مهرجان دوز مدينة السجنجل فنا ومسرحا وثقافة وشعرا وصحراء وتمرا

  مهرجان دوز مدينة السجنجل فنا ومسرحا وثقافة وشعرا وصحراء وتمرا

  • تونس خاص : متابعة نيفين الهوني تصوير الهادي المرزوقي

دورة محمد كدوس إلغاءات وإضافات دعما للقضية الفلسطينية

اختتمت الأيام القليلة الماضية تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية وبتنظيم فرقة بلدية دوز للتمثيل وبالشراكة مع إدارة الفنون الركحية بالوزارة الدورة 17 من مهرجان دوز العربي للفن الرابعدورة المرحوم محمد كدوس” والتي ضمت خلال فعالياتها توقيع كتاب محمد كدوس الذي يحمل عنوان “ذاكرة المسرح التونسي: فنون في حضرة رابع الفنون وقد بدء اختتام المهرجان الذي ألغيت فيه المراسم الاحتفالية تضامنا مع غزة وخصصت كل أرباح عروضه وعائدها لدعم القضية الفلسطينية وذلك تحت إشراف الهلال الاحمر التونسي بتكريم مجموعة من الشخصيات الهامة والفاعلة والداعمة للمهرجان وهم الهلال الاحمر التونسي الفنان السبتي  اليعقوبي المشرف على معرض الفنون التشكيلية والمصور الفنان الهادي المرزوقي المشرف على مواكبة المهرجان فوتوغرافيا ومرئيا الكاتب العام لبلدية دوز والمندوب الجهوي للشؤون الثقافية بدوز والمندوب الجهوي للأسرة والطفولة والمرأة بدوز ومدير المركز المدمج بدوز والذي تبنى طيلة أيام المهرجان المعرض التشكيلي  للفنان السبتي اليعقوبي كما ضم ورشة تكوينية أطّرها الاستاذ الفنان والمخرج المسرحي أنور الشعافي و ذلك في اطار الشراكة بين المركز المندمج للشباب والطفولة بدوز و فرقة بلدية دوز للتمثيل على اثر التكريم تم عرض مسرحية ” ولد البرط” للمركز الثقافي يوغرطة الكاف، نص زينة مساهلي ، دراماتورجيا واخراج عادل الخماسي تمثيل  فاطمة السندي وسيف الدين الشارني والتي أسدلت الستار على أياما قضيناها في ربوع دوز المحبة والفرح لنعود منها محملين بباقات من حنين و احتضان ولأن الصحراء لا تنبت العشب فقط لكنها تنبت الاخلاق والقيم فقد كان سكان دوز هم نبت تلك الأرض الخصبة بكل جمال الكون في ضيافة مهرجان (المدينة السجنجل) بأهلها وناسها ورمالها وتمورها الذهبية .

نور الدين بالطيب ذاكرة المسرح التونسي: فنون في حضرة رابع الفنون

وانطلقت فعاليات المهرجان في دار المسرح والفنون دوز بحضور كريم زاخر ونوعي من أهل المدينة والمدن المجاورة مع لفيف من الاعلاميين والصحافيين والضيوف من العرب والتونسيين وعلى رأسهم كريمته وحفيديه في جلسة ضمت مدير المهرجان الفنان المسرحي عبد الناصر عبد الدايم وبدأت بمداخلة للباحث جلال الشعينبي عن فرقة دوز ودورها في تاريخ المسرح التونسي العريق ثم مداخلة للشاعر والصحافي نور الدين بالطيب حيث قدم كتابه حول محمد كدوس(1942-2023) بحضور عائلته والتي جاءت خصيصا لحضور التكريم واستلام الشهادة والدرع ونسخا عن الكتاب والذي أرخ لمسيرة محمد مكدوس الفنية الزاخرة بالعطاء وقد تحدث الصحافي والشاعر نور الدين بالطيب عن تقدمة الكتاب مستهلا كلماته بالسبب الذي اختار من أجله الاستاذ الراحل محمد كدوس ليكون موضوعا للكتاب ارتباطه اساسا بمسرح الهواة بشكل عام وبفرقة بلدية دوز للتمثيل بشكل خاص ومهرجانها العربي للفن الرابع وأستأنف حديثه بقد كان محمد كدوس طيلة عمله في ادارة المسرح في ادارة الثقافة مساندا لفرقتنا ومشجعا لها ومذللا لكل الصعوبات الادارية التي تعترضنا وكان هذا دأبه مع كل المسرحيين وخاصة مع جمعيات مسرح الهواة التي كان بمثابة محاميها لدى الوزارة والحقيقة لم أجد أي صعوبة لأني وجدت كل التسهيلات من كريماته اذ مدتني العائلة بالأرشيف كما تبنت العائلة كريماته الثلاث طباعة الكتاب الذي طبع على نفقتهن مع مساهمة لوجستية لدار اخريف للنشر التي أشرفت على طباعة هذا الكتاب وهذا الكتاب ليس الاول في سلسلة الكتب في مسيرتي فقد سبق أن أصدرت كتابا عن المسرحي عبدالعزيز المحرزي متعه الله بالصحة وأطال عمره كما أصدرت كتابا في ذات السياق عن المخرج التلفزيوني والسنيمائي محمد الهمامي  والذي كان من الجيل الاول من المخرجين للتلفزة التونسية وكذلك أصدرت كتابا عن المرحوم المسرحي صالح ميلاد قبل حوالي 15 عاما وكذلك فعلت الامر نفسه مع المسرحي الجيلاني اكبير رحمه الله  وايضا سبق ان اصدرت كتابا عن  حسن مرزوق وهو من المناضلين التونسيين الذين تطوعوا للقتال في فلسطين سنة 48 ثم من ابطال الحركة الوطنية في تونس ومن ابطال معركة الجلاء في بنزرت سنة 62 وكان من مؤسسي جهاز الحرس الوطني وقد اصدرت هذا الكتاب في طبعة أولى سنة 2009 وفي طبعة ثانية سنة 2018 فأنا مسكون بالذاكرة ومسكون بالتوثيق وارى انه لابد من تكريم المبدعين واعادة الاعتبار لهم في حياتهم وليس بعد مماتهم بالنسبة للدورة ال17 للمهرجان شخصيا كأحد مؤسسي المهرجان واحد المساهمين في تنظيمه راض عنها لأكثر من سبب السبب الأول أنها تمت في ظروف صعبة سياسيا فالكل مشغول بالمجزرة التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني وبالتالي هنا ظروف نفسية خاصة ان منطقتنا منطقة دوز ومنطقة الجنوب بشكل عام معروفة بحساسيتها تجاه القضية الفلسطينية منذ ان بدأت المحنة الفلسطينية وللأسف لم نحصل الى حد الان على أي دعم مالي من وزارة الثقافة ونرجو أن يتم هذا في الايام القادمة إن شاء الله باستثناء العروض التي ساعدتنا بها الوزارة وهي عروض مدعوة من الوزارة ونشكرها على هذا ولكن نحن نتطلع إلى أن يكون هناك دعم أكبر حتى نسدد به مصاريف المهرجان وتكلفته وبالتالي كانت دورة تحدي خاصة أننا لم نتمكن العام الماضي من تنظيم المهرجان وأرجو أن تنتهي هذه الفترة الصعبة وأن يعود المهرجان إلى ألقه وتألقه بعدما اضطررنا هذا العام إلى حذف الندوة الفكرية بسبب غياب الدعم كما تم إلغاء الجانب الاحتفالي تضامنا مع الشعب الفلسطيني الشقيق 

تكريمات ودروع وشهائد تقدير وامتنان

أقيم ضمن المهرجان وقبيل بدء العروض حفل تكريم لعائلة المرحوم محمد كدوس بحضور حفيديه وكريمته و للأستاذ لطفي بوعلي و للفنان الليبي الصادق قصيعة و الفنان الليبي بوبكر تركية حيث صرحا بعد التكريم لصحيفة فسانيا بقولهما :

الفنان بوبكر محمد تركية مدير مدرسة عبدالمنعم رياض ومدير الشؤون الادارية بفرقة هواة التمثيل بدرنة

اولا وقبل كل شيء أترحم على شهداء مدينة درنة جراء الفيضان الذي اجتاح المدينة وراح ضحيته أكثر من 40 ألف شهيد الامر الذي خيم بالحزن على المدينة. أما بالنسبة لشعوري اثناء تكريمي فكان شعورا رائعا وحاولت أن ألقي كلمة أعبر فيها عن شعوري بهذا التكريم وأشكر مهرجان دوز إدارة وفنانينا وجمهورا ثم فجأة تذكرت ما حدث في درنة  وأنا على خشبة المسرح ولم أعد أرى الجمهور امامي فقد استحضرت ذاكرتي تلك المشاهد التي شاهدتها بمدينة درنة من جثث اطفال ونساء ورجال والدمار الشامل للمباني والعمارات الضخمة والتي سحبها السد بالكامل الى أعماق البحر تلعثمت الكلمات وقاربت على البكاء فلم يكن مني الا أن اطلب من الجميع الترحم وقراءة سورة الفاتحة والوقوف دقيقة حداد على الشهداء. كما أعلمك أن هذه الزيارة ليست الاولى انما هي الزيارة السابعة على ما أذكر وهذا لتعلقي بهذه المدينة الرائعة بفنانيها وجمهورها العاشق للمسرح وما يقدم من أعمال تصل الي الاحترافية وحسن تنظيم. أما بالنسبة لجديدي لا يوجد أعمال جديدة على الاقل في الوقت القريب لما تمر به مدينة درنة من صدمة اثر ما حل بها. أما عن الاعمال ما قبل الكارثة قدمت للتلفزيون ثلاث  مسلسلات رمضانيه بثت في شهر رمضان المبارك  .

وأضاف الفنان الليبي الصادق قصيعة :

مرحبا أستاذة بخصوص تكريمنا  بكل السرور تحصلت على تكريم من فرقة بلدية  دوز  للمسرح في تونس الشقيقة من خلال دورة مهرجان الفن الرابع النسخة السابعة عشر دورة الاستاذ محمد كدوس كرمت من هذه الفرقة وانا الفنان الليبي الذي أنشط في مجال المسرح وخصوصا مسرح وثقافة الطفل صعدت المنصة لأجد في استقبالي لتكريمي السيد المندوب الجهوي للثقافة  و السيد معتمد بلدية دوز وأصدقائي السيد مدير المهرجان الناصر عبد الدائم وصديقي الفنان الراقي السيد منصور الصغير مدير فرقة بلدية دوز للمسرح والفنان توفيق الصغير شعور قلما أشعر به الا عندما أكون في المكان الصحيح وهو فوق ركح المسرح وكان  هذا الشعور هو الثقة بالنفس وأنا فخور أيضا بأنني فعلا فنان مسرحي حينها أيقنت أن السنوات الطويلة التي قضيتها بين القلم و الخشبة لم تضيع سدا فهناك نفوس جميلة واثقة تعرف من تكرم وهذا التكريم هو  وسام علي صدري و محبتهم  توجت بتكريم الذي هو تاج على رأسي من أهل دوز وفرقتها المسرحية الموقرة ( دوز يا منارة المسرح ..وقلعة الشعور الراقي النبيل والتألق…وقبلة الفنانين والمبدعين) اللهم احفظ دوز وأهلها  بالنسبة لجديدي جاري العمل على عملين مسرحيتين تربويتين لأطفال للمرحلة الابتدائية من كتاباتي وإخراجي مع مساعدة معلمات المدرسة في التنفيذ وبالنسبة للتلفزيون العمل جاري في مشاركة بمنوعة رمضانية بعنوان مثلث مرمودة .وهنالك تحضيرات في برامج  أخرى. شكرا

عروض مسرحية تراجيدي وكوميدي للكبار والصغار

وعلى أثر الجلسة الافتتاحية انطلقت العروض المسرحية والتي ضمت عروضا مختلفة من مدن عديدة وعرضا ليبيا لفرقة مدينة درنة تم الاعتذار عنه بسبب الأحداث الكارثية الأخيرة في المدينة وأول العروض كان عرض غبيش لجمعية النهوض المسرحي بجربة، دراماتورجيا واخراج  مفتاح بوكريع ، تمثيل  شكري بن حدادة وسمير حاجي و الأسعد المليتي ثم عرض ” partiro  ” لجمعية ميميزا تازركة ، كوميديا لأيمن الطهاري ، تمثيل: كمال شوشان وأمير بلحاج وأمان الله باني و أيوب بن عثمان بالإضافة إلى عروض الأطفال والتي ضمت عرض أحبك مدرستي فضاء مينارفا سبيطلة مدرسة ابن عرفة دوز و عرض احك يا جدي” نص البشير المناعي اخراج فيصل بالطاهر، تمثيل كمال زهيو ومحمد بلحاج وأمل بجاوي في ساحة مدرسة العوينة دوز1 

وفي تصريح خاص لصحيفة فسانيا قال الممثل المسرحي محمد بالحاج عضو هيئة مديرة لمهرجان دوز العربي للفن الرابع مسؤول عن الإعلام والاشهار

لقد  شاركت بعمل مسرحي موجه للأطفال بعنوان “احكي يا جدي ” إنتاج شركة تاقل موست للفنون نص الأستاذ البشير المناعي إخراج الأستاذ فيصل بالطاهر ..أداء الممثل والمخرج المسرحي كمال زهيو والممثلة المسرحية أمل البجاوي والممثل المسرحي  محمد بالحاج  هي مسرحية ناطقة  بالعربية الفصحي تؤسس لصفة وقيمة مهمة يتعلم منها الطفل معنى الصداقة والإخاء والصدق والوفاء حيث تدور أحداث القصة بين صديقين حميمين هما ثور ابيض وثور أسود كانا يعيشان في أمن وحب دائم لكن تسلل إليهما الطمع والحسد في شخصية الثعلب الماكر واستطاع أن يفرق بينها بل ويقضي عليهما عندما كذب عليهما وزج بهما الي وحش الغابة الذي لا يفترس الا من كان وحده دون خلٍ وفيٍ او صديق صدوق وبالتالي هي رسالة للأطفال بقيمة الصداقة والوفاء والتعاون للعيش والتواصل مع الآخرين بكل حب وسلام لا أن ينساقوا إلي هدم القيم النبيلة وعواقبه الوخيمة وعن مشاريعه المستقبلية أضاف المشاريع المستقبلية ستكون زيادة وتطوير العمل المسرحي ككل بمشاركات في أعمال جديدة مع فرقة بلدية دوز للتمثيل وشركة تاقل موست وأيضا تأثيث عديد التظاهرات الثقافية بالجهة مثل المهرجان الدولي للصحراء بدوز كمنشط في ساحة المهرجان والسهرات الفنية أيضا تنشيط في المدارس ورياض الأطفال وإنتاج اعمال مسرحية جديدة خاصة الموجهة للطفل باعتبار طبيعة عملي كمنشط ومسرحي في نادي الاطفال والواحة دوز وانتمائي لفرقة بلدية دوز للتمثيل.

(نحنا جينا وسهرة الشعر الشعبي منا فينا)

واستمرار لدعم غزة واشراكا لفن آخر من الفنون التي تزخر بها دوز اقيمت أمسية الشعر الشعبي تحت عنوان منا فينا والتي شارك فيها 14 شاعرا من أجيال وأعمار مختلفة في تناغم وتواصلا لحملة المشعل ومكملي مسيرة الرواد في الشعر الشعبي وهم  بلقاسم عبداللطيف محمد اللملوح باللطيف. طاهر نبيخة. محمد ضو رضا عبداللطيف. منير بننصر. ناصر عون. طاهر لطوفة. لمجد بنمنصور. علي بنناجي. ناصر الشايب. توفيق الصغير. والاطفال إيلاف بن ناجي. علي أيوب علي لسود. تميم لطوفة. محمد ياسين بنعون وصاحب الفكرة ومنسق العمل الشاعر ايوب علي لسود حيث ألقوا نصوصا حملت أفكارا ومضامين ورسائل وكلمات حماسية تدعم القضية وتؤازر الأشقاء في الدم والعروبة الفلسطينيين ولاقت نجاحا لافتا للنظر واقبالا منقطع النظير وفي تصريح خاص

 للشاعر التونسي أيوب لاسود صاحب ومنسق أمسية منا فينا قال:

 الفكرة موجودة لدي  منذ وقت طويل وذلك على للثقل النوعي والعددي لشعراء دوز على المستوى الوطني ولكن جرت العادة أن تكون لقاءاتهم مع الجمهور من باب العكاظيات في المهرجانات وخاصة مهرجان الصحراء الدولي بدوز ولم تكن بالعدد الكافي و رب ضارة نافعة فحين سمعت أن مهرجان الفن الرابع بدوز في دورته السابعة عشر لم يحظى بالدعم وقد كانت مبرمجة من ضمن فقراته فقرة فنون في حضرة رابع الفنون اقترحت على الفنان منصور الصغير وباقي الأعضاء الفكرة ثم على بقية الشعراء وقد أبدوا كلهم تجاوب كبير جدا وكانت فكرة منّا فينا وكل العمل والتنسيق مع الشعراء وما سيقدمونه ثم طرأت الأحداث في غزة فأحدثنا تغيرات طفيفة على المحتوى ولكن عموما كان الامر ملهما ومشاهد كبار الشعراء بهذا العدد في سهرة واحدة لم يحدث سابقا وأكثر من جيل يعلن الاستمرارية والثبات  وهي رسالة واضحة لأكثر من طرف بأن الشعر والشعراء بخير و الشعراء المشاركين  هم. بلقاسم عبداللطيف محمد اللملوح باللطيف. طاهر نبيخة. محمد ضو رضا عبداللطيف. منير بننصر. ناصر عون. طاهر لطوفة. لمجد بنمنصور. علي بنناجي. ناصر الشايب. توفيق الصغير. والاطفال إيلاف بن ناجي. علي أيوب علي لسود. تميم لطوفة. محمد ياسين بنعون وصاحب الفكرة ومنسق العمل الشاعر ايوب علي لسود ويسعدني نجاح العمل وسنسعى إلى تطويره والحضور به في مناسبات أخرى. والاكيد فقرة الشعر دائما داعمة لمهرجان المسرح

وفي ذات السياق اضاف :

الشاعر علي بنناجي أحد المشاركين في الأمسية التضامنية لغزة منا وفينا :

أن تكون شاعرا فذلك شيء جميل ..أن تكون شاعرا من مدينة ك دوز فذلك شيء ممتع ..أن تكون شاعرا و تكون ضمن النخبة التي مدت يد الشعر للمسرح في أمسية شعرية اطلق عليها اسم منا فينا ضمن فعاليات مهرجان دوز العربي للمسرح فذلك شرف صعب المنال .. و جمال ما بعده جمال و علو لا تطاله الا رؤوس الجبال ..منا فينا  ليست مجرد سهرة اجتمع فيه الشعراء ليقولوا كلاما متناسقا جميلا ..منا فينا هي فزعة الشعر لنداء المسرح .. و هي فزعة أبناء الركح لأبناء الركح ..هي فزعة الوالد لابنه أو الأبن لوالده.. الم يكن المسرح في البداية شعرا.. و ألم يكن الشعر في البداية ممسرحا ..منا فينا هي لقاء الكبار في حضرة الكبير  ..منا فينا هي الحقيقة حين تتعرى لتقول اننا واحد ..هي لحظة المصالحة و بداية البناء  ..لست مضطرا لان احبك و لكني مضطر لان أقف احتراما لما تقول ..منا فينا هي اللحظة التي تعرف من خلالها أن الجمال في الاختلاف .. و أن الكمال لا يبلغه فرد و لكن تبلغه مجموعة ترسم صورة أبهى ..أن تكون هناك على الركح حين تقام سهرة منا فينا .. يعني أنك كنت حيث يجب أن تكون .. يعني أنك من ضمن القطع التي تكتمل الصورة بها .. يعني أنك وقفت حين يجب على البقية الجلوس ..يعني أنك وضعت كفك مع باقي الكفوف و حرفك مع باقي الحروف .. لتفتح روشنا في سقف مظلم تدخل منه الشمس ..لكل شيء البداية و للبدايات شرف لا يعرفه الا قلة .. قلة قرروا ان أمرهم شورى بينهم.. يعني “” منهم فيهم

وقد ألقيت قصيدة عن دوز أنا وأبن اخي اليافع قلت في مطلع

كل المداين مدايـــــــــن         إلا دوز روح بجســــــدها

تزيان لا عاد بــــايــــن         و تحزن لدمعـة ولـــــــدها

و تشيل نصف المحايـن        عن كتف منهو ڨصــــــدها

وأستمررا للحديث عن هذه الأمسية التي نالت رضاء واستحسان الجميع ولاقت اقبالا من جمهور دوز المحب للشعر والمتضامن مع القضية الام فلسطين

 قال الشاعر والتقني توفيق الصغير :

مشاركتي كانت في الأساس تأمين الجانب التقني (هندسة صوت و اضاءة ) وأيضا شاركت في أمسية منا وفينا بقصيد عرب العز

