مشروع “الدبلوماسية الثقافية” الليبي

مشروع “الدبلوماسية الثقافية” الليبي

بقلم :: حسن الوافي 

تُعد الدبلوماسية الثقافية من أهم الأدوات المتاحة لتحقيق الأهداف السياسية الإستراتيجية للدول في العلاقات الدولية المعاصرة، حيث أنها تتجاوز المفهوم التقليدي للعمل الدبلوماسي الساعي لبناء علاقات بين الحكومات لتحقيق المصالح المباشرة، لتصل إلى تأسيس روابط إنسانية وثيقة بين الشعوب مبنية على الثقافة والتاريخ المشترك.

تُعتبر الأزمة الليبية في عمقها أزمة تفشي ثقافة الإقصاء والعنف وعدم قبول الأخر، وهنا يأتي دور وأهمية الدبلوماسية الثقافية في نشر ثقافة التسامح والحوار والإنفتاح. ونلحظ أن الدبلوماسية الغربية تجاه ليبيا تركز على رعاية المصالح بشكر مباشر وتبحث فقط الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية للأزمة في ليبيا وتفتقر إلى العمق الحضاري وهو الدور الأصلي للعمل الدبلوماسي بالتقريب بين الشعوب ونقل مفاهيم الحضارة الإنسانية المتقدمة.

تعاني صورة ليبيا في الخارج من نمطية شديدة ملتصقة بالحروب وعدم الإستقرار والخروج عن المفاهيم الراسخة في المنظومة الدولية وعدم احترام حقوق الإنسان، وعلى الرغم من عدم انطباق هذه الصورة مع الواقع، إلى أنه يقع على عاتق الدبلوماسية الليبية دور محوري في تغييرها، وإبراز الجانب الحضاري لليبيا وإسهاماتها عبر العصور في التراث الإنساني للبشرية والعلاقات الودية الدبلوماسية التي لطالما ربطتها مع دول المنطقة والعالم.

في هذا الإطار تسعى رابطة الدبلوماسيين الليبيين إلى العمل على إطلاق مشروع “الدبلوماسية الثقافية” الليبي على مرحلتين:

المرحلة الأولى | مشروع إحياء التراث الدبلوماسي الليبي:تجميع المخطوطات والوثائق والتذكارات المتعلقة بتاريخ الدبلوماسية الليبية منذ القرن السابع عشر،  وتبويبها وتوثيقها ودراستها وتلخيصها تمهيداً لنشرها عبر الوسائط الإعلامية المتاحة للمساهمة في ترميم الذاكرة الوطنية الليبية وبناء هوية ليبية جامعة تفخر بها الأجيال المتعاقبة ومعتمدة على المخزون الثقافي والحضاري لليبيا والذي يمتد لعهود عميقة موغلة في التاريخ ومليئة بالكنوز والحضارات الإنسانية.

المرحلة الثانية | إقامة علاقات دبلوماسية ثقافية مع الدول الصديقة:

الاستفادة من نتائج المرحلة الأولى والبناء على الموروث الثقافي الدبلوماسي والحضاري المشترك مع الدول الأخرى، وإحيائها عبر أنشطة ثقافية وفنية وإبرازها لتوطيد أواصر الصداقة وتقريب وجهات النظر مع الشعوب المختلفة وإعادة بناء الثقة وكذلك تغيير الصورة النمطية السلبية عن ليبيا لدى الرأي العام الخارجي. كما يجب التنويه على أهمية دور الدبلوماسية الثقافية في العمل مع الدول الصديقة لاستعادة الكنوز الأثرية الليبية التي نهبت وهربت من ليبيا على مر العصور.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :