مؤتمر برلين حول الازمة الليبية والمألات

مؤتمر برلين حول الازمة الليبية والمألات

أ / عمر علي ابوسعدة

ما بين متفائل ومتشائم اختزل البيان الختامي لمؤتمر برلين بداية الحل للأزمة الليبية ، بوقف اطلاق النار بين اطراف الصراع بمراقبة دولية والتأكيد على الحل السياسي السلمي والتزام جميع الدول الفاعلة والمؤثرة على الازمة الليبية بعدم التدخل في الشئون الداخلية ومنع تدفق السلاح لليبيا ، وتحسين الملف الأمني بتشكيل لجنة عسكرية ( 5+5 ) مكونة من أطراف الصراع ، بالإضافة إلى وثيقة تضمنت ( 55 ) بند لحل الازمة تحال بواسطة المبعوث الدولي ( غسان سلامة ) لمجلس الأمن ، لينبثق منها أربعة قرارات أممية لأنهاء الصراع الليبي .
بتركيز وزخم دولي واقليمي غير مسبوق من الفاعلين الأجانب في الازمة الليبية برعاية أممية على أعلى مستوياتها ، وبمشاركة احدى عشر دولة في أعلى مستوى تمثيل ألمانيا-روسيا-امريكا-بريطانيا-فرنسا-ايطاليا-تركيا-الجزائر-مصر-الامارات العربية-الكونغو برازافيل ، وبحضور اطراف الصراع الداخلي الذين لم يلتقوا وجهاً لوجه في برلين ولم يشاركا حتى في الاجتماعات المباشرة بين الدول الحاضرة ، السيد/ خليفة ابوالقاسم حفتر القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية الذي يحارب بأمر مجلس النواب المنتخب من الشعب الليبي والسيد / فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي المعترف به دولياً ، بناءً على اتفاق الصخيرات الذي وُلد متعثراً برعاية أممية وتعثر عند الواقع والتطبيق وكل ذلك على مبدأ من ليس له موقف من الازمة ليس له مكان لحلها !!؟ ليتجلى عمق الازمة الشائكة والمتباينة لتقاطعات المصالح الخارجية في ظل أوضاع داخلية بالغة السوء والتعقيد عسكرياً وسياسياً واقتصادياً .
فمن الثابت والبديهي أن إي دولة لها مصالح متبادلة مع الدول الأخرى ، بشرط أن لا تمس هذه المصالح الثوابت الوطنية العليا ، كحال جهد وعطاء أي طبقة سياسية راشدة تهتم لكرامة وامن شعبها ووحدة ترابه والحفاظ على موروثه النضالي والثقافي .
-لو توفرت الارادة الصادقة واتفق الفاعلين الأجانب المؤثرين في الأزمة والتزموا بمسارات محددة كبداية لحل الازمة وكفوا عن التدخل الخارجي المباشر ، يعد ذلك انجازاً لمؤتمر برلين يسود الجزء الاصعب من الحل ، ليبقى الشق الاكثر تعقيداً المتجسد في أطراف الصراع الداخلي بين مشروعين يعرفهما القاصي والداني – ففي كل الاحوال والمستجدات وعلى كافة الاوجه والاصعدة يجب أن نتمسك كشعب بالتفاؤل والأمل العريض من ساحلنا إلى كل ذرة من تراب صحرائنا وأن نؤمن أن الوطن سينتصر طال الوقت أو قصر وسوف يرجح ميزان العدل كفة الحق على الباطل لمن شاء ومن أبا .
ويبقى السؤال هل مؤتمر برلين قبس ناراً تُهدي إلى نهايات الظلام أم هو نصف الطريق أو بدايته أم أن برلين لن تفضي إلى شيء – ليظل السؤال قائم ، متى تتجلى ارادتنا الوطنية وكنز موروثنا وتاريخنا لننفض ادران شوائبنا حتى يستقيم لنا الطريق ونودع سنوات البئس العجاف .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :