شكري السنكي
حيث وصل كتابي الجديد: «ذاكرة الميدان»، إلى مدينة طرابلس يوم السبت الموافق 8 يوليو 2023م، وموجود في «مكتبة دار الوليد»، لصاحبها وليد المختار «الناشر»، الكائنة أمام الباب الخلفي لجامعة طرابلس، ومكتبات أخرى بمدينة طرابلس ومصراتة وبنغازي.
حاولت في هذا الكتاب توثيق أحداث كثيرة شهدتها ليبيا في عهد معمر القذافي، ووقفت على أول إعدامات علنية حدثت في بلادنا بعد عهد المستعمر الإيطالي البغيض، وسجلت سيرة ثلاث ضحايا من ضحايا عهد الاستبداد المقدر عددهم بالآلاف، وهم: عمر علي دبوب، محمد الطيب بن سعود، عمر الصادق الخازمي المعروف باسم «عمر المخزومي». دوَّنت سيرة الرجال الثلاثة وشهادات رفاقهم والأحداث التي كانوا هم جزءاً منها، ثم ذهبت بالسرد إلى تفاصيل مرحلة مظلمة من تاريخ بلادنا بغية التذكير، حتى يبقى تاريخ هذه الحقبة حاضراً في الأذهان يستفاد من دروسه وعبره، ولكي لا يطمع مستبد جديد في حكمنا وتحوّيل وطننا إلى صورة شخصية له.
ووقفت أيضاً على تاريخ الحركة الطلابية في ليبيا، وأعتقد أن تغطية الكتاب لهذا الموضوع فريد من نوع، ويسجل لأول مرة على هذا النحو. وسبب إفرادنا لوقفة خاصة عن الحركة الطلابية، يرجع إلى علاقة الشهيدين عمر دبوب ومحمد بن سعود بالحركة، علاوة على دور الطلاب المهم في الحركة الوطنية، وفي مواجهة حكم الفرد ودولة الاستبداد. ولا شك أن التأريخ سجل لأحداث ووقائع مضت، ولأشخاص سجلوا سطوره، وأصبحوا رموزاً لدرجة أن سيرتهم صارت جزءاً من التاريخ الذي يجب تدوينه والحافظ عليه. والأمة التي تحفظ تاريخها وتجعله مادة صلبة ثابتة غير قابلة للتزييف والتحريف والتزوير، تحفظ ذاتها ولا تخشى تقلبات الزمان، وقد صدق راشد رستم الذي قال: «الأمة التي تحفظ تاريخها تحفظ ذاتها». فلا شك أن الأمم تقاس بالتاريخ، وبه تنهض وتستفيق ثانية.
أخيراً، كتاب: «ذاكرة الميدان.. الإعدامات العلنية في أبريل 1977م» يسلط الضوء على حقبة تاريخية مهمة لم يتناولها أحد من قبل بهذا التفصيل، بالإضافة إلى مجموعة من الصور والوثائق النادرة. نأمل أن يأخذ الكتاب حقه من حيث الإقبال عليه والكتابة عنه، وأن يكون إضافة مهمة إلى مكتبتنا الوطنية. شكري السنكي الإثنين الموافق 31 يوليو 2023م