ما يحدث في فلسطين؟

ما يحدث في فلسطين؟

سليمان منصور

فلسطين تشهد منذ أسابيع تصعيدا عنيفا بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، الذي شن حربا على قطاع غزة وحملة اعتقالات وقمع في الضفة الغربية والقدس. هذه الحرب أسفرت عن مقتل وجرح المئات من الفلسطينيين وجنود الإحتلال الإسائيلي، وتدمير البنية التحتية والمنشآت المدنية في غزة، وإثارة حالة من الغضب والتضامن في العالم العربي والإسلامي والدولي.

أسباب التصعيد

التصعيد الحالي بدأ بعد محاولات الاحتلال الإسرائيلي لإخلاء عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، بهدف استبدالهم بمستوطنين يهود. هذه المحاولات أثارت احتجاجات شعبية في القدس، تصدى لها جنود وشرطة الاحتلال بالقوة والعنف، مستخدمين قنابل الغاز والصوت والرصاص المطاطي. كما اقتحمت قوات الاحتلال باستمرار المسجد الأقصى، ثالث أقدس مكان للمسلمين، وأخلته من المصلين وأطلقت عليهم قنابل صوتية.
هذه الانتهاكات دفعت حركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، إطلاق صواريخ على الكيان الإسرائيلي، ردا على “جرائمها” في القدس. 
ردت قوات الإحتلال بشن حملة عسكرية شاملة على غزة، باستخدام طائرات حربية ومروحية وفرقات برية وبحرية. هذه الحملة استهدفت مواقع لحماس والجهاد الإسلامي، كبرى فصائل المقاومة في غزة، بالإضافة إلى مبان سكنية وإعلامية وصحية.

تأثيرات التصعيد

التصعيد الأخير أثار ردود فعل مختلفة في المجتمع الدولي. بعض الدول أدانت “العنف من كلا الجانبين” ودعت إلى “وقف إطلاق النار” و”إحياء عملية السلام”. بعضها أبدى تضامنه مع إسرائيل وحقها في “الدفاع عن نفسها” ضد “الإرهاب”. وبعضها أظهر دعمه للقضية الفلسطينية وحقها في “الحرية” و”الاستقلال” و”العودة”.
كما شهدت العديد من الدول تظاهرات حاشدة للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على غزة والقدس، وللتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني. هذه التظاهرات شملت دولا عربية وإسلامية وأوروبية وأمريكية، وشارك فيها مواطنون من مختلف الأديان والأعراق والأفكار. كما شاركت فيها شخصيات سياسية وفنية ورياضية معروفة.

توقعات المستقبل

لا يزال التصعيد مستمرا بين فلسطين والإحتلال الإسائيلي، دون أن يبدو أن هناك حلول سياسية أو دبلوماسية قريبة. الأمم المتحدة حذرت من أن الوضع يمكن أن يتحول إلى “حرب واسعة النطاق”، إذا لم يتم التدخل لوقف التصعيد. بعض المحللين يرون أن هذه الحرب تشكل فرصة لإعادة تفعيل الجهود الدولية لإيجاد حل عادل للصراع ، بناء على حل الدولتين. وبعضهم يعتبر أن هذه الحرب تؤكد فشل هذا الحل، وضرورة البحث عن بدائل أخرى.

خاتمة

فلسطين تشهد تصعيدا خطيرا في مواجهتها مع الإحتلال الإسائيلي، بسبب محاولات الأخيرة للاستيلاء على المزيد من الأراضي والمقدسات في القدس. هذا التصعيد أثار ردود فعل متباينة في المجتمع الدولي، بين مؤيد ومعارض للإحتلال الإسرائيلي. كما أثار تحركات شعبية كبيرة للتضامن مع فلسطين.
المستقبل غير مؤكد، والحلول غير واضحة، لكن الأمل لا يزال قائما في نهاية المطاف.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :