محاولة لمنع الصدى

محاولة لمنع الصدى

  • محمد فرغلي

من ديوان #إيكو

بامنع صدى

يرجع صدى

إيه اللي ممكن نسمعه

لو يوم فضا يصرخ سكوته في الفضا

ليه الوجع مش عند يومه اللي اتقضى؟

يفضل هناك من غير إيكو

من غير مشاعر توجع الروح بالأثر

أو تبقى زي الخربشة بتعكر اللحن العفيف

أو معجمي وقت الكتابة عن الحبيبة والقمر

فاكتب عن الخوف والنـزيف،

والجرح مالح ولا مُر

أنا عايز أبقى كالصدى

بيعود لمصدر أي صوت فاكر بإن رجوعه حُر

كتر الحواجز هي سببه ومسلكُه

  الفن أصدق في التصور عن “إيكو

من غير حواجز اتخلق في مداه صدى

وأسئلة صارت نِدا

يا هل ترى رسام بيستهلك حياة ولا الحياة بتستهلكُه؟

مين رَجْع مين؟

من بعد مُونْش(1)ولسَّا في اللوحة الصريخ

تايه صداه عن مصدره

مهما يعود لن يدركُه

الرسم في الفنان خلص؟

فالصرخة والألوان بكُوا

الناي حزين..

إكمنّ نفخ الإنسانية بيربكُه

وكذلك العود والبيانو والكمان

كل الآلات في السمفونية مجردة

الفكرة في شعور الموسيقِي وقتها

ساب ذكرياته.. تحرَّكُه

بامنع صدى

يرْجَع صدى

غير اللي روحي بتنطقه:

لو ليك حبيب سابك ومات

هتنط -ع الموت-تسرقُه!

خوف السؤال من رُبَّما

لو كان متاح أرجع بآلة في الزمن

هل هانقذُه؟

هاخده في حضني واموت معاه؟

ما اقدرش أغيّر في القضا

وأفضل صدى

الموت غريب

أكبر مصير بنكدِّبُه

ونصدَّقُه!

وكإنه ضل بينعكس

لكن بنعْجز نمسكُه

بامنع صدى

يرجع صدى..

فتطير فراشة كما الحبيبة المُبعَدة بْفِعل الظروف

أثر الفراشة لبُعدَها خلّاني روح متجمِّدة

وبكايَ تَلْج

ورسمت بَرّ يبان في عين الآدمي وسط الدموع

لمّيت في طوب (دمعي اللي صار جوايَ صُلْب من الفراق)

وبنيت جدار يحمي قِزاز الذكريات كالصَّومعة

جايز يخفف م الأثر

أو يتدفن كسر القِزاز

والغربة تقدَر تِهلِكُه

بامنع صدى

يرجع صدى

والحبر مش دايمًا مؤيِّد للكلام

والكلمة مجهولْةِ المدى

الأمر مرهون بالبشَر

الحبر ع الفطرة البريئة للحياة

امتصّ قلم المعرفة في وقت سابق قبلنا

واختار صفاته بشكل أقرب للسكوت

(أو وقت شخْص وحضَرُه موت)

لكن في شيء جواه نطَق:

يا أيُّها البشري الجديد

آخر مدى وقت امّا بتجِفّ الصُّحُف

أو وقت ما تعود الدموع اللي اتبكِت زي الطوفان

تغرق في جسمك كل فكرة عن الأمان

قلبك يحاول يبني فُلْك

لكن ما فيش أزاوج من الخير للنجاة

أو حتى زوجين م الهموم

كل المشاعر وحدها..

غرْقِت عشان قلبك كَتوم

النبضة لو كانت بتِطْلَع نبضِتِين

زيّ العينين

وإْيديك

ورِجْليك

رُبَّما..

كان فيه أمل إن الحبايب

لما تنده يرجعوا جسم وصدى

وما يِغْرَقوش

وتلاقي قلبك فُلك جاهز للحياة

ولحين ما ترسى من الجراح

مش شرط تنده ع اللي راح

خِلِص الكلام

وبينطوي الآن المدى

وانت ما بين أرض وسما كنت الإيكو.

____________________________

(1) “إدوارد مونش”أو “إدفارد مونك” (12 ديسمبر 1863م – 23 يناير 1944م) كان رسامًا تعبيريًّا وطبّاعًا نرويجيًّا.تعد لوحة “الصرخة” عام  1893أشهر أعماله، وقد كانت من بين سلسلة لوحات سماها الفنان باسم “إفريز الحياة”،حيث طغت عليها كعادة لوحاته،  مواضيع الحياة، والحب، والخوف، والموت، والكآبة.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :