مذ غادرتِ

مذ غادرتِ

بقلم :: نجوى التوهامي 

مذ غادرتِ
لم يبق لي إلّاكِ
مذ غادرتِ
“ما عاد فرّحني غزل
ولا عاد عذبني أمل”
ولا عاد آواني وطن.
فهل أقصّ عليكِ،
ماذا فعل السفهاء بعدكِ؟
أتذكرين شجرة الزيتون التي نبتت
لتظلل قبلتنا الأولى؟
وحينما استقامت، تطاول الشمس
كتبنا اسمينا على وجهها، أتذكرين؟
صارت يا حبيبتي بلا ملامح.
بتروا أذرعها
فقأوا عينيها اللوزيتين

قطّعوها إرباً، وأوقدوا بأطرافها النار في كتب الحب التي قرأناها سويّاً
أولئك الموروثون الحقد، الهاتفون بدال الجهاد.
أنا لازلت أذكر ابتسامتك،
والشوق،
وعقد الياسمين،
وتمائم الحب التي زرعناها في حقول عمرنا
منذ ألف شمس وقمر.
ألا تدرين يا حبيبتي كيف يحصدون العمر؟
بمناجيل من زيف وقهر.
فراشات الروح …تلك التي كنا نتسلّى بالجري ورائها؛ اغتالوها ويتّموا شرنقات العشق فيها.
صادروا أغانينا، حرّفوا الآهات، وأصدروا حكما بأن عمالقة الطرب من صلب أبي جهل
ومن سار على منهاجهم تبا له تب
ونسوا إنك ابنة الفجر.
وحينما كتبتُ قصيدتي الأولى: “أنتِ ظلّي” اغتالوا كل الظلال، و أشعلوا الحرب في السهول والتلال.
اصطادوا كل العصافير الملونة بالحب
وشرّدوا المغرّدة في أمان وودّ
خيطوا مناقيرها….
فما عادت تغنّي؛ ….ماتت.
ما عاد لي سواكِ

سأركض بك سندساً، واستبرقا، وسأخاطر بطيفك من أمام واجهات المدن المطلية بالشحوب.
وسط الكتائب، وتجمعات الموت
حتى إذا ما سألوني عن ديني، نثرت بعضا من عطر جنّتك على قذارة قلوبهم
نثرته على الجثت…والدمار
على خبث الفجّار
سأركض بك نخلة سامقة،…. كسارية محارب ضد الكره والحقد، وهؤلاء الأشرار
وألعنهم وألعن الحياة بدونك ألف مرة.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :