- أ / شكري السنكي
وقف الملك إدْريْس السّنُوسي (1890م – 25 مايو 1983م) مع ثوار الجزائر ومع القضيّة الفلسطينيّة وبادر بتعويض الأشقاء فِي خسائر حلت بهم نتيجة حروب أو شدائد أو ظروف عصيبة مروا بها، وشدد على وزرائه وسفرائه بعدم جعل مَا تقدمه بلادهم مِن مساعدات ماليّة مادة للإعلام والدّعايّة لأنّ فِي ذلك خدشاً لكبرياء مَنْ تقدم لهم المساعدات.
وكانت المملكة الِلّيبيّة المتَّحدة والِلّيبيّون فِي مقدَّمة الدول والشعوب العربيّة الّتي دعمت ثوار الجزائر والثورة الجزائريّة الّتي اندلعت فِي غرّة نوفمبر العَام 1954م. قدم الِلّيبيّون دعمهم لثوار الجزائر مِن خلال مَا عُرف بـ«لّجنة نصرة الثورة الجزائرية». وتمكن ثوار الجزائر مِن تحقيق استقلال الجزائر فِي 5 يوليو 1962م، وحاولت فرنسا جاهدة وبمختلف الوسائل السّياسيّة والعسكريّة وأد هذه الثورة الّتي استعصت على فرنسا وتحققّ بذلك قول شاعر الثورة الجزائريّة مفدي زكريا: « أقسمنا بالدماء أنّ تحيا الجزائر ».
وكان أحمَد بن بلّة (1916م – 11 أبريل 2012م)، أو سي حميد، كمَا كان يسميه رفاقه، أحد قادة جبهة التَّحرير «جبهة التَّحرير الوطنيّ الجزائريّة»، أوَّل رئيس للدولة الجزائريّة حينما انتخب فِي 15 سبتمبر 1963م رئيساً للجمهوريّة الجزائريّة الدّيمقراطيّة الشّعبيّة. وقد وصف أحمَد بن بلّة فِي مذكراته الدور الِلّيبيّ، بالمهم والأساسي، وقال إن معارك التَّحرير بدأت بأوَّل قطع سلاح وصلتنا مِن ليبَيا، مشيراً إِلى ذلك فِي صفحـة «96» مِن مذكراته بقوله: “أوَّل قطـع سلاح بدأت بها الثورة الجزائريّة ضدَّ فرنسا كانت أسلحة لّيبيّة خرجت مِن العاصمة طرابلس إِلى غدامس، ومِن غدامس إِلى بسكرة”.
أرفق إِلى حضراتكم ملصقاً مِن ملصقات «لّجنة نصرة الثورة الجزائرية» الّذِي وصلني مِن الصديق الأمين شتيوي، ويُنشر لأوَّل مرَّة.. الملصق الّذِي كان يلصق فِي مداخل المساجد والأسواق والأماكن والميادين العامّة، وعَن طريقه والحملة المصاحبة له تمَّ جمع أموال معتبرة، أو كانت معتبرة فِي وقتها.