- محمود أبو زنداح.
من العيب أن نبسط مشاكل ليبيا أو نختصرها في حرب محاور أو لأجل تدمير عاصمة فقط أو تصفية حسابات بغلق المجال الجوي الدولي الوحيد الذي يربطها بالعالم ، حتى يصبح سجنا كبيرا للسكان ، بقيت شماعة فرض الأمن أو طرد الإرهاب أو أي تسمية أخرى تكون أقرب المترادفات الكثيرة من الأكاذيب … هي مجرد تلابيب غيوم وغطاء عن حقيقة الوضع المتأزم بين الدول الكبرى التي ترى في ليبيا ليست دولة ذات طبقة سكانية صغيرة بقدر ماهي دولة بها مقومات تحيي قارة بأكملها من نفط ذو مميزات عالية إلى غاز متوفر دائماً وغير خاضع لمسائل الحرب ويتميّز بالجودة إلى صحراء بها أجود أنواع الزجاج والرمال ذات المعادن الكثيرة والنوعية النادرة وأيضا اكتشاف مخزون هائل من المياه العذبة تحت سطح الأرض … وغيرها الكثير والكثير وتبقى الدولة الوحيدة التي لم تدخل حيز الشركات العالمية في الاستكشاف الكامن لها .. ولاننسى أيضا موقعها الاستراتيجي في العالم وأيضا تمتد على الساحل المتوسط مما يجعل خطوط الموانئ والمطارات في موقع استراتيجي مهم إذ تستثمر جيداً … هذه المقومات الهائلة جعلت من الشقيق عدواً يطمع في ليبيا الدولة الأهم قبل أخذ موافقة ونيل رضا الكبار وفِي قناعة نفسه يرى ليبيا من أهم الدول الكبرى وأغناها ….إذ لم يفتح باب الآثار والتاريخ والسياحة والذهب الذي ينهب … فكيف لدولة يتكالب عليها الجميع وتسرق من الداخل والخارج والحروب طاحنة باسمها ولَم يقف النزيف ..ومازالت تقف بل إن اقتصادها يعد من الأفضل في العالم ……إنها ليبيا أكبر من المتخاذلين والسّراق حتى ولو كانوا كباراً وهم أقزام في عيون التاريخ وتبقى ليبيا هي صفحة ناصعة منه.