- د :: مصطفى الفيتوري
الحكم:
المحكمة العليا الاسكتلندية ترفض استئناف عائلة المقرحي: في خطوة غير مستغربة (بل وأصبحت متوقعة بعد أتهام الولايات المتحدة لليبي أخر) رفضت اليوم المحكمة العليا الاسكتلندية استئناف عائلة عبدالباسط المقرحي في مضمونة وتحديدا مبراراته وهي أجهاض العدالة وأخفاء النيابة للمعلومات والوثائق عن الدفاع. وان كان الحكم سلبيا ومحبطا الا انه لا يعني أبدا نهاية المعركة وأن عنى نهاية الشوط. الأسى والأحباط والغضب الذي يشعر به الاسكتلنديون من هذا أكثر مما يشعر به الليبيون أو سواهم. روبرت بلاك، مهندس محكمة لوكربي الأولى في هولندا، قال “هذا يوم حزين للقضاء الاسكتلندي.” وكان بروفسور القانون قد وصف الحكم بإدانة المقرحي بأنه “غير عادل وعار على القضاة الاسكتلنديين” وأنا أزيد وأصفهم بالجبناء مع احترامي لما يمثلون كقضاة. حتى القضاء يحتاج الي شجاعة! لا أنا ولا فريق الدفاع أستغرب النتيجة ورغم قوة الحجة في الاستئناف الا أن صعوبة الأمر للقضاة تكمن في جانبين: الأول ليس من السهل على القضاة الخمسة ان يحكموا ضد حكم زملائهم الثلاثة الذين أدانوا المقرحي عام 2001 ويظهروا قصورهم أو خطأهم.
والثاني ان التدخل الأمريكي العلني يوم 21 ديسمبر الماضي بأتهام ليبي أخر شكل بعض الضغط النفسي الذي لا يمكن أنكار دوره. هنا لن نتوقف بكل تأكيد وهذة السقطة من القضاء الاسكتلندي تؤكد ما يقوله أهل البلد أنفسهم وهي ان القضاء بحاجة الي أصلاح من الداخل وهو مطلب شعبي قديم قدم قضية لوكربي. ورغم أن الخسارة كبيرة علينا نفسيا الا أنها في وجهها الاخر مكسب متمثل في أن ليبيا البريئة والمقرحي البرئ من موبقة لوكربي يكشف عورة القضاء في أم الديمقراطيات البرلمانية مدعية الشفافية والعدالة وانها لا تتورع عن أخفاء المعلومات عن الدفاع في اي قضية كبرت أو صغرت! هذة ليست أخر رمية لنا ويجب الا تكون لكل ليبي حر وطني وشريف وحريص على بلده خاصة بعد التهمة الأمريكية الأخيرة والله المستعان موعدنا القادم خلال اسبوعين يتجدد بتقديم الاستئناف مرة اخرى ولكن هذة المرة في المحكمة العليا في لندن.