مرسيدس

مرسيدس

بعض الأحداث تعيد زيارتنا بين الحين والآخر لأنها  بكل بساطة فيها الكثير والكثير جدا من الحكمة التي تظل عالقة في الذاكرة ونستظل بها كلما دعت الحاجة إليها

منذ سنوات خلت أبتاع أحد الابناء سيارة قديمة لأبيه من ماركة عريقة تسمى مرسيدس وهي فخر الصناعة الالمانية ولست هنا في مصاف رسم حسنها البهي أو الدعاية لها وهي لا تحتاج الى حرفي  المتواضع .

الأبن أستغل حصول والده على سيارة جديدة منحتها له الدولة حين داك بثمن زهيد والأبن بكل دهاء طلب أن يدفع ثمنها القليل الذي باعته بها الدولة وفي مقابل ذلك سوف يشتري الى والده سيارة قديمة وتنتمي إلى فئة عريقة مقابل أن يتخلى الأب عن السيارة الجديدة

اتت السيارة وسط ترحيب مالكها الجديد وهو فرح بها ومنتشي بالتواجد فيها لكنها كانت في حال لا يسمح لها بتقديم قيادة تليق بالرجل العجوز وتمنحه ما كان يحلم به

أكثر الاوقات كانت السيارة متوقفة بسبب الأعطال التي اجتاحتها وكلما قادني الحديث الممتع مع  صاحبها يكون لها نصيب من الحديث  وعن احتياجها الدائم للتصليح على اعتبار عمرها كبير وتحتاج الى عناية مستمرة وكيف أن الاستبدال كان مجحف في حقه وتظل تلك العبارة راسخة في عمق ذاكرتي حين سألته ذات نهار عنها وأجابني لم يبقى منها شئ كانت مرسيدس ذهب نصفها أو أكثر أي ذهب سيدس وبقى مر أعاني فيه.

ما دفعني الى استحضار هذا الموقف القديم من ذاكرة متعبة هو علاقاتنا الإنسانية التي يفترض أن تكون بعيدة عن المرارة وتبحر في العمق الانساني لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن كما يقولون .

بعض العبارات التي سمعتها من البعض رغم مراراتها أحاول أن أفر منها في محاولة مني للحفاظ على علاقة جميلة تضعني في الاطار الانساني الجميل في ظل أزمة تعبر بالمكان تترك رصاص البندقية ومرارة الكلمة القاسية في حلق يشتهي العسل .

في مرات كثيرة كان الاشتهاء أن أكتب شيئاً آخر وأجد نفسي في براثن موضوع لم يكن في البال أو الخاطر ..

عثمان البوسيفي

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :