لأجل آخرةٍ آمنة

لأجل آخرةٍ آمنة

  • شعر :: المهدي الحمروني

أصغي لي 
كي أصارع وحشاً كاسراً من 
الشوق والفضول 
لمزيدٍ من زوايا الطواف على 
محرابك
حول تجليك المقدس 
في وسعك أن تغالبي بي زبوراً وأناجيل
أن تنفثي في دواتي تعاليماً سماوية
أن تنحتي على حائطي إصحاحاً أخيراً
وتختمي في لوحي كتاباً موحياً للحواريين والسدنة
وتباركين دعوتي بآيات من بزوغك الأوحد في التفرد 
كلما هزمني الانفعال في مقامك
أقف موهناً بلا حول ولاقوة إلا بك
ففكي رقبتي بمددٍ من فيضٍ بسيطٍ وموجز
كبحارٍ عظيمةٍ من غوث الشعر المرسل لعضدي
بمذاقٍ من نشوةٍ يتيمة
تحلُّ؟ لنبيك المجنون عقدةً من 
هذيانٍ مفوّه
وتستبيح الشوارد النفّر من قوافي 
الغناء البعيد
لك أن تطيلي التراتيل فرائداً من قصيد 
في جيد الدهور الحالمة للشدو بك
لك أن تصيغينها تمائم وأوراد في 
حكمة الأبد
لأجل آخرةٍ آمنة 
وقيامةٍ مطمئنة
أنا عابدٌ حنيفٌ أضناه البحث والسؤال
أُدْعَى المهدي
ولاحبيبة في انتظاري 
فادن واقترب أيها الكوكب 
الساطع في تعبي
قد أضناني التوق 
وأعيتني الخلوة
وأجهدني الاعتكاف لظهورك
سيكلفك الوحي إشراقةً خاطفة
على بصيرتي الوجفى
كفيلةً بتنزلٍ معجزٍ ومبين 
في ضلالة الكلمات العاصية
على مباهج التوبة
أحاذر كربلاءً أخيرةً تتربص بي 
بزبانية عروشٍ من أدعياء الشعر 
وزنوجٍ مخصيين لأربابهم
وطريقٍ يعجُّ بقطّاعٍ مأجورين 
قلوبهم معي 
وأسيافهم لولاة أقلامهم 
وبابك لايزال موصدا 
مذ تشابهت عليك الريح
لتستريحي وأشقى 
في غمرة النفي 
فآوني ملجئاً آمنا 
ومدخل هديٍ يؤتمّ به
لمثول طريد

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :