استطلاع/ بيه خويطر.
باتت قراءة الكتب والصحف الورقية وحب المطالعة عادة مهجورة لدى عامة الناس ، والشباب خاصة، في ظل انتشار وهيمنة وسائل التواصل الإلكترونية الحديثة ، والاستعانة بها في شتى الأمور.
هذا التوجه أصبح يهدد مصير الصحافة الورقية ، وبات نفور الطلبة والشباب من المكتبات واقتنائهم للكتب واضحاً ، حتى بدت ظاهرة اجتماعية تنعكس على شخصية وثقافة جيل بأكمله ، بل أصبحت مشكلة عالمية تواجهها كل الشعوب.
“فسانيا” رصدت في استطلاع رأي كيفية الحد من هذه الظاهرة وعلاجها.
يقول الكاتب أحمد قرين :” لابد أن تتأثر عادات رواد المكتبات والقُراء في ظل انتشار النسخ الإلكترونية ، على اعتبار أنها أكثر تناولاً لدى الجميع لسهولة استخدامها، وقلة تكاليفها ، فانتشار صحافة الموبايل شكلت تهديدا غير مباشر ، باستيلائها على عرش المساحة المخصصة للقراءة الورقية.
ويرى أن من الأسباب الرئيسية للعزوف عن القراءة بشكل عام ، خلل مجموعة القيم في المجتمع من بينها قيمة المعرفة، وعدم اليقين بجدوى القراءة ،ومشاغل اجتماعية ،ومطاردة لقمة العيش.
ويفضل حميمية الورق على برودة الشاشات ، على اعتبار أن الورق كائن ملموس ، تستطيع التعامل معه بشكل مباشر كوضع الخطوط والعلامات عليه وطيّ بعض صفحاته ، حيث يكاد الكتاب أن يكون صديقا ، على عكس الشاشات التي بها شكل من أشكال الجمود.
بينما الطالب بجامعة سبها عرب محمد عوض يفضل القراءة الإلكترونية فيما يخص الأخبار كونها تتمتع ببعض الموضوعية والشفافية أكثر.
وأشار عوض لصحيفة “فسانيا” إلى أنه كثرت المنصات التي تعمل على نشر الكتب والأخبار بشكل إلكتروني موسع، ما أدى إلى ركن النسخ الورقية لدى أغلب المهتمين ، حيث أصبح من السهل جداً توفر الكتب الإلكترونية بينما الورقية تكاد تكون معدومة في بعض المناطق.
وأبدى الإعلامي صالح أبوزهوة رأيه بضرورة ترسيخ أهمية القراءة الورقية بالأخص في الجانب التعليمي بحيث يمكن العمل عليها في المدارس التأسيسية وطرح أفكار جديدة تدعم القراءة الورقية ،وضرورة نشر الثقافة الورقية في المكاتب والمقاهي والمؤسسات بالدولة.
وقالت الناشطة عائشة إنه على الرغم من الانتشار الواسع لصحافة الموبايل وسهولة تداولها، إلا أنه لن تصل النسخ الورقية لدرجة العدم لاسيما أن هناك نشطاء وصناع محتوى على مواقع التواصل الاجتماعي لهم بوادر قوية تجعل من المتابعين يتجهون للقراءة الورقية.
ولفتت عائشة إلى أن الصحافة المطبوعة تتمتع بنكهة خاصة لايتذوقها إلا محبو القراءة.
فيما يقول محمد الترهوني المهتم بالمطالعة :” إن الضرورة تحتم عليك بأن تتجه للقراءة عن طريق الروابط الإلكترونية لعدم وجود بدائل ورقية ، حيث أصبحت المواقع بدائل متوفرة لحل مشكلة العزوف عن القراءة بشكل عام”.
وأشار إلى أن الصحافة الورقية والإلكترونية وجهان لعملة واحدة وكلاهما يكمل الآخر .
ووصف الناشط علي عمر الالتفافية الورقية بالقديمة ، والوصول إليها شاق ومتعب ، بالإضافة أن ثقافة الشعب الليبي محدودة نوعا ما ، وميول البعض للإلكترونية لوجود نوع من التسلية.
واتهمت لطيفة الشريف وزارة الثقافة الليبية بإهمال مكتبات الدولة وعدم مواكبة كل جديد لهذا انعزل القُراء عن قراءة النسخ الورقية ، مشبعين رغباتهم بقراءة الروابط الإلكترونية.
وتابعت : أن الدولة ووزارة التعليم مقصرة في نشر ثقافة الكتابة والقراءة ، زاعمه أن كل ما يحدث في ليبيا بسبب قلة الوعي الثقافي.
وطالبت مديري المدارس بعدم إلغاء الحصص الترفيهية وإبدالها بمواد أساسية ، وتوزيع الكتب مجاناً وقراءة القصص مع الأطفال.
وقال أنور القاضي إنه لايفضل القراءة ولا المطالعة بأي شكل من الأشكال ولا يميل لحب تصفح الأخبار.
وأضاف : بأنه منذ تخرجه عام 2010 لم يتصفح أي كتاب ، وأنه يستخدم الوسائل الإلكترونية للتصفح والتسلية والتواصل مع الآخرين.
وأردفت سعدة المنقوش بأنها تشعر بالملل كلماحاولت تصفح كتاب ، مشيرة إلى أنها لاتثق بروابط الوسائل الإلكترونية خوفا من الاختراقات ، وانتهاك الخصوصية.
وبيّن الناشط أحمد جمعة أنه لا يمكنه الاستغناء عن النسخ الورقية بأي شكل من الأشكال، ولن تهمش الإلكترونات النسخ الورقية.
وتتساءل المحامية نسرين فتحي قائلة : لماذا أمة اقرأ لاتقرأ ؟ لماذا كل هذا التهاون في ترك القراءة؟ من المستفيد من جهل أمة العرب؟ لماذا يتم توفير كل سبل التسلية ولايتم توفير سبل التوعية والتنمية الفكرية؟ مؤكدة على أن مسؤولية نشر ثقافة الاطلاع تقع على عاتق الكُتاب والمثقفين.
وكشف استطلاع للرأي أجرته شركة “ياهو” للأبحاث، أن ربع سكان العالم العربي، نادرا ما يقرؤون كتبا، ويحتل الكتاب في غوغل المرتبة الـ 153 من بين الاهتمامات العربية، وتعتبر كتب التنجيم هي ثاني أكثر الكتب قراءة في الوطن العربي.
ووفقا لدراسات التنمية الصادرة عن مؤسسة الفكر العربي في القاهرة، فإن معدل القراءة في العالم العربي لا يتجاوز 4 بالمئة من معدل القراءة في إنكلترا على سبيل المثال.