تعرضت الطفلة الأمريكية جايسي لي دوغارد للاختطاف في يونيو 1991 بينما كانت ذاهبة إلى مدرستها من منزل أسرتها في جنوب بحيرة تاهو بكاليفورنيا ، وكان عمرها آنداك يناهز 11 عاما . كانت جايسي ذاهبة في طريقها إلى المدرسة عندما توقفت سيارة زوجين ظنت أنهما يريدان السؤال عن وجهتهما ، ولكن فوجئت بصعقة من مسدس كهربائي أفقدها الوعي ، كان زوج والدتها شاهدا على الاختطاف حاول ملاحقة السيارة ولكن دون جدوى . وضعها فليب الخاطف في غرفة منعزلة و مضادة للصوت خلف منزله ، وكبل يديها قبل مغادرة الغرفة و إغلاقها ، بعد ساعات من اختطافها ، انتشر الخبر في القنوات المحلية و العالمية ، و أطلقت والدتها ” تيري ” حملة تطوعية للبحث عنها. وفي تلك الأثناء كان فليب يضطهد جاسي و يغتصبها بشكل متواصل و بعد مرور شهر ونصف نقلها إلى غرفة أكبر و كبلها على السرير و استمر فيما كان يفعله، وفي الخارج كانت كل محاولات البحث عن جايسي تبوء بالفشل ، و بدأت هي تتعايش مع واقعها المرير ، و تتقبله ، هذا ما جعل فيليب و زوجته يفكرون في فك قيودها بعد ثلاث سنوات ، في أبريل 1994 ، وقعت الفاجعة حملت جايسي من فليب و بدأت زوجة فليب تجهزها للولادة عبر مشاهدة برامج طبية على شاشة التلفزيون ، وفعلا ولدت في أغسطس 1994 وكانت المولودة فتاة ، كانت حينها لم تتجاوز ال13 عاما ، وبعد مرور ثلاث سنوات أنجبت ابنتها الثانية في نوفمبر 1997 ، و كانت الشرطة قد زارت بيت المختطف في تلك الفترة لتفتيشه ، و لكنها لم تتفقد الفناء الخلفي الذي تحيطه الأشجار الطويلة ، وسور بطول ستة أقدام ، فلم تجد الشرطة أي أثر لدوغارد أو ابنتيها . في العام 2009 قام المختطف فيليب بإلقاء محاضرة في جامعة كاليفورنيا حول طرق العلاج الذاتي من الانحراف الجنسي ، إدمان المخدرات ، بعدما أقنع المسؤولين بأنه نجح في معالجة نفسه ، اصطحب معه ابنتيه للجامعة ، وكان أحد الحاضرين الشرطية ” آلي جايكبسون ” من مكتب التحقيقات الفيدرالي ، و التي لاحظت الشحوب الذي يعلو وجهيْ الفتاتين ، و كأنهن لم يتعرضن للشمس منذ فترة طويلة ، كما لاحظت غرابة تصرفاتهن . وقد كانت الشرطية على دراية بخلفيته الإجرامية ، إذ سبق له أن اغتصب مراهقة في سن 14 في العام 1972 ، وفي العام 1976 اغتصب شابة أخرى ، وتم القبض عليه بتهمة الانحراف الجنسي ، و تعاطي المخدرات وحكم عليه عام 1977 بالسجن لمدة خمسين عاما ، وفي العام 1980 ، أطلق سراحه و لكنه بقي تحت الحراسة بنظام تحديد المواقع ال ” الجي بي أس ” الذي وضعته الشرطة في رجله ، و في تلك الفترة تزوج نانسي التي تعرف عليها في السجن خلال زيارتها لخالها المسجون بنفس المركز . وبعدما راودت الشرطية ” آلي ” الشكوك حول الطفلتين ، وقدمت لهم تقريرا مفصلا عن المحاضرة التي قام بإلقائها فيليب و عن شكوكها بإساءته للطفلتين ، ومن ثم أرسل مكتب التحقيقات عميلين لتفتيش المنزل فوجدوه مع زوجته ، و أمه العجوز ولا أثر للطفلتين ، فأخذوه معهم إلى مبنى الشرطة ، وقاموا باستجوابه ، و بعد مراجعة ملفاته أعادوه إلى منزله و أمروه بالعودة في اليوم التالي ، ليوافيهم بتقرير عن زيارته لجامعة كاليفورنيا، و الفتاتين اللتان كانتا معه ، في اليوم التالي عاد فليب بصحبة زوجته و الفتاتين ، و جايسي ، التي قدمت نفسها على أساس أنها ” أليسا ” فقاموا بمقابلتهم كل على حدة ، و في أثناء المقابلة كانت المختطفة مصرة على أنها ” أليسا ” و أن فيليب غاريدو ” رجل مسالم حاول إنقاذها من زوجها الذي اعتدى عليها ، و في تلك الأثناء كانت الشرطة تستجوب غاريدو حتى قام بالاعتراف ، باختطافه جايسي عندها اعترفت جايسي بالحقيقة وكان من الواضح أنها تعاني من مرض متلازمة ستوكهولم وهي حالة نفسية تصيب الفرد عندما يتعاطف ، أو يتعاون مع عدوه أو من أساء إليه . تم القبض على فيليب وزوجته نانسي بتهمة الاختطاف ، و الاغتصاب ، و حكم على فيليب بالسجن 431 عاما ، و على زوجته نانسي 36 عاما . ويذكر أنه ” في يوليو 2010 قدمت ولاية كاليفورنيا تعويضا بمبلغ 20 مليون دولار لجايسي دوغادر التي ألفت كتابا حول سيرتها و حياتها خلال اختطافها كجزء من العلاج النفسي .