محنة التنكيل بالمهزوم الليبي…!!!

محنة التنكيل بالمهزوم الليبي…!!!

بقلم :: سالم أبوظهير

بحسب المؤرخ الاغريقي هيرودوت فأنأول جريمة تنكيل وقعت فوق التراب الليبي كانت خلال القرن السادس قبل الميلاد حين قام ” هرقل بقطع راس البطل الأسطوري أنتايوس القائد الأمازيغي الليبي، حامي أرض الأمازيغ، الذي تحدى هرقل وحاربه سنوات طويله حتى تمكن منه الأخير فلم يكتف بفصل رأسه عن جسده بل أمعن في التنكيل بجثة البطل بتقطيعها إلى قطع صغيرة جداً تلذذا وامعاناً منه في التشفي منه. !!

من جانب أخر، ولكن في نفس السياق المؤلم أشارت الاساطير التاريخية القديمة أيضا إلى أن نفس البطل الليبي انتايوس المعروف عند الامازيغ باسم (عنتي) والذي غلبه هرقل ومثل بجثته، كان معروفا عليه أنه يقوم بقطع رؤوس الغرباء المتسللين للبلاد التي يحكمها، ويبني بجماجمهم معبدا لأبيه بوسيدون. وهذا يشكك في توقعات أبو التاريخ حين نكتشف ان من اعتقد انه اول مجني عليه في جريمة تنكيل، كان في الأساس ينكل بخصومه ويبني بالجماجم المنكل بها اسوارا حصينة لمملكته ..!!!

والشاهد فيما توارد من أساطير ليبية قديمة جداً، أنما حدث خلال الماضي القريب، والحاضر المعاصر الان، يكشف نفس المضمون بتفاصيله الكاملة، ويشير لنفس النتيجة بالتمام والكمال، نتيجة مفادها ان صنعة التنكيل وأن لم تكن صناعة ليبية خالصة، لكنها تتكرر بنفس البشاعة والقرف من نفس نوعية الأشخاص سواء المنكل (بفتح الكاف) والمنكل بهم (بكسرها) وبجردة سريعة وخاطفة لقائمة التنكيل التي اقترفها معمر القذافي وبعض من أنصاره في حق من خالفهم الراي او من جاهر بمواجهتهم، قائمة سوداء طويلة وبشعة فيها تنكيل بمعارضين واحتفاظ بجتتهم في ثلاجات الموتى لعشرات السنين، وفيها  قطع للألسن والأصابع كما حصل مع الصحفي ضيف الغزال ، وفيها لللاسف وبشكل متكرر وليس عابر تمثيل بالجتت وسحل لها في الطرقات وهي عارية تماماً كما حصل مع محمد الحامي وحمز ةبوشرتيلة وقبلهما عبدالسلام خشيبة والقائمة تطول و الحال من بعضه فبمجرد أن دانت الدنيا لثوار فبراير حتى استفتحت الثورة المجيدة، بعناوين التشفي والتمثيل بالجتت،ليتصدر الجندي هشام الشوشان قائمة المسحولين، ولم تنته القائمة بعد، حتى بعد ان كان من ضمنها معمر القذافي نفسه الذي ذاق مرارة الكاس وتجرعها بألم تلاحقه كاميرات العالم كله لتقدمه كدرس لمن يستوعب الدرس في أن السحل كاس سيشربه كل من أذاقه لغيره.

هذا الدرس الذي لم تستوعبه أي من الأطراف المتصارعة الان ، ولم يأخذوا العبرة منه، فكل هم المنتصر المبادرة بقطع راس خصمه الذي هزمه ، وبكل اريحية وراحة بال يتشفى بدمه ويزهو بتقطيع اوصاله قبل أن يموت ،ثم ينبش قبره بعد موته..!!!، وما أن ينتصر المهزوم حتى يعيد نفس المشهد  بأكثر دموية ثاراً منه لرفقاء السلاح الممثل بهم، وهكذا تستمر محنة التنكيل الليبي كرة من نار تكبر وتستعر وتزيد في غياب العقل والاحتكام لشرع الله وسنته الحميدة.

حتى دون أن يفكر الساحل والمسحول ويتدبر قوله تعالى ” قَالَ يَاوَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُون مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أخِي فَأَصْبَحَ مِن النَّادِمِينَ” صدق الله العظيم

 

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :