قراءة انطباعية بقلم الناقدة لين الأشعل في قصة قصيرة للكاتبة هدى حجاجي: ( هل لديك أقوال أخرى؟)

قراءة انطباعية بقلم الناقدة لين الأشعل في قصة قصيرة للكاتبة هدى حجاجي: ( هل لديك أقوال أخرى؟)

  • القاصّة :: هدى حجاجي

لم تستعمل في سردها للأحداث طريقة السرد المتواتر.فلم تكن أحداث القصة متتالية،إذا ماهي طريقة السرد المتبعة في القصة؟ وماهو دور الجملة الاستفهامية في هذا النص؟

القصة واقعية مأخوذة من بيئة اجتماعية شعبية . عتبة النص:ورد في جملة استفهاميةوضعتنا امام تساؤلات عديدة: من المخاطِب ومن المخاطٓب؟ لماذا؟ وأين؟ في البداية تنفي القاصة أحداثا(لم…و لم…)وهذافي حد ذاته سرد يشد بيد القارئ ليوصله الى الأحداث التي وقعت ويبعده عن التي نفتها الكاتبة. ثم تعود الى السؤال الوارد في العنوان(هل لديك أقوال أخرى؟) لما لهذا السؤال من أهمية في قلب حياة الشخصية الرئيسية وكذلك قلب الاحداث عند السرد. وهذه طريقة ذكية من القاصة للتلميح :نفهم بطريقة غير مباشرة أن البطل متهم في قضية ما! “الصمت و النقاط المتتالية(…) رمز لغير المقول والملمح اليه. ثم تتدخّل القاصة في مسار السرد بسؤال استنكاري: “هل صدق أحدهم بأقواله سابقا؟” سؤال يفتح للمتلقي بابا من التساؤلات الجديدة، حتى أن الجملة التي تلي السؤال هي جملة قصيرة(من+فعل+من)فعل منحصر بين أداتي استفهام..ويبقى دون جواب، ولعل صمت الشخصية وعدم الدفاع عن نفسها هو الذي قادها الى السجن!

الكاتبة :: هدى الحجاجي

أما عن كيفية انتقال القاصة من حقبة زمنية إلى أخرى فهذه تقنية ألفناها في قصصها وهي تقنية تكسير الزمن وهدى حجاجي لا تجعل قارئ نصها يشعر بهذا الانتقال: طريقة سردية سلسة لا تستعمل فيها أدوات الزمن التقليدية بل بالاسترجاع جعلتنا نطلع على ظروف الحادثة البسيطة التي حولت بقدرة قادر التهمة الى شبهة اخلاقية او سياسية هائلة (وهنا تطرح مسألة فساد السلطة التنفيذية) كما أخذتنا إلى ظروف زواج الفتاة من هذا الرجل :(وهو طرح هام تزويج الفتيات ارغاما لا اختيارا). والكاتبةانتقت فعلا له دلالة عميقة: “أهرب” فالزواج ليس مراد تلك الفتاة بل هو بمثابت عملية انتحارية لتغيير ‘المر ” “بالمر”. فصارت تحيا حياة ذل مع زوج وصف أثناء استجوابه عند الابحاث ب “نذل”/ “جبان”… ونتحول مجددا عبر الجملةالاستفهامية إلى التعرف على هوية المتهم،لتعود القاصة بالقارئ إلى مكان السؤال الفاتح للنص وهو قسم البوليس/الشرطة حيث يتم استنطاق الشخصية المحركةللأحداث… وأخيرا يخرج من صمته باطلاق سؤال:”من انا؟” هل حجم التهمة الموجهة إليه ضخم بما تحمله من ظلم إلى حدّ أنساه هويته!؟ ++وأنهي تحليلي بالجواب على الاشكالية المطروحة: الجملةالاستفهامية كانت لهاوزنها في هذا النص في مسار السرد وفي كشف خبايا الأحداث كما أن الصمت والتنقيط الذي عوض الكلام هو عنصر مهم في تسلسل الأحداث وربطها ببعضها وهذه من مهارات الكاتبة هدى حجاجي التي عودتنا عليها. ++التقييم القاصة تدخلت في مناسبتين للادلاء بموقفها ، فهل هذا كان بدافع مساعدة المتلقي على الفهم؟ شخصيا أحبذ أن لا يكون للكاتب موقف من أحداث نصه ولا يحشر نفسه في السرد. ملاحظتي لا تقلل من قيمة النص الذي أعتبره من السهل الممتنع.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :