- الكاتبة الصحفية :: صافيناز المحجوب
طرقات على باب المنزل تدل على يد طفل صغير فتحت الباب،طفل في التاسعة من عمرة لا يكاد تراه من قصره حبات العرق تسيل من على جبينه يحمل كيسا صغيرا لا تكاد تبين لونه نظر إلي بعيون متوسلة قائلا ( عميمة تشري ؟) بعض البخور والمواد العطرية يتوقف لساني فلا يجد ما يقال انظر إليه بعيون ملؤها الدموع أتساءل من الملام يا أيها الصغير من رسم سطور تعبك هذا من السبب وراء شقائك يا ترى كم من الجياع تطعمهم بكيسك الباهت هذا ويا تري عندما تعود وقد أخذت منك الشمس كل مأخذ هل تجد ما تسد به جوعك ؟ أليس من حقك أن تعيش طفولتك البريئة يتحملون مسؤولياتهم اتجاهك فكيف انقلبت الآية فأصبحت أنت الراعي تركني الطفل في حيرتي وغادر يجر قدميه جرا ووهنا لكم تمنيت أن احتضنه أن يأخذ حماما باردا ويرتدي ملابس تليق بطفولته الضائعة أن يأكل طعاما يستحقه جسده المحتضن للجوع فأي ظروف يا بني تعيشها ؟. كنت متوجه لزيارة عائلية وعند أحد المطبات الاصطناعية إذ بي أرى طفلا آخر يحمل كؤوس ورقية ويصب القهوة للسيارات مقابل ربع دينار وسط سياط الشمس اللاهبة وعند عودتي وجدت إلى جواره طفلا آخر يحمل حلوى السكر على عصي يتقاسمون الألم سويا عادت الأسئلة تتزاحم تعلن الإضراب تعلن العصيان وجميع حواسي تستشعر خطرا ما يهدد الطفولة في ليبيا لكل مرحلة عمرية بيئتها الخاصة ونفسية الطفل تبنى في كل مرحلة من حياته إما بناء صحيحا فيكون لبنة صالحة في المجتمع إنسان واع يساهم في البناء أو إنسان فاشل مجرم أو حتى عاطل لم يتوقف الأمر عند ذلك فبعد أيام طرقات أخرى على الباب وإذ بي أري طفلة صغيرة ذات وجه بريء وعيون عسلية وشعر أسود فاحم ناعم يغطي جبينها ( عميمة عندي بخور ) ادخلي دخلت الطفلة ولم تخف اشتريت منها بخورا وأنا معجبة بتلك الحنكة في عرض بضاعتها وكيف أنها لبقة في حديثها وتخيلتها دبلوماسية في سفارة او حتى محامية أي مصير ينتظرك لا أدري ولكن رب العباد رحيم لن يخذل هذه الطفولة البريئة الأمر قد يكون إلى هنا نوعا من التربية وتعليم الطفل كيف يعتمد على نفسه كما تراها بعض الأمهات طريقة لتعليم الأبناء كيف يعملون من اجل لقمة العيش ولكن الطامة الكبرى هو تسول الأطفال في بعض الشوارع ولعبهم في القمامة وفي الأماكن الخطرة دون رقيب أو حسيب وحتى أولئك الذين يعيشون داخل أسرهم قد تجدهم مظلومين مقهورين فالأوضاع المعيشية كان لها تأثير شديد على الأطفال فلا أماكن للترفية ولا حتى المدارس مهيأة لتليق بالأطفال فالدولة لديها من المهام ما تجده في الوقت الراهن أولويات ولكن بعد عدة سنوات ستظهر آثار ونتائج هذا الإهمال سنجد أن الأمراض النفسية قد انتشرت بشكل سيئ وأن من كانوا أطفالا بالأمس هم اليوم رجال ولكن غير متزنين فما زرع حصد اليوم فندائي إلى كل أم إلى كل أب لا تنتظر من الدولة أن تهتم بأبنائك أنت من تصنع لهم الحياة فاصنع لهم ما يليق بهم فهم كنزك وذخرك والله المستعان وعليه التكلان .