فزعوا لوهام الغدّاده ……………………….وبلّغ يا ربي المقصود

ودحروه الغازي فحماده……………………….وولى المسّلف مردود

منين كثّح وضبح زناده ……………………….ظهر منهو وفّاي عهود

وردّوها من حد رماده……………………….ورجعوا لافيهم مفقود

ظرب طبل الفزّاع تقادى……………………….يفيّق في النيّام رقود

وزغرت يا ريم الشّراده……………………….ونخّي يا ام قطاطي سود

وهاهي مازالت ولاّده……………………….لرض الحرة تجيب صيود

اصحاب عفّه ومبدأ وايراده……………………….”أبّادي ولبّاسين جرود”*

وهذه الدورة كانت بمثابة التحدي في غياب الدعم و كذلك بلاغ وزارة الثقافة حول إلغاء المظاهر الاحتفالية الا أن عزم هيئة المهرجان على اقامته كان أقوى و وضفناه لخدمة القضية الفلسطينية محتوا  ومدخولا و قد حققت الدورة ما رسم لها و هكذا نكون قد ساهمنا بقدر و لو بسيط في شد ازر اخوتنا في غزة

ومسك الختام وفوح المكان وبوح الأنام كان مع تصريحات حصرية لكل من  هناك كان :

الفنان منصور الصغير رئيس فرقة بلدية دوز للمسرح

بسم الله الرحمن الرحيم …أولا كان المخاض صعبا لإقامة الدورة 17 من مهرجان دوز العربي للفن الرابع لعدة اعتبارات أولها انعدام الدعم الى حدود هذه اللحظة رغم اننا قد تقدمنا بملفات طلب الدعم منذ شهر يناير و لكن الصعوبات المادية طالت الجميع و مازلنا نأمل في الحصول على بعض الدعم لسداد الديون المتراكمة و قد بادرت فرقة بلدية دوز للتمثيل بسداد البعض منها مساهمة في تمويل المهرجان و كان لسان حالنا يقول جاد الفقير بما عنده وانطلق المهرجان يوم الاحد 29 من شهر اكتوبر بمداخلة من طرف الاستاذ جلال الشعينبي ..فرقة بلدية دوز نموذجا …ثم تقديم كتاب محمد كدوس ذاكرة المسرح التونسي و قد اشرف على انجازه الصحفي القدير ابن الجمعية الاستاذ نورالدين بالطيب بمناسبة تكريم المرحوم الذي تحمل الدورة اسمه وبعد ذلك ليلا حفل تكريم عائلة المرحوم محمد كدوس و الاستاذ لطفي بوعلي و الفنان الليبي الصادق قصيعة و مدينة درنة الزاهرة في شخص ابن فرقة هواة التمثيل بدرنة الفنان بوبكر تركية ..اثر ذلك انطلق العرض الاول …غبيش… من جربة اليوم الثاني انطلق المخيم العربي للتربصات تحت اشراف الفنان أنور الشعافي …في الدراما الجديدة و افتتاح معرض الفنون التشكيلية للفنان السبتي اليعقوبي….في المساء عرض مسرحية ..بارتيرو…من تازركة …اليوم الثالث مواصلة المعرض و التربص و السهرة الحدث ..سهرة منا فينا…و ضمت مجموعة من شعراء المرازيق مساندة لفرقة بلدية دوز و فلسطين الحبيبة…اليوم الرابع اختتام التربص و تكريم المشاركين و اختتام معرض الفنون التشكيلية…في المساء تكريم ثلة من داعمي هذه الدورة و العرض المسرحي… ولد البرط… من  الكاف و اختتام الدورة دون ان ننسى عروض مسرح الطفل بالمدارس الابتدائية بمدينة دوز نحن سعداء أننا أقمنا الدورة رغم الاوضاع العالمية و ما يحصل بغزة فاستغنينا على كل ما هو احتفالي كالكرنفال الكبير الذي يجول بأطراف المدينة في اليوم الاول و كذلك الحفل الموسيقي الضخم الذي كان مبرمجا خلال ليالي المهرجان مع التنسيق مع الهلال الاحمر التونسي بالإشراف على قبض مداخيل العروض و وضعها لدعم اشقائنا في فلسطين….نستطيع ان نقول ان المهرجان حقق البعض من اهدافه رغم الظروف المحيطة و انعدام الدعم و ذلك من خلال محاولة الوصول لأكثر عدد ممكن من الجمهور و نطمح ان نحقق كل اهدافنا في قادم الايام وسنتفرغ بعد اخذ قسط من الراحة الى انتاج عملنا الجديد ..شامخة…نص الشاعر الكبير بشير عبدالعظيم و اخراج منصور الصغير بمشاركة كل اعضاء فرقة بلدية دوز للتمثيل ..على مستوى التجسيد و التقنية

والفنان عبد الناصر بنعبد الدائم مدير الدورة 17 لمهرجان دوز العربي للفن الرابع/تونس

قال عن هذه الدورة وعن تأجيلها والظروف التي احاطت بانطلاقها : كان من المقرر ان تنطلق الدورة 17 لمهرجان دوز العربي للفن الرابع (دورة الفنان محمد كدوس) يوم غد الخميس 12 أكتوبر 2023 الى غاية الاثنين 17 اكتوبر ..ورغم الصعوبات وقلة الامكانيات ،فقد سعت الهيئة المنظمة للدورة لتوفير كل عوامل نجاحها بمشاركة تونسية وعربية رغم تقلصها هذا العام للأسباب سابقة الذكر.. وكان في البرنامج عروض مسرحية تونسية للأطفال وللكهول وأخرى ليبية وجزائرية واماراتية(وقد اعتذرت الفرقة الليبية بسبب فيضان درنة نسأل الله ان يرحم المفقودين و يجبر حال الباقين) كما اعتذر اشقاؤنا من الجزائر بسبب التزامات تصوير سينمائي لبعض الممثلين ..مع إقامة تربص في مسرح الطفل وسيؤطره الفنان الاستاذ أنور الشعافي.. والجديد خلال هذه الدورة اضافة الى المناشط المسرحية هو برنامج مواز ثري اسميناه “فنون ..في حضرة رابع الفنون”.. كنا نرمي من خلاله الى تشريك بقية الفنون في محفل مسرحي ..فقد برمجنا سهرة للشعر الشعبي بعنوان (منا ..فينا) لثلة من ابرز فحول القافية ،وسهرة للموسيقى لفرقة “نهاوند”، ومعرض للفنون التشكيلية للفنان سبتي اليعقوبي، وعروض للفون الشعبية لفرقة “النجوم الخمسة”، وحفل توقيع كتاب “محمد كدوس ..ذاكرة المسرح التونسي” للكاتب الصحفي نورالدين بالطيب.. فاستدعينا الموسيقى والشعر والكتاب والفن الشعبي في ضيافة “المسرح ابو الفنون”.. ولكن وبعد ما جدّ من احداث قتل وتدمير على الشعب الفلسطيني الاعزل، ونحن متضامنون مع ابناء شعبنا الفلسطيني الذى نشاركه العرق والدين واللغة والمحنة، وتبعا لقرار وزارة الثقافة التونسية  بإيقاف كل الانشطة الثقافية الى اشعار آخر، لذلك تقرر في البداية تأجيل الدورة الى فترة لاحقة ومن ثم انطلقت الدورة بحضوركم الايام الماضية كما رأيتم أما بخصوص عرض أحكي يا جدي فقد حدثنا بالتفصيل عن البدايات مضيفا : افتتحت المدرسة الابتدائية العوينة .1. في مدينة دوز يوم  01 أكتوبر 1987..وكان انتقالي اليها (انا المربي عبدالناصر بن عبدالدائم) في اكتوبر 1989 .. وانا الذي التحقت بسلك التعليم  في مدرسة الهدى بالفوار ثم مدرسة غيدمة ومنها الى العوينة .1.  وقد اخترتها او كان حظي مواتيا  لقربها من مقر سكناي بحي اولاد عمر من منطقة العوينة بمدينة دوز ..حضرت على هذه المدرسة لما كنت في عز شبابي وقد كان بها 3 قاعات تدريس و120 تلميذا مع افتقارها لسور يحفظها ولكثير من الاساسيات الضرورية للعمل .. تابعت تطورها وساهمت فيه وغرست اصول نخيلها الذي اصبح اليوم شامخا  والفضل لله.. فهي اليوم تعدّ اكثر من 550 تلميذا و30 مدرّسا و10 قاعات للتدريس ،وهي ايضا مدرسة رائدة بفضل جهود  ادارتها وبجهد المربيات المربين  العاملين بها.. فقد تميزت بنجاح تلاميذها واحتلّت المرتبة الاولى في ولاية قبلي بأعلى نسبة نجاح سنة 2023 في مناظرة الارتقاء للمدارس الاعدادية النموذجية من بين اكثر من 128 مدرسة ابتدائية ..وللأمانة كنت شخصيا حريصا  اقناع المديرين المتعاقبين على إدارة المدرسة وعلى قيمة الثقافة ودورها في صقل ملكة الطفل بإنجاز انشطة رياضية وثقافية طوال سنوات عملي بها و بإقناع زملائي وتأطيرهم ومساعدتهم  (هي اعمال تنجز تطوّعا وخارج اوقات الدوام)..والحمد لله للمدرسة اسم يقرأ له الف حساب في المسابقات الوطنية رياضيا (في العدو والقفز ورمي الجلة ..)وثقافيا (نادي المسرح ونادي الكورال والغناء..) وعلميا (نادي الابتكارات ونادي الثقافة الرقمية) وكانت  يصدر بها ايضا مجلّة “براعم” الشهرية والتي كان يؤثثها التلاميذ ببحوث ومحاولات كتابة وشعر ومسابقات….ورغم ضعف الامكانيات وشحّ الموارد فقد حرصت وبحماس ووقفة حازمة من السيد مدير المدرسة على إنشاء قاعة صغيرة  بجوار القسم التحضيري اسميناها “فضاء المسرح والحكاية” بها مسرح خيال الظل وفضاء لممارسة الانشطة المسرحية بمختلف تقنياتها (مسرح كلاسيكي/مسرح الدمى/مسرح خيال الظل/.ورشات لصنع الاقنعة والمستلزمات المسرحية..)وكان ذلك سنة 2020..ولعل نجاح  هذه الفكرة وتفاعل الاطفال معها ايجابيا في الانتاج والمشاهدة ،وقد رسّخنا لديهم تقاليد الفرجة والنقاش و الفكر النقدي البناء. فلم نجد بدّا من ان نتابع الحلم بتأسيس ركح فنّي في قلب ساحة المدرسة ، به كواليس وكل المواصفات التقنية  لتقديم عروض فنية متنوعة. وهذا لا يوجد في كل انحاء الولاية خصوصا في حجمه (9متر في  7متر) ..فاصبح الاطفال ومعلميهم يستغلونه يوميا في الانشطة الثقافية خلال فترات الراحة بين الحصص باقتراح الاغاني والشعر والمعرفة والمواقف المسرحية …كما اننا نلتقط الفرص كلما اتيحت لإمتاع اطفالنا بعروض غنائية والعاب سحرية وامسيات تنشيطية ومسرحية وشعرية بالشراكة مع المؤسسات المعنية بالطفولة مثل نوادي الاطفال ودار الشباب والكشافة التونسية ومهرجان المسرح ومهرجان الصحراء ومهرجان الطفل …فقد ربحنا من هذه الانشطة مثلا ان اكتشفنا مواهب من مدرسة العوينة .1. نذكر منهم : معين كريّم (عازف اورغ)/ عماد بنناجي (ممثل بفرقة بلدية دوز للتمثيل)/ احمد بنناجي (تقني انارة وصوت بفرقة بلدية دوز)/هادية عبيد (ممثلة محترفة بتونس العاصمة  حاليا وبفرقة بلدية دوز للتمثيل سابقا)/ياسر بنناجي (عازف اورغ)/ وليد وليدة (بطل رياضي)شيماء صميدة (رياضية).. لا ادّعي انني قمت بكل هذا لوحدي ..ابدا ..فالمسيرة امتدت على طول اكثر من ثلاثة عقود ،وشركائي فيها كثير من المديرين والمربيات والمربين والاعوان وكذلك كثير من الاولياء بتشجيعهم وحماسهم ..وبالمناسبة هي فرصة لأشكرهم  جميعا فهم السند والشريك فيما وصلنا اليه ،وانا اليوم على مشارف التقاعد ، ولكن ستظلّ هذه المدرسة قطعة من قلبي ، وكل تلاميذها ابنائي وبناتي ،وسأخدمها من خارج اسوارها كما خدمتها وانا تحت سقفها وهذا اراه واجبي ودوري. ولكل من ساهم في رفع رايتها باعتبارها بيت علم وثقافة واخلاق اقول.. دمتم ودام عطاؤكم ..و”انما الانسان أثر بعده” عاشت المعرفة وعاش التعليم  وعاشت الثقافة وسيلة للتعلم والرقيّ بالإنسان .. مع خالص دعواتنا للشعب الفلسطيني بالنصر والعزة ..

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :