية للعملية السياسية.

2/ لا توجد برامج تحفز الشباب مع غياب الاهتمام بهم .

3/ عدم منح أي فرص للشباب داخل أروقة الأحزاب السياسية.

4/ غياب الشباب عن الساحة السياسية يقلص تأثيرهم في صنع القرار والقوانين التي توضح حقوقهم في واقع الحياة.

5/ ابتعاد قادة الأحزاب السياسية عن خلق فرص جلب الشباب للساحة السياسية.

6/ انتشار الفقر وعزوف الشباب عن استكمال المسيرة العلمية لدراستهم حجبهم عن المشاركة في الحياة السياسية وبقي تركيزهم فقط على كيف يحققون إشباع الرغبات الأساسية لهم من إيجاد فرص عمل مناسبة توفر لهم العيش الكريم.

7/ نقص الثقافة السياسية بين فئات الشباب.

8/ غياب السلطة الرابعة عن نشر الوعي السياسي بين الشباب وأصبح دور الإعلام فقط الترويج للحروب وتأجيج الصراع . لأجل ذلك فقد الشباب الثقة في الالتحاق بالعملية السياسية اعتقادا منهم بأنه كل من يفصح عن رأيه بشكل صريح يتعرض للأذى والمساءلة من قبل أصحاب القرار وصناعه في الساحة السياسية مع عدم توفير منصات مهتمة بتثقيف الشباب وتوسيع مداركهم الفكرية مع فقدان الثقة بالقادة في العملية السياسية وخلق عدة فجوات بين الأجيال مع تولي كبار السن من الرموز قيادة المؤسسات الحكومية مع عدم إتاحة الفرص للشباب خلق في نفوسهم شعور اليأس .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :