قبور من ندى ….صروح من قش

قبور من ندى ….صروح من قش

أحمد ناصر قرين

منبت الياسمين والتفاح والحبق واللكنة الطرية المتأنية ,

تآمر عليها الريح والمطر فشقها السيل وانتزع لبّها.

كنا شهود زور ومتواطئين قبل أن نكون أعجز من أن نفعل شيئاً.

أو ليس العجز تواطؤ مضمر؟!!

تراها لم تحتمل بشاعتنا فلملمت رونقها وانسابت بعنفوان اليأس,

أم أنها لم تعد تستمريء استهتارنا فحزمت أمرها وتراخت بحجة الطوفان ؟!!

كلا.. لم يعد الوقت كفيلاً بأي شيء.

و قد استهنّا به حتى جرف نصفها بشراً وحجراً,

و خلّف نصفها متأرجحاً بين ضفتين هشتين..

أيليق بنا أن نحزن؟ أن نغضب؟ أن نصمت للأبد؟

أن نصبر؟ أن نتعاطف؟ أن نُجن ونهذي؟

قد غرقوا بطوفان من الماء,

و خلفونا نغرق بطوفان من هواء آسن

فهل ترك الراجلون لنا سوى  هذا الرجاء الحرون؟

…….. أن يحلموا بنا في قبورهم النديّة

ليصيروا شتولاً تطفح مساءات فواحة…

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :