- أ :: عمر علي ابوسعدة
ذهلت ؟؟! وانا أحد المتابعين لمبادرة وليدة لمشروع سياسي بمسمى ( من أجل فزان ) يتم الإعداد لها بغرف تواصل مغلقة ، منذ فترة بين مكونات عرقية بالجنوب ، تحضر لملتقى عام لخلق جسم سياسي ، لغرض انتخاب برلمان تشريعي وتشكيل قوة أمنية بفزان ، تستمد شرعيتها من ذات الملتقى !!؟ – بدعوى أن هناك اقصاء وتهميش من المركز ، البعيد جغرافياً وتنموياً ، وأيضاً من أجل المحاصصة على الوظائف العامة مع المركز ، ولتردي معاش الناس ، هذا هو المشروع بكل بساطة – لكن وجه العجب والغرابة أن الملتقى إذا نجح سوف يرفع شعار ليبيا وحدة واحدة – فكيف يستقيم هذا!!؟ أتفق أن اليأس والاحباط العريض يسود الناس في فزان ، لكن هذا ليس مبرر لرؤيا أو فكرة أو مشروع يمهد للخروج من عباءة الوطن الأم – مهما ارتفع سقف المعاناة والعذابات بهذا الوطن المأزوم ، فهل أدرك هؤلاء النفر أن هذا المشروع المناطقي سيزرع بذرة الانفصال والانقسام السامة دون وعي – فالليبيين هم من حملوا مشعل الوحدة العربية عقود ، وهندسوا الاتحاد الافريقي للقارة ولا يزالوا أحياء يرزقون ، فهل فهم اصحاب المشروع السياسي الجديد أن هذا البلد في مرحلة انتقالية عجفاء ، ما بين الحرب والسلام وان هناك دستور قادم لا محالة طال الوقت او قصر – ألم يقرؤوا مسودته أم لم يستوعبوها !!؟ هل عرفوا التاريخ وجهاد الاجداد زمن الاستعمار البغيض فوق هذا التراب ، الذي ضم عظام الاجداد وارتوا بعرقهم ودمائهم من أجل وحدة هذا البلد ، في زمن العوز والطاعون وأكل النعل ، وليس زمن النفط والفارهات ، أم لم يفهموا حرفاً واحداً من المقولة الخالدة لشيخ المجاهدين ( ننتصر أو نموت ) .
خلاصة قولي : لن ادعوا لوأد رؤيا أو فكرة ، لكني لست مع المبادرات ورؤا الغرف المغلقة المظلمة ، والقرارات الصماء المقدسة في الشأن العام ، لقناعتي بحرية الرأي والتعبير لإثراء الافكار بالنقاشات في الهواء الطلق ، لأجل التصويب والتجويد ، ففزان لأهلها وللوطن وليست حكراً لأحد – أن هذا المشروع السياسي إذا ولد اعتقد سيكون مشوهاً متوحداً ولن يخدم ألا اصحاب المصالح الذاتية الضيقة وسيستخدمه عرابين سياسة الظلام ، ورقة سياسية ساقطة مرحلية ، فاقدة القيمة في مقبل الأيام ، باهظة التكلفة على أهل فزان .
حفظ الله ليبيا
9 يوليو 2020م