- حاورتها / زهرة موسى
مَبْرُوكَة عَبْدالله لِفَسَانْيَا: مَرْكَزُ دُو كَانَ حُلُماً انْتَظَرْتُ الوَقْتَ المُنَاسِبَ لِتَحْقِيقِهِ .
اللّغَاتُ وَالتّكْنُولُوجْيَا حَاضِرَةٌ بِقُوّة فِي دُو- DO: مَرْكَز دُو-DO فِي صَدَدِ التّعَاقُدِ مَعَ مَعْهَدٍ ألْمَانِيّ. خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ شَاباً سَبْهَاوِياً يُضِيئُونَ ايرَاسَمُوس بلَس : و مَاذَا بَعْدَ تَحْقِيقِ حُلُم مَرْكَز (دُو)؟
شابة طموحة في منتهى الشغف بعملها ، نشيطة تسعى لتغير واقع مدينتها من خلال تطوير مهارات الشباب ، شاركت في عديد البرامج والأنشطة الثقافية والفنية خلال فترة دراستها بجامعة سبها في كلية الآداب /قسم اللغة الإنجليزية وبعد تخرجها أشرفت على إعداد وتنظيم الكثير من الورش والملتقيات ،كما عملت متطوعة مع مؤسسات المجتمع المدني، و تحصلت على جائزة شباب توك للريادة الاجتماعية. -DO
افْعَلْ حَاضِراً يَكُنُ مُسْتَقْبَلاً :
بعد سنوات من العمل الدؤوب قررت مبروكة عبدالله أن تؤسس مركزها الخاص لتدريب وتطوير الشباب ،لتحقق حلمها الذي طالما سعت إليه ليغذو واقعاً وأطلقت عليه اسم ( DO ) التي تعني -افعل ، وهي تسعى من خلاله لتطوير المهارات الشبابية على مستوى مدينتها . رصدت فسانيا في هذا اللقاء تفاصيل قصة نجاح هذه الشابة مبروكة عبدالله مؤسسة مركز دو للتطوير :
تسرد فاطمة عبدالله مؤسسة مركز- دو بداياتها
فتقول ” انخرطت في المشاركة بالأنشطة الطلابية منذ أيام الدراسة في كلية الآداب جامعة سبها ، حيث كنت دائمة الحضور في أنشطة الجامعة مثل ” حملات الحث على القراءة ، المعارض ، الأنشطة الخاصة بقسم الإنجليزي ” .
وأذكر النشاط الذي قمت به وزملائي في السنة الأخيرة من الدراسة ، حيث عملنا على تدريس الطلبة الجدد ، كنوع من الدعم لهم .
وتابعت : بعد تخرجي توجهت إلى المجتمع المدني ، وركزت على فئة الشباب، وعملت كناشطة مستقلة لم أنتسب لأي منظمة أو مؤسسة بل تعاونت مع العديد من المؤسسات في أنشطة معينة ، و وتنتهي مهمتي بانتهاء النشاط ، وكان عملي تطوعياً دون أي مقابل مادي .
وأفادت : ” في بداية عملي كناشطة تطوعت في البرامج التي تهمني ، و ذلك من خلال بحثي ، وعندما أتحدث إلى المسؤولين في أغلب البرامج كانوا يعجبون بشغفي وحبي لعملي ، فكانوا يمدون يد العون لي ، ويفسحون لي المجال للقيام بالنشاط ويوجهونني ، و من خلال عملي بنيت قاعدة اجتماعية جيدة ، ساهمت في إتاحة فرص عديدة لتطوير عملي فيما بعد .
الاسْتِقَالَةُ مِنَ العَمَلِ خُطْوَةٌ نَحْوَ تَحْقِيقِ الذّاتِ.
أعربت: ” مركز دو عمره الآن ستة أشهر ، بدأت إنشاءه في أكتوبر الماضي 2018 ، قبل افتتاحي لمركز دو ، كنت أعمل في مكان آخر وواجهتني العديد من الضغوطات في مجال العمل ، وتزامن ذلك مع اقتراب موعد الامتحانات ” لطلبة الماجستير ” و أنا أحدهم ، والامتحانات على مدى كبير من الصعوبة ، و كل ضغوطات العمل السلبية دفعتني لأحد الخيارين : إما أن أرضى بالضغط المتعمد في العمل ، أو أن أستقيل و أرفض هذا الاستنزاف ، فقررت أن أرفض ، و قمت بإرسال “إيميل ” استقالتي .
وعن ميلاد فكرة مركز دو تقول مبروكة : ” فكرة إنشاء شركة دو ” لم تكن وليدة تلك اللحظة بل كانت حلما منذ زمن انتظرت الوقت المناسب لتحقيقه ، بعد استقالتي ، فكرت في إنشاء عملي الخاص ، فلم يعد بإمكاني تحمل استغلالي أو الضغط علي من أي أحد مرة أخرى ، فلهذا يجب أن أكون أنا صاحبة عملي ، و الموظفين سأتعامل معهم كفريق عمل ، ولن أمارس ما تم ممارسته علي فيما مضى . كان مقترح مشروعي جاهزا للعمل ، جلست أمام حاسبي الشخصي ، وفتحت المقترح الذي كان ينقصه الاسم فقط ، لم أطلق على حلمي اسما من قبل ،فقد كتت أطلق عليه مسمى مركز تدريبي أو مركز تطوير فقط ، ولكن بعد استقالتي ، أطلقت عليه اسم ” دو افعل ” واتخذت القرار بتحقيق ذاك الحلم .
أسْبُوعٌ وَاحِدٌ أوْلَجَنِي وَفَرِيقَ عَمَلِي عَالَمَ الحُلُمِ !
وعن قصة توفير مكان المركز و تعاضد فريق العمل تحكي مبروكة : ” كان استئجار المكان يتطلب الدفع مقدما ،وبالرغم من أني حينها كنت أملك مبلغا بسيطا ، إلا أنني قمت خلال أسبوع واحد بالعمل بشكل إضافي و أمنت المبلغ ، تاركةً عملي وموفرة آجار المكان حيث أستطيع أن أنشئ (مركز دو للتدريب و التطوير )
و عن حظها الجيد في تكوين فريق العمل أعربت مبروكة بامتنان : ” أعتبر نفسي محظوظة بفريق العمل ، فهم من الأشخاص الذي يؤمنون بالعمل و يبدؤون من الصفر و يصنعون العمل الخاص بهم ، جميل جدا أن يكون معك فريق صبور ، يتعايش مع الصعوبات ، و يتحمل زهادة المبالغ التي تخرج من هذا المشروع ، و كان لي عدة من الأصدقاء ( محمد زهدي ، عبد الحفيظ صرماني ) كانوا بارعين في برامج الحاسب الآلي و برامج الموبايل ، تصميم مواقع و كذلك تصميم بسترات ، و أنا سعيدة جدا بوجود هؤلاء الشباب معي في فريقي ) و كذلك ( زينب سالم ) فهؤلاء مؤمنون بفكرتي وساعدوني، وكانوا يساهمون بأموالهم الخاصة لإيقاف المشروع على قدميه ، ففي البداية تعاونا مع بعضنا لتنظيف المكان وطلائه وتجهيزه ، فلم نكن نملك مالاً لجلب عمال لتنظيف المكان ، ولكن في ذات الوقت كنا سعيدين جدا لتجهيز المكان بالرغم من التعب واستمرار العمل لساعات طويلة .
رغم صعوبة تجهيز المكان ، كانت تلك الأيام جدا جميلة و كنا فخورين بعملنا ، و بعد الانتهاء من التجهيز بجلب بعض الأجهزة و مكبرات الصوت من منازلنا لتجهيز مقر عملنا ،والذي جهزناه -والحمد لله- في فترة وجيزة باشرنا بالعمل ، كان فريق العمل سعيدا جدا بالنتائج ،وبالرغم من تواضع المكان كنا مسرورين بما حققناه .
اللغات والتكنولوجيا حاضرة بقوة في دو- DO:
استرسلت ” المشروع مقسم إلى ثلاث جوانب ، تدريب على اللغات ( الإنجليزية ، الفرنسية ، الألمانية ) ، وكذلك قسم التكنولوجيا ، و ركزنا على التكنولوجيا بشكل كبير ، ولم تقتصر تدريباتنا على برامج الحاسب العادية فقط ، بل تشمل تصميم البرامج على الموبايل ، وكذلك برامج حماية الفيروسات ، وقمنا في بداية انطلاقنا بإعطاء محاضرات مجانية مفيدة للجميع ، فكان التسجيل مفتوحا لاستقبال الجميع .
وعن سلسلة برامج تدريب بالمركز توضح مؤسسة مركز دو: ” قمنا بإعداد سلسة برامج تدريب في اللغة الإنجليزية ( مرحلة المتوسطة الآلي منتري ) و عدة مستويات ، كما نظمنا في الفترة الأخيرة حزمة تدريبات كورس محادثة “Course speaking ” بطريقة حديثة ، ففي وقت سابق تلقيت دورة مع منظمة ” American English ” و هو موقع على النت ” للدراسة أون لاين ” ، وقمت بتطبيق نفس الطريقة عند إعطائي لدورات المحادثة بشركة دو ، و كذلك دورات برامج التصميم : الفوتوشوب Photoshop-lightroom ، وفي مجال التصميم كان جل المترددين على الشركة في هذا المجال هم طلبة تقنية المعلومات ، و كنا نساعدهم في إعداد بحوثهم .
ومن ضمن الدورات التي نظمناها دورة في مجال التصوير الفوتوغرافي ، و لدينا خطة مستقبلية عن إعداد دورات تدريبية في الرسم ، و نحن بصدد التجهيز لبرنامج خاص بتطوير المهارات الشخصية ، و كذلك برنامج خاص بريادة الأعمال ، ونحاول استهداف الشباب الخريجين لتطوير مهاراتهم ليتمكنوا من الحصول على فرص عمل جيدة .
و نحن نسعى لأن تكون برامجنا حديثة ، و بمعايير عالمية ، لايخلو الأمر من الأخطاء ، ومن التعثرات ، ولكن المهم هو الاستمرارية ، وتجاوز المشكلات .
مركز دو-DO في صدد التعاقد مع معهد ألماني
وأشارت مبروكة : ” من ضمن خطتنا القادمة ، التعاقد مع معهد دولي ألماني لتدريس نفس الكورسات(المقررات ) المعتمدة في مركزهم ، و ستكون الشهادات معتمدة من هذا المعهد الألماني . (ايراسموس بلاس) : اتفاقية مركز دو – DO مع الاتحاد الأوروبي وعن اعتمادية الشهادات المقدمة من مركز دو أفادت مبروكة عبدالله : ” حاليا نسعى لاستكمال الإجراءات القانونية والترخيص من وزارة العمل ، وبذلك ستكون الشهادات الصادرة من مركز دو مرخصة من الوزارة .
و صرحت مبروكة مؤسسة مركز دو : حالياً قمنا بإبرام اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي ، في التنظيم لبرنامج ” ايراسموس بلاس ” هو برنامج يستهدف التبادل الثقافي و يكون هذا التبادل افتراضيا ، عن طريق الإنترنت ، ووقعنا الاتفاقية معهم ، و عدد المشاركين في هذا البرنامج 25 شابا من مدينة سبها ، وتم تسجيلهم بالفعل ، و سيشاركون عن طريق مركز دو . خمسة وعشرون شاباً سبهاوياً يضيئون ايراسموس بلس :
تابعت “برنامج ايراسموس بلس هو ملتقى عبر الإنترنت – مباشرة ً -أون لاين ، حيث يلتقي الشباب من مختلف دول العالم مرة واحدة كل أسبوع ، لمدة شهر ، ، وكل منهم مشارك من جامعة أو مركز مختلف ، فالشباب من مدينة سبها تحصلوا على فرصة للمشاركة مع شباب آخرين حول العالم ، وهذا يعتبر فرصة جيدة لتطبيق واختبار قوة لغتهم الإنجليزية ، وممارستها بشكل طبيعي مع أجانب ، مما يعزز فرص التبادل الثقافي ، وتطوير مهارات الحوار بمعايير عالمية ، فنحن نحاول جلب كل الأساليب والطرق والمعايير العالمية لمدينتنا ، وستكون هناك شهادة معتمدة من ايراسموس بلاس التابعة للاتحاد الأوروبي عن طريق منظمة سوليا الأمريكية بالتعاون مع مركز دو-DO للمشاركين في نهاية البرنامج ، و هذه الشهادة تثبث أن الشخص الذي يحملها قد تلقى دورة في رفع مهارات التواصل ، وتبادل الحوار الافتراضي ، وهي ستفيده عند إضافتها للسيرة الذاتية الخاصة به ، كما تعتبر داعمة له في الأنشطة المتعلقة بهذا المجال .
جَوَائِزُ وَمُشَارَكَاتٌ
ذكرت مؤسسة مركز دو: ” لقد تحصلت على جائزة التلفزيون الألماني ” دوتشي فيلا من ” برنامج -شباب توك،” وهي جائزة الريادة الاجتماعية – شباب توك للعام 2018 في شهر نوفمبر ، وهذه الجائزة كانت عن مركز دو ، فهم شاهدوا تقريرا عن مركز دو ، وتواصلوا معي ، و أعلموني بأني مترشحة للحصول على جائزة عن هذا المشروع ، و الحمد لله دعيت لحضور حفل التكريم و تكرمت بحصولي على جائزة الريادة الاجتماعية . إنْجَازَاتٌ كَفَرْد
و ذكرت ” بالإضافة إلى أنني قمت بالعديد من الإنجازات كفرد ، أشرفت على العديد من الأنشطة و البرامج في جامعة سبها ، كذلك في الملتقى الطلابي الثاني في العام 2017 ، و نظمنا العديد من ورش العمل الفنية و الثقافية ، وكذلك كنت مسؤولة عن منح “التبادل الثقافي ” و قد أعطيت محاضرات حول كيفية الحصول على المنح الخارجية أو الدولية ، و كذلك شاركت في الإعداد لجائزة دور كاس ، حيث كنت المديرة التنفيذية له ،كما شاركت في يوم الشباب العالمي ، و تعاونت مع سبوت لايت باسم مركز دو، و شاركت في العديد من الأنشطة و البرامج التي لا يحضرني ذكرها الآن .
و ماذا بعد تحقيق حلم مركز (دو) ؟
نوهت ” طموحي حاليا متمركز على شركة دو ، و أحاول أن أرى شركة دو تكبر أكثر و أكثر ، وجعل هذا المكان وجهة للشباب ، بمدينة سبها و من ثم الجنوب ، و مستقبلا ليبيا ، بحيث نتصدر تطوير جميع الفئات في التكنولوجيا ، وريادة الأعمال ، و كذلك إيجاد فرص للشباب الباحث عن العمل من خلال مساعدته بأن يبدأ المشاريع الصغيرة تحت اسم دو ، ومن ثم ينفرد كل بمشروعه الخاص .
ختاما : استرسلت ” أشكر فسانيا لأنها أتاحت لي الفرصة ، التي تضيء على إنجازات الشباب و تدعمهم ، وهي دائما السباقة في تغطياتها للحدث ، و الكلمة الطيبة ، فلكم كل الشكر و التقدير .