كَـوْثـَر وَحَـظّـهَـا الْـعَـاثِر فِي بَـلاَطِ صَـاحِـبَـة الْـجَـلاَلـة مَـنْ يُـنْـقِـذُهَـا ؟

كَـوْثـَر وَحَـظّـهَـا الْـعَـاثِر فِي بَـلاَطِ صَـاحِـبَـة الْـجَـلاَلـة مَـنْ يُـنْـقِـذُهَـا ؟

تقرير :: عثمان البوسيفي 

قادها حظها العاثر للعمل في بلاط صاحبة الجلالة التي لم يعد لها لا جلالة ولا بلاط وصارت عارية حتى من ورقة التوت في بلد جُلّ مدنه وقراه تحت رحمة البلطجية والعصابات التي تستند إلى ثورة فبراير لظلمها ولممارسة عبثها على البسطاء الذين كل حلمهم حياة تحتوي على رغيف خبز وبعض النقود التي تتكفل بحياة لا يمكن وصفها بالجيد .

السراج الذي وضعه الغرب على سدة الحكم في ليبيا ويدعمونه في كل مرة يقول إن طرابلس آمنة وكأنه يتحدث عن مدينة لا نعرفها ولا نعيش فيها وهو يعمل في مقر حكومي يبعد بعض الأمتار عن مقر وكالة أنباء عموم أفريقيا وقد احتلها المجرمون تحت ستار حمايتها ويرفضون الخروج منها دون دفع ثمن عبثهم بها طيلة السنوات الماضية .

كَـْوثـَر أَبـُونـُوّارَة

كوثر أبونوارة التي أنا بصدد الحديث عنها ذنبها الوحيد أنها صحفية تمارس تغطية الأحداث لصالح صحيفة فسانيا ( صحيفة أسبوعية تصدرفي مدينة سبها وتطبع في بنغازي )التي تقارع وحدها جنود الظلام في بلد دون صحف وتلفزيونات غارقة في وحل الديون ومواطن بائس يحلم بحياة لا وجود لها حتى الآن .

رَسَائِلُ التّـهْـدِيد

رسائل تهديد لا حصر لها انهالت على كوثر بورقة وضعت على سيارتها وفي وقت لاحق عبر هاتفها وعبر رسائل البريد الإلكتروني ( تحمل اسم من يقوم بالتهديد )هي الأخرى تهاطلت عليها وكلّها تصبّ في خانة االتهديد والوعيد بالضرب والخطف والقتل ..

التّـبْـلِـيـغُ فِي مَـرْكـَز الشّـرْطـَة

اتجهت لمركز الشرطة الذي لم يملك شيئا ولم يعد في خدمة الشعب أو هكذا يفترض أن يكون بل تحول إلى أمكنة ميتة لا تفعل لك شيئا حين تلوذ بك الشخوص المجرمة التي لم تجد من يردعها فالمحضر الذي تفتحه هنا في المركز لا يساوي ثمن الحبر الذي كتب به ويظل مجرد ورقة هزيلة لا تنفع في شيء فالحاكم الحقيقي في المدينة هم المجموعات المسلحة . الطّـرُقُ

الْـمَـسْـدُودَة وَالهُـرُوبُ لِـلْـخَـارِج

سُـدّت في وجهها الطرق ولا أحد قادر على حمليتها من تغوّل المجرمين في عروس البحر الأبيض المتوسط المسكينة مكسورة الجناح لم تجد طريقا تسلكه وينقذها من براثن تلك الكلاب المسعورة التي لا همّ لها غير ممارسة الاستبداد على شخوص بسيطة أحلامها سُرقت ويريدون سرقة أعمارهم إلا الهروب من وطنها والسفر إلى تونس وترك أهلها في ظل السؤال كيف يحتملون رحيل ابنتهم عنهم لمجرد أنها صحفية كتبت في صحيفة تحاول جاهدة الوصول لقارئ فقدناه .

الْـمُـنَـظّـمَـات الدّوْلـِيـّة

المنظمات الدولية جلّها مارس معها المماطلة دون رد مقنع منهم لمساعدتها في تجاوز مما هي فيه من قلق وألم الوجود في بلد شقيق ولا تستطيع العودة إلى وطنها .

بِـطَـاقَـةُ مُـهَـجّـرَةٍ

السفارة الليبية منحتها بطاقة مهجرة وبعض الأوراق النقدية التي لا تكفِ لمدة أسبوع وهي منذ أشهر تقبع هناك تحلم ببصيص ضوء في آخر النفق .

هَـيْـئَـة تَـشْـيِـيعِ الصّـحَـافَـة

الهيئة الغارقة في تبديد الصحافة الليبية وتمارس كذبها مع مطلع كل نهار لم تفعل شيئا فقط مارست الصمت وكيف لهيئة يقودها غرباء أن تنصف صحفية تمارس عملها في بيئة سيئة جدا? .

مَـرْكـَز حُـرّيـَة الصّـحَافَـة

ما يسمى بالمركز الليبي لحرية الصحافة يقوده مذيع فشل في عمله المهني وتوجه إلى تأسيس مركز يتلقى المعونات من الخارج ولا عمل له على أرض الواقع في ظل واقع بائس لم يصدر أي بيان يستنكر فيه التهديدات التي وصلت لكوثر واكتفى فقط بجمع الدعم بالعملة الصعبة بحجة حماية الصحفيين وتقديم المساعدة لهم .

الـزّمـَلاء

الزملاء الصحفيون جلّهم (مريض متكي على ميت) والبعض الآخر هدفه مصلحته الشخصية فقط ولا همّه من خطف أو ضرب أو حتى قتل فوجوده في هذا المجال كان بمحض الصدفة ولا يستحق أن يحمل كلمة صحفي .. زملاؤها في فسانيا يعانون كثيرا وسبق لهم التعرض لمشاكل كثيرة كادت أن تأتي بنتائج لا تحمد عقباها لكنهم يناضلون كل يوم من أجل أن تواصل فسانيا البهية صدورها ووصولها إلى القارئ الجميل وقد يصل بهم المآل إلى ما وصلت إليه زميلتهم كوثر .

الحكومة الورقية عاجزة عن حماية نفسها فكيف لها أن تحمي مواطنيها أو تحمي مهاجرين قادتهم ظروفهم الحياتية للعبور ببلد تحول إلى أرض يقمع فيها الإنسان والحيوان

? . مُـنـَاشَـدَة ٌ

تهديد جديد لكوثر المتواجدة في تونس الشقيقة يقول لها إنه قادرعلى الوصول إليها وهي في تونس وأنا من خلال هذه الكلمات أناشد المنظمات الدولية التي أتخمتنا بدفاعها عن حقوق الإنسان وحقوق الصحفيين أن تساند الصحفية كوثر في محنتها والتعويل على تلك المنظمات في وقت لا حاكم يستطيع كبح جماح المتغولين في الأرض الطيبة ..

الْـحُريّـة لِلْـأَقْـلَام

ستظل حروفنا مسلطة على رقاب قطاع الطرق وسارقي حرية الإنسان في بلاد تتسع للثروات الطبيعية لكنها لا تتسع للأفراد الراغبين في نسج حياة تليق بهم وستظل كوثر وكلّ الصحفيين الذين ينحازون إلى أقلامهم ووطنهم شوكة في حلق الذئاب .

صور من التهديدات التي وصلت للزميلة كوثر 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :