لكِ الله يا غزة  

لكِ الله يا غزة  

محمود السوكني.

عندما كانت النخوة والشهامة والرجولة من شيم القادة المسلمين وبعضاً من خصالهم التي امتازوا بها عن غيرهم كتب التاريخ ملحمة “عمورية” التي كانت استجابة فورية لاستغاثة امرأة مكلومة أسقطت نبرات صوتها عرش الروم.

اليوم تتعالى صيحات الثكالى في شوارع غزة وأزقتها وفلذات أكبادها تمزق أمام ناظريها وحكامنا الأشاوش لا يملكون سوى إبداء الأسف على ما آلت إليه الأمور في القطاع المنكوب !

ترفرف أعلام الكيان الصهيوني المحتل خفاقة في عواصم الخذلان ويطوق سفاراتهم الجنود والعساكر لحمايتهم من غضب الشارع العربي بالعصي والغاز المسيل للدموع فيما تقوم دولة حرة على بعد آلاف الأميال هناك في قارة أمريكا اللاتينية بطرد سفير الصهاينة رغم مايربطها بدولة العدو من مصالح واتفاقيات لا لسبب إلا لأن ما يقوم به جيش العدو ضد الشعب الفلسطيني يخالف  الأعراف والمواثيق الإنسانية التي تحكم علاقات شعوب العالم.

الرئيس الأمريكي الذي ما فتئ يردد هو وأسلافه أن الولايات المتحدة الأمريكية هي زعيمة العالم الحر يطأطئ رأسه خجلاً  وهو يقول في حضرة الإرهابي النتن ياهو بأنه قد تأكد لديه أن (إسرائيل)  لم تقصف مستشفى المعمداني ولكنه الطرف الآخر ! وإن أمريكا تقف بالكامل ودون حدود مع الكيان الصهيوني في حربه ضد الإرهاب ، ويضيف بنشوة المنتصر بأنه قد تمكن من الظفر بموافقة (النتن) على إدخال مساعدات إلى المدنيين في غزة عبر معبر رفح وهو مالم يتم حتى لحظة كتابة هذا المقال ، مع ملاحظة أن العدو قد استبق الجميع بقصف الجانب الغزّاوي من  المعبر وفق إفادة الجانب المصري !

يحدث كل هذا ولا يملك القادة العرب الأفذاذ إلا البكاء على أطلال غزة وتكرار شجبهم لما حدث ، فيما تجاسر البعض إلى الذهاب بعيداً إلى حد إعلان الحداد ولمدة ثلاثة أيام كاملة !

في الجانب الآخر ، يستغل الصهاينة خنوع الحكام العرب وجبنهم ويعلنون جهاراً نهاراً أنهم مقدمون على اجتياح الإقليم البائس لسحق كل ما يصادفونه فوق الأرض وتحت الأرض حيث الأنفاق المرعبة التي تخشاها دولة الصهاينة حتى تنهي المقاومة تماماً كما يتراءى لهم . و لتحقيق ذلك (على المدنيين الفلسطينيين الفرار إلى مصر ) ! مصر من جهتها لم تنطلي عليها ألاعيب العدو ومكره ورفضت تماماً استقبالهم واقترحت في المقابل أن تأويهم صحراء النقب داخل الأراضي المحتلة! يالتعاسة هذا الشعب وسوء طالعه!.

الآلاف من أبناء شعبنا الصامد في غزة يموتون برصاص العدو وذخيرته الحية التي تصله تباعاً من دول العالم الحر وبحراسة بوارجه وطائراته وألفين من العساكر المدججين بأحدث الأسلحة تقف على أهبة الاستعداد للتدخل إذا لزم الأمر فيما لا يملك قادتنا الأفذاذ سوى إظهار مشاعر  الحزن والآسى مع الدعاء أن تمر الأزمة وكراسيهم باقية وشعوبهم لا يتجاوز أشجعهم حد التظاهر !

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :