متعبٌ كأنشودةٍ في الريح

متعبٌ كأنشودةٍ في الريح

  • شعر :: المهدي الحمروني

شاهق خيالك جدا
كتمثالٍ على ذروة جبلٍ غائم
يحفه صوت الريح
وغبش الفجر والضباب
كل ما في المعبد موحٍ بالنبض
يا إلهي
مثل قبابٍ ومآذن فارهة
على هضبةٍ من خُلد
وأنا متصوفٌ أعياه المسير
صوب عناقيد نافرةٍ لضراعة الوجد
وخصرٍ لسنديانةٍ ولهى
على كثيبين من ذهبٍ صقيل
وعرصتين لمعبدٍ فرعونيٍّ أهيف النقش
موشحتين بعقيقٍ من عنبرٍ هنديّّ عتيق
يُمسَّحُ عليه بمآب ثوَابٍ ناسك
ويُلثم ببوح توبةٍ خاشعة
أودّ أن أعمّد ولادةً أخرى في همسي إلى بكارة النهد
وأستسقي لظمأي من رضابه خمراً للبقاء
وأنشق في النحر عبق الأساطير
وأعتكف لمخاصرة التراتيل في ربوة الذهب الدافئ
أن انصهر في مدائحي بين نقوش نعوته الحسنى
على أعمدة مقامه الفاتن
وأسكب الدمع فديةً لعناقه المهيب
أرمقه كمهد هيكلٍ مسلوبٍ مني
أحبه كعابدٍ زاهدٍ فيما سواه
نادباً حقي في العودة إليه
ثم أمضي متعبًا كأنشودةٍ في الريح
إذ لا من يقاسمني
عزلةً من بكاء

________________________
حجر اسطنبول 4 آذار 2020 م

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :