لماذا النفط الليبي ظل وراء الكفاية الاقتصادية؟

لماذا النفط الليبي ظل وراء الكفاية الاقتصادية؟

د : سعد الاريل

ظل انتاج النفط الليبي الى اكثر من نصف قرن من الزمن منذ اكتشافه في الستينات يعتمد في الأساس على تصدير النفط كمادة خام مما اسهم في تخلف اقتصاديات النفط و ظلت ليبيا مخزونا للطاقة الخامة تزود بها شعوب العالم دون التوجه الى صناعة هذه المادة التي لها عمر مفترض في الاستمرار.. فعمر الخام محدود وهناك الكثير من الآبار النفطية قد جفت في العالم كما هو موجود في أمريكا و اللجوء الى النفط الصخري .. و أيضا الى الطاقات البديلة مثل الشمس و الرياح كل ذلك سوف يكون منافسا حادا لاقتصاد النفط .. و للأسف لم يساهم مجلس التخطيط بشيء في النهضة الاقتصادية في البلاد بسبب الهيكل الوظيفي المتخلف لهذه المؤسسة منذ خروجها و لم تساهم بشيء في تطوير البنية التنموية في البلاد ..فالصناعة النفطية في بلادنا لم تتطور بعد و لا زالت مركونة في انتاج المادة الخام دون تطورها أي في تحويل المادة الخام الى مادة مصنعة .. لماذا التصنيع المادة الخام اكثر كفاية من تصديره كمادة خام ؟ في الواقع اقتصاديات النفط من مشتقات مثل البنزين و الكيروسين و المازوت الى اخره سوق النفط اكثر توسعا من تسويق المادة الخام أولا و ثانيا و تعدد الطلب وعدم حصره في تسويق واحد و ثانيا له مردود اكثر من 300% مثلا تصيره كمادة خام .. و أيضا نحن لازلنا نستور البنزين من الخارج الذى يكلفنا ملايين الدولارات و حت مصافينا ذات الإنتاج البسيط ماعدا ( البريقة ) لا تنتج سوى 20% من الكفاية للإنتاج من النفط المصنع ..ليبيا كسوق مرتقب لتصدير النفط المصنع ذو ميزة اقتصادية لا تتوافر للدول المنتجة للطاقة .. فسوق التوسيع لليبيا هو الأوسع لقربه من مناطق الطلب أي من السوق الاوربية ومن ثمة التكلفة في النقل هي اقل بكثير من الدول الأخرى الذى يكلف كثيرا و من الميزة الاقتصادية التي يتمتع النفط الليبي هو يمكن ارساله عبر الانابيب سوى في الشمال الأوربي او الجنوب الأفريقي ..و سوف يكون همزة الوصل ما بين افريقيا و الشمال حتى في الخام .. وكما قلنا ان الميزة التسويقية هي الأكبر للقطر الليبي فليبيا هي المنفذ الممكن لأفريقيا في اقتصاديات النقل للنفط الأفريقي و خاصة لبلدان الجنوب و الشق و الغرب الليبي و النقل عبر الأنابيب .. و هناك ميزة كبرى للنفط الليبي انه لا يسبب مشاكل في تصنيعه من ناحية المادة المكونة فهو اقل كبريت م النفط الخام اليوم وهو الميزة الكبر و المطلوبة في تصنيع النفط .. فالنفط الليبي كمادة خام هو اكثر ملائمة للمصافي النفطية .. فلازال الكبريت يشكل مشاكل للمصافي اليوم .. و من ثمة ليبيا لديها فرصة كبرى في بناء مصافى كبرى ذات إنتاجية واسعة اكثر من 750 الف برميل يومى للمصفاة الواحدة .. اليوم أمريكا لا تصدر المادة الخام من النفط الى العالم بل توجهه الى التصنيع ..

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :