مذكرات امرأة عمياء

مذكرات امرأة عمياء

  • صافيناز المحجوب

مُذَكّرَاتُ امْرَأةٍ عَمْيَاء يقترب شهر رمضان الكريم وتشعر بتلك الهالة القدسية على الأجواء حتى أن روتينك اليومي يبدأ في التغير دون إرادة منك وكأن طبيعتك البشرية تعلن استقبالها لهذا الشهر المعظم فتبدأ الجوارح في الاستعداد حتى أن البخيل والممسك لا إراديا يبدأ في العطاء والكرم على الناس فالقلوب أيضا تمتلئ إيمانا وحبا لهذا الشهر فتسيطر على العقل مشاعر التقوى فيتغير السلوك بناء على ما سبق أصحاب المحلات تتبرع وتكثر عطاياهم بعكس الأيام العادية وتبدأ ربة المنزل في الاستعداد وتختلف الاستعدادات من بيت لآخر بحسب الإمكانيات المتاحة فهذه أم تبدأ في حملة شاملة كاملة للمنزل تغيير وتنظيف وترتيب وإنزال معدات مجهزة لشهر رمضان في حين أن هناك بيوتا يتم فيها الصيانة بشكل مخيف جدا تشمل إعادة طلاء الجدران وتجديد للأثاث وشراء للصحون والمواد المنزلية وتغيير للسجاد والمفروشات في حين أن هناك أسر لم يكن في بالها إلا أن توفر ما تستطيع به أن تفطر الأوضاع تغيرت هناك أسر لا تملك أي راتب وهناك أسر تقتات من القمامة وهناك أسر تنتظر الصدقات عندما كنت أشاهد موائد الرحمن في مصر كنت أحمد الله أنها لم تصل إلى ليبيا فابتلانا الآن فأصبحنا في حاجة لموائد الرحمن أكثر من مصر لم أتخيل يوما أن تصل الدرجة من الفقر والعوز إلى أن الأم لا تجد ما تطعم صغارها ويبيتون جوعى لا طعام لهم ومرضي لا علاج يستطيعون شراءه . كل شخص يأخذ نصيبه في الحياة ومن سننها أن هناك غنيا وفقيرا وحديثي الآن عن المتباهين والعارضين مشترياتهم من الطعام على صفحات التواصل الاجتماعي دون مراعاة لمن هم لا حول لهم ولا قوة قلت لصديقتي يوما قد عرضت صحونا تحوي ما لذ وطاب من الطعام على صفحتها لقد جاع من شبع بسبب صورك فما حال من جاع ولم يجد ما يشبعه فقالت ومن لديه إنترنت كيف ليس لديه طعام قلت لها إن الإنترنت الآن في كل مكان حتى الجيران يتقاسمونه فيما بعضهم فارحموا الفقراء من هذه الأفعال راعوا شعور المعوزين . الازدحام استعدادا لرمضان ليس بالشيء الجديد لكن المغالاة في الاستعداد أمر يجب أن ينبه إليه فشراء كل هذه الكميات من الطعام وكأن المؤكلات ستنقرض من السوق أمر مخيف وفي آخر الأمر يتم رمي ما تبقى من طعام في القمامة المشكلة أن هذه الهجمة الشرسة ليست فقط قبل رمضان وإنما تستمر وبقوة ويشتد لهيبها من أول يوم صيام فتشعر وكأننا مقبلون على مجاعة في الدول الأوربية يعني في بلاد غير المسلمين باقتراب شهر رمضان يتم وضع لافتات ب٥سعار مخفضة للمسلمين مكتوب عليها لأجل رمضان ونحن المسلمون أصحاب الدين الإسلامي نرفع النار في كل شيء يؤكل فمثلا الحليب والتمر لو قارنت أسعارهما في الأيام العادية ستجدها مقبولة أما الآن وباقتراب الشهر الفضيل فقد زاد سعرها هذا مثال بسيط فقط أما بقية الأسعار فحدث ولا حرج اتقوا الله في أنفسكم يا أمة محمد وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :