قلوب الناس

قلوب الناس

سالم أبوظهير 

للقلوب كلها من الناحية البيولوجية شكل وتكوين واحد ، وتنبض لكل نعيش ، لكنها أيضا كتلة من المشاعر،وانواع وأشكال وأحجام والوان ، فيه القلوب البيضاء ، والقلوب السوداء ،القلوب المهشمة المكسورة ، والقلوب القوية التي لاتثأثر ويمكنها المقاومة ، فيه القلوب الهشة ، والقلوب المتحجرة  ، فيه القلوب الباردة ، والقلوب الحساسة اللينة الدافئة.، وكل قلب قصة مختلفة قد يصدف أن تتشابه أو تختلف قليلاً أو كثيراً قصة قلب عن قصة  قلب أخر ، لكن تبقى قلوب الناس مرآة حياتهم ، تعكس طبيعتهم وتحكي عنهم، وربما تكشف أسرارهم وخفاياهم.

  وقد ذكر لنا القران الكريم انواع من مختلفة من القلوب كالقلب السليم، بقوله تعالى (إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) والقلب المريض (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا) ،والقلب المنيب، بقوله تعالى: (وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ) ، والقلوب الوجلة ( الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) ، والقلوب المطمئنة ( أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) ، والقلوب اللينة ( ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ) والقلوب القاسية ( وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً) والقلوب المختومة ( خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ)  والقلوب المكنونة (وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً) ، والقلوب المشمئزة ( وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ) , ويروي البخاري عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قوله: “.. إنَّ في الجسد مضغة، إذا صلحَتْ صلح الجسدُ كلُّه، وإذا فسدَتْ، فسَد الجسد كله، ألاَ وهي القلْبُ”.

قلوب الناس في الغالب سهلة التشكيل ، فبكلمة حلوة ولسان عذب ، ممكن تتحول القلوب المكسورة الحزينة لقلوب تكاد تطير بأصحابها فرحاً، والكلمة القاسية  قد تجرح القلب الفرحان ، وتؤذيه وتقلب الحياة  السعيدة ، وتطفي فيه شمعة الفرح. والقلوب كتلة من المشاعر المتباينة ، تنبض بالدفء والحنان والحب ، وكلما زادت الكمية وفاضت من هذا الدف والحنان والمحبة ، كلما كانت للحياة معنى، وزادت حلاوة الدنيا وشعرنا بالسعادة ، والعكس (بعيد عنكم ) صحيح جداً .

لبعض القلوب أوجاعها ، وقصصها المكلومة المغلقة بأقفال مفاتيحها بيد غيرها، لذلك يمكن لقلوب أن تشفي قلوب ، وقلوب تسبب التعاسة الدائمة لقلوب. وهناك من يبذل أو تبذل جهدا كبيراً لكسب ود القلوب ، وفيه من يتفنن أو تتفنن في سرقة القلوب.

هذه كانت بسطة بسيطة عن القلب والقلوب ، فتخير القلب الذي تريد ، وأمنح المحيطين بك قلباً كبيراً ، لتحض بحبهم ،وأخلص العمل ليكون قلبك صافيا من كل حقد وغل ، ولاتنس الدعاء بما كان يدعو نبينا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، “اللهم اجعل في قلبي نورا “و” اللهم نق قلبي من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس” وبيض الله قلبي وقلوبكم.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :