كلمة حق بعيدا عن التملق

كلمة حق بعيدا عن التملق


  • إبراهيم فرج الشوشين

أصبح الكثير هذه الأيام يستغل ما يحدث في الجنوب الليبي في تلميع نفسه فما أن دخلت قوات الجيش إلى الجنوب إلا وسبحان الله انكشفت الغمامة عن الكثير والكثير وتجلت الصورة على حقيقتها ، وأصبح الكثير هذا يعرف حقيقية الجنوب المغيبة منذ 2014 م إلى أن جاء الجيش وكشفها للعيان … والمصيبة الأكبر أن من أصبح يعرف ذلك هم من سكان هذا الإقليم. وحتى بعد أن دفع ثلة من أبناء الجنوب أرواحهم في التصدي للغزو والتغيير الديموغرافي وصدحت بعض الأقلام توضح ماهية الحرب التي كانت حتى مطلع العام 2018 عندما سلم المجاهدون أمام تهاون وتراخي الحكومات بأشكالها في دعمهم بحجة أن ما يحدث هو معارك قبلية … وما أن خرج المجاهدون حتى سقطت ورقة التوت عن أولئك الذين يغطون عين الشمس بغربال فعاث الغازُون في الأرض فسادا وانتشرت الجريمة بشكل لم تشهده فزان من قبل وأصبحت الحرابة والخطف وطلب الفدية عمليات ممنهجة وبدأ الصراخ والعويل من الويل والثبور الذي أحاط بهم وهنا عرف الكثير ممن استخدم لفظ أنها حرب قبلية أنهم ارتكبوا الجرم الأكبر في حق فزان وبعد أن أوغل أولئك الغزاة جاءت قوات الجيش لتبدأ في تطهير الجنوب …. وبقدرة قادر أصبح أولئك المطبّلون وتلك الأقلام تعترف بأن هناك غزوا حقيقيا وتغييرا ديموغرافيا في فزان .. وبدأ الاستغلال يتجدد ممن اعتادوا امتطاء الركب للوصول إلى مبتغاهم وبدأنا نقرأ على صفحات التواصل الاجتماعي والقنوات الإعلامية الذي كان يجب أن نسمعه منذ عام 2014 وكأن دماء من استماتوا في مقارعة العصابات التشادية والغزاة كل تلك الأعوام ليست بدماء من جاؤوا اليوم ليس استرخاصاً أو تقليلا مما يحدث اليوم وما يقدم من تضحيات ولكن من مبدأ حفظ الحقوق في الدفاع عن الوطن يجب الاعتراف بتضحيات مَنْ قبلهم ممن ماتوا على أسوار القلعة وهم يقارعون العدو، أليس من حقهم علينا أن تكتب أسماؤهم على صفحات الشرف في الذوذ عن الوطن . ولقد بلغ الاستغلال مدى أن يأتي المطبّلون إلى الجنوب وليبخسوا أبناء الجنوب تضحياتهم التي كانت وتصوير أن فزان كانت تنتحب وتستجدي المغيث منهم … وبتخادل منقطع النظير من أبناء فزان نراهم في لقاءاتهم مع من أتى لزيارة فزان بعد دخول الجيش وهم يتملقون لهم في صورة مخجلة لا تعبر عن تلك التضحيات التي قدمها شبابنا حتى العام 2018 أو حتى التجرؤ على ذكرها . ونحن إذ نبارك التحام أبناء الوطن من الجيش الليبي الذي أتى لصون الوطن والحفاظ على كرامته وتطهيره ممن عاثوا في الأرض فساداً فإننا نطالب أيضاً بالاعتراف بتضحيات شباب فزان الذي قاتل لسنوات دفاعا عن الوطن .. كما نطالب تلك الأبواق التي جاءت لتجير ما يقدمه الجيش لصالح سيرتهم الذاتية أو تقديم الولاءات أن يحترموا دماء الشهداء وكذلك أسرهم ويحترموا من مازال على قيد الحياة وقد فقد أحد أطرافه جراء تلك الملاحم التي خاضوها قبل أن يأتي الجيش .. فهذا أقل تقدير وحق يجب أن يقدم لهم فالتحية لكل الأبطال الذين يبذلون أرواحهم من أن أجل أن تبقى ليبيا واحدة موحدة.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :