عصام بدر
يوماً ستنْطفئُ المصابيحُ التي
في عتمةِ الخلانِ – منكَ – أضَأتَها
وتعودُ تبْحَثُ عَنْ خطاكَ بلا هدى
في غفلةٍ السَّفَرِ الطويلِ أضَعْتَها
الآنَ أنتَ ودمعتانِ وَحَسْرةٌ
تبكي “لعلّ” على صُراخِكَ “ليتَها”
هاءت لكَ الدنيا، أتَتْكَ صبيّةً
عفويّةً، واستأمَنَتْكَ فخُنْتَها
كان انكسارُكَ في اختيارِكَ و احتضارُكَ في اختصارِكَ وَقتَها
لا ذنبَ للأشواكِ كيفَ تلومها!
بيديكَ أنتَ على الطريقٌ غرسْتَها
قَلّبْ يديكَ الآن، لا شيءٌ بها
إلا شُهُودٌ من جروحٍ كُنْتَها
هَدّئْ صُراخَكَ، لا تفيدُكَ حَسْرَةٌ
أقوى مِنَ الآهاتِ لوْ أخْفَيْتَها
إن لم يَصُنْ فيكَ الصديقُ عُهُودَهُ
فارْجِعْ إليكَ، وَقُلْ: سرابٌ وَانْتَهى
وَامْدُدْ حِبَالًا للودادِ جديدةً
لا تَأْسَفَنَّ على التي قطّعْتَها
المشاهدات : 77