- طارق عمر منصور
تجربة كورونا القاسية ستمضي بحلوها ومرها ولكن المسألة المُلحة تتمثل في قدرتنا على الإتعاظ منها والإعتبار من دروسها والإستفادة من نتائجها ! كيف تم التعامل مع الجنوب من قبل السلطة المركزية في هذه الأزمة ؟وما مدى تقدير الحكومة لخطورة وضع الجنوب في مثل هذه الأزمات ومدى استعدادها لتقديم يد العون له ؟ اهتمام السلطات المركزية “شرقاً وغرباً” كان منصباً على المدن الكبرى ثم المدن المحيطة بها حيث تركز كل جهدهم المادي والفني على توفير متطلبات الشمال أولاً ومن ثم إسكات الأصوات التي تعالت من الجنوب وكانت تطلب سرعة النجدة ببعض المسكنات التي سرعان ما كان يزول مفعولها بعد أن تحين ساعة الحقيقة . عدة أشهر مضت على بداية الأزمة ولم يصل إلى الجنوب أي شيء من معدات طبية ومستلزمات ضرورية لمواجهة ظهور محتمل لحالات إصابة متوقعة . معاناة لا توصف في إجراء التحاليل وإرسال العينات إذ نحن مضطرون إلى إرسالها إلى طرابلس براً وانتظار النتائج لمدة طويلة ،تخبط إداري على صعيد مركز الرعاية الصحية من حيث التواصل والتبعية نتج عنه ارتباك واضح في العمل وفي المبادرة ،تقصير متوقع من نواب ووزراء الجنوب المنتشرين شرقاً وغرباً “إلا من رحم ربي” والذين مارسوا سلوكهم المعتاد بالإختفاء والهروب وقت الحاجة إليهم . الظلم والخذلان والتهميش بحق الجنوب ليس بالأمر الجديد ولا المفاجئ ويبقى السؤال الأهم : هل سنعتبر من تجربة كورونا المريرة بحيث نحسن اختياراتنا وننتزع حقوق إداراتنا أم سنكرر ذات أخطائنا وسنكتفي بالشكوى والعويل؟! .