كطوق الاستقلال

كطوق الاستقلال

بقلم :: إبراهيم عثمونة 

مُلفت هذا الإقليم الذي أسمه برقة.
وحتى باهر !
فهل تعلمون ، أنه لو غنى رجل من قبيلة “الزوية” الواقعة في جنوب برقة (غناوة علم) وسمعها “البرعصي” المقيم على بُعد 1000 ميل شمالاً لهام وجدانه طرباً معها ، ولربما صحح له إن هو ماد قليلاً عن موسيقى العلم ؟!
وهل تعلمون لو امرأة “إمنفيه” من قبيلة “لمنفا” الواقعة في نواحي طبرق صنعت مائدة من الرز أو الأرز ، لتذوقها “المغربي” المقيم في اجدابيا ولقاربها وقارنها مع أرز أمه ؟!
وهل تذكرون يوم انتفضت برقة ، يوم بدا لنا المشهد كما لو أن أحداً نفض قطعة سجاد مستطيلة واقعة على يمين ليبيا ، فتطاير عنها القش والغبار وقصاصات ورق.
مَن صنع هذا الجسم وهذا التجانس الباهر في هذا الإقليم الواسع ؟!
من أين له هذا الانتماء اللصيق بتراب أبيض وأحمر ؟
من الحليب أم من التراب أم للسنوسية دور في نسج هذه السجادة ؟!
اليوم – أظنه – يوجد طوق نجاة لليبيين هناك . هو تماماً كطوق الاستقلال بعد طرد الطليان من ليبيا ، فالتاريخ حين يعيد نفسه يعيدها بكل عواطفها ، حتى وإن تغيرت البشرة والملامح والملابس.
واليوم جنوب وغرب البلاد مفككاً ومخترقاً وسفراء الدول الأجنبية يصولون ويجولون بين بلدياته وقبائله.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :