عبد السلام مصطفي شليبك ، شاب من شباب ليبيا الرائعين ، ينادونه أصدقاؤه تحببا (عبسي) . ولد عبسي في جنزور يوم 23-اكتوبر -1971م ، وبعد ولادته بسته أشهر أرتفعت درجة الحمى عنده بشكل مفاجيء ، كان نتيجتها أصابته بمرض شلل الاطفال، وبسبب رحلاته العلاجية الطويلة المتواصلة خارج البلاد وداخلها ،وعدم وجود فصول دراسية تناسب أعاقته الشديدة ، لم يتمكن من الالتحاق للدراسة بمدارس أبتدائية ليبية.
بسبب أعاقته كان عبسي منذ بداية حياته مختلفاً جداً عن أقرانه ، فظروفه المعيشية تختلف عنهم ، ومواهبه وهوايته وحياته كلها تقريبا تختلف عن ممن هم في سنه. أسرته كانت على قدر كبير من الوعي ،ساعدته على النجاح عندما أتخد قرار مهم في أن يتعلم القراءة والكتابة باللغة العربية في البيت ،بدأ في سن متأخره ولكنه وصل ولحق بمن في سنه ،وفاتهم بمراحل ، وأصبح معلما لبعضهم .
عبسي كان ولايزال يقضي يومه كله تقريبا جالسا على كرسيه المتحرك ،رفيقه الدائم ،لايفارقه إلا وقت خلوده للنوم ، لان عبسي لايستطيع المشي ولا الوقوف على قدميه ،ولايستطيع حتى تحريك يديه بشكل طبيعي، ورغم هذا كله ،قرر عبسي أن يتعلم ويعتمد على نفسه بشكل كامل ،وكانت أسرته و البرامج الاذاعية التي تعرض في التلفزيون الليبي والخاصة بمنزلية التعليم الابتدائي ، وبرنامج أفتح ياسمسم التعليمي الشهير ،وعددا من البرامج الوتائقية ،والتثقيفية هي المعلم الاساسي لعبسي ، نظم وقته بشكل كاف ليستقيد وحقق الاستفادة الكاملة من دعم أسرته له ،ومن ماتقدمه هذه البرامج ونجح بامتياز .
في عام 2000م ، بدأ صديقنا عبسي ، في رسم الخط الصحيح الاول لمستقبله الناجح ، ورغم صعوبة البداية ، وبمساعدة صديق له طور من نفسه وولج في عالم التقنية من أوسع أبوابه ،وفي فترة مبكرة تعلم مباديء استخدام الكمبيوتر ، ومن بعده الانترنت الذي عوضه عن سنوات طويلة من عدم تلقيه التعليم المنهجي التقليدي ، سنة واحدة تقريبا أو سنة وشهور ، وصار عبسي معلما في هذا الفضاء الرحب ، أمتلك أدواته بنفسه ،وطورها ،وطاوع الظروف لتكون في خدمته،فرض وجوده واحترامه وعلمه وتقافته على كل من يتعامل معه ، تعلم برامج الفوتوشوب والاتوكاد وأحترفها ، وتعلم المونتاج وصار من مصممي المواقع المحترفين.
عبسي اليوم (باش مهندس) في مجال الكمبيوتر والانترنت ،بدون شهادة مختومة من أدارة الجودة، ولن يستطع أي شخص أخر أتباث العكس،لان مايقدمه عبسي من عمل لم يقدمه كثيراً من المهندسين الذين قضوا ربع اعمارهم فوق مقاعد الدراسة التي لم يجلس عليها عبسي ، وكثيرا من وقتهم خصصوه بعد تخرجهم في طوابير لاعتماد شهاداتهم في مكاتب الجودة دون أن يعنلوا بها ،فصديقنا اليوم لديه موقع شخصي ،على شبكة الانترنت صممه بنفسه ، وقناة مميزة في موقع اليوتيوب بجانب مواقع المشاهير ، صمم عددا من المواقع الالكترونية الليبية ،منها موقع : نادي طرابلس لرياضة ذوي الإعاقة، وموقع اللجنة البارالمبية الليبية، والموقع الأول للاولمبياد الخاص الليبي، وموقع نادي الباروني الليبي بمانشستر، وموقع الجمعية الليبية للصحة النفسية،و موقع إذاعة المدونيين الليبيين ، كما يشرف ويدير العديد من صفحات التواصل الاجتماعي لجهات أعتبارية في الدولة الليبية كصفحة الهيئة العامة لصندوق التضامن الاجتماعي واشرافه الفني على مواقع إعلامية وصحف كصحيفة المنظار الليبية وموقع الصحيفة الليبية للأخبار المحلية.
برغم مشاغله الكثيرة ،ووقته الذي لافراغ فيه ،وسفرياته المتعددة كمرافق أعلامي لعدد من الوفود خارج ليبيا ،وعضويته لاكثر من خمس مؤسسات أعلامية ومؤسسات مجتمع مدني ،يواصل عبسي دراسته المتقدمة جداً، ويسعى باجتهاد لإنشاء موقع خدمي كبير بالعالم العربي لصالح ذوي الإعاقة .
كل هذه الإنجازات التي حققها عبسي ،والطموحات التي يسعى لتحقيقها، يخطط لها وينفذها وهو جالساً على كرسيه المتحرك ،لم يخش يوما من سقوطه منه ، كما لم ينزعج يوما خوفا من أن يفقده ، فالكرسي المتحرك صديق صدوق ورفيق دائم مخلص له ، يساعده على أداء واجبه كاملا ،غير منقوص وأفضل بكثير من المسؤولين المتشبتين بالكراسي الهزازة ،يسكنهم الخوف والقلق والرعب من أن يفقدوا كراسيهم ولم يقدموا تلث ماقدمه عبد السلام مصطفى شليبك الذي يعيش في طمانينة وسلام، ويخدم الوطن من على كرسي متحرك ..!!