فسانيا : مبروكة الاحول

( زادنا للزمان خبز خواء

يا سماء نجومها حمراء )

هكذا تشي الشاعرة الشابة فاطمة مفتاح  عموم من مواليد زلة/ عام  1990 بجوع الحلم الذي يلتهم المسافات و الصعاب

حاملة إيقاع (زلة )العميق ، و وجه الكثبان المشرق  إلى مسرح الراحة في أبوظبي ، هناك حيث يحتفي بحضورها نخيل الصحارى و مكاحل الجدات و وهج الشمس التي تبارك تألقها  الشعري الليبي ذو الخصوصية الجنوبية.

ها هي فاطمة عموم ابنة  الرمل تلمع في فضاء الشعر العربي بعد أن جالت قصائدها  ربوع محافلنا الليبية  ، وتوجت  بجائزة الطاهر الزاوي للشعر الفصيح للعام 2019 ،

و اختيرت قصائدها  والشاعرالشاب فرج محمد للترجمة إلى الإنجليزية  من ضمن قصائد 10 شعراء من دول المغرب العربي  ضمن أعمال ورشة ترجمة الشعر في تونس  بالتعاون مع مجلة (modern poetry in translation) في عام 2018 .

خطفت الشاعرة فاطمة مفتاح  أنظار  محبي ومتابعي الشعر في العالم العربي منذ ظهورها في حلقات البث المباشر لبرنامج أمير الشعراء   الذي يذاع على  قناة أبوظبي بدولة الإمارات العربية في دورته العاشرة.

حملت (الشاعرة  فاطمة مفتاح) بشجاعة عبء جمال القصيدة الليبية على كاهلها رغم  كل الظروف ، في ظل غياب دعم  مؤسسات ليبيا الثقافية للشعر خاصة”   و عدم تكافؤ فرص التصويت.

يصف الصفحي مهند سليمان  رحلة هذه الشاعرة في الحوار المنشور على موقع بلد الطيوب بتاريخ الثامن من فبراير الحالي / 2023 قائلا” : (فاطمة ذات الربيع الوضّاء لم تُفطم بَعدُ عن الحُلم بأرض وسيعة تكون وطنا لمن لا وطن يضمه وأغنية لمن انفلت منه الصدى قصدا أو دونما قصد).

  تظل الشاعرة فاطمة عموم تكابد عناء التصويت  في برنامج أمير الشعراء  ،  و نقلا” عن الحوار السابق معها تؤكد  : ( فيما يتعلق بالتصويت فهي مسألة طويلة ومعقدة ومرّت بالعديد من المراحل، وأستطيع القول بشيء من الأسف أنّي طرقت الأبواب ولن أقول جميع الأبواب التي يمكن أن تُطرق لكن دون استجابة أو جدوى، وحتى، وإن لم أطرق كل الأبواب فأعتقد سلفا بأن كل الأبواب تعرف وتُدرك حجم المعاناة.

لقد سبق وأن نشرت مقطع فيديو على حسابي الشخصي أبيّن فيه ذلك، لكن في المقابل الأصدقاء والأحباء وبعض الأدباء والمهتمين يحاولون قدر الإمكان نشر الأمر لكي يصل للجمهور الليبي المقيم في الخارج ربما تكون عملية التصويت أيسر بالنسبة لهم، هذا من جهة ومن جهة أخرى حاولوا أيضا أن يعملوا على إقامة نقاط تجميع في الداخل الليبي، وكذلك بعض الأصدقاء بادروا بالتبرع بالبطاقات الائتمانية (الفيزا) وأخيرا اختتمت حديثها معنا بدعوة جميع أولئك الذين ينتصرون لنبض الحرف وسطوة الكلمة الصادقة لمؤازرتها ودعم حظوظ تقدمها للمراحل اللاحقة).

نعم لقد أزهرت المحبة واستجابت لصوت الشاعرة فاطمة، قلوب الأحبة و الأصدقاء  داخل و خارج ليبيا.

حيث أشادت الأديبة الجزائرية أحلام مستغانمي عبر حسابها على الفيس بوك  أن الشاعرة الليبية فاطمة مفتاح  “قدمت أداءً مميزًا في برنامج أمير الشعراء، بتمكّن ملفت من أدواتها الشعرية.

ابنة الجنوب الليبي المظلوم ككل جنوب، حيث يولد أبناء الصحراء كما نخيله مستظلين بأنفسهم، ومتّكلين عليها تحتاج منا كل الدعم لتواصل المنافسة على اللقب، ولتستمر في تمثيل ليبيا وتشريفها، و تشريف مغربنا الكبير.

لنكن معها، ولندعمها، ففوزها من فوز الشعر العربي الأصيل، الذي لا يملك من جاه سوى إيمانه بأن الأحلام والفوز من حق الجميع”.

و بينما (تتكئ الشاعرة  الجنوبية على ظلها ) ، تلوح في الأفق جهود الأصدقاء في ليبيا ، كإقامة  فوج هون للكشافة و المرشدات نقاط تصويت لدعم الشاعرة خلال  التصويت ،  ناشرا”  على  صفحته الرسمية في الثامن من فبراير الجاري  : القائدة الشاعرة فاطمة مفتاح حسن إحدى قائدات فوج هون للكشافة والمرشدات ؛ تقدم أداءً مميزًا في البرنامج العربي للشعر أمير الشعراء وتستمر في تمثيل ليبيا وتشريفها أفضل تشريف

ومن هذا المنطلق يتقدم منتسبو فوج هون للكشافة والمرشدات بأحر التهاني والتبريكات لوصولها للمراحل الأخيرة لعروض البث المباشر من البرنامج مع تمنياتنا لها بالتوفيق والسداد في باقي المشوار) .

جهود الأصدقاء و الأحبة هي من ساندت الشاعرة الليبية فاطمة مفتاح و عبرت بها إلى المرحلة الجديدة من  برنامج  أمير الشعراء  ، حيث تأهلت  و الشاعر إبراهيم توري إلى المرحلة الثانية ، وذلك بعد حصولهما على أعلى درجات تصويت من الجمهور، حيث حصدت شاعرتنا الليبية   نسبة  54% من أصوات الجمهور   .

و تستمر رحلة التحليق نحو سماوات الأدب الرحيبة في هذا العالم  و لاتزال  فاطمة عموم أنثى الشعر  تصدح  : 

(من آخر الصحراء جئت غمامةً

بيني وبين سماء الحقيقة أنملة.

و لا خيار للغمامة إلا أن تمطر  قلوبنا بعذوبة الحس ، و بذور الأمل. و ليبارك الشعر  هذه الرحلة التي يكفي أن تولد أول خطوة فيها لتصبح فخرنا الليبي والشعري الجميل  دون التفات لبريق  النهاية